الفرق بين طرق الطهارة: الاستنجاء والاستجمار

ما هي الطهارة؟

الطهارة في اللغة تعني النظافة والبراءة من الأوساخ والنجاسات. أما تعريفها شرعاً، فهي تشمل إزالة الخبث والنجاسة من الجسم أو الملابس أو المكان. كما تتضمن أيضاً رفع الحدث. وقد أولى الإسلام أهمية كبرى لمفهوم الطهارة والنظافة، إذ اعتُبرت من السمات البارزة في المجتمع الإسلامي. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ”، وأشاد الله سبحانه وتعالى بالمتحلّين بالطهارة ومحبتهم كما جاء في قوله: “فيهِ رِجَالٌ يُحِبّونَ أَن يَتَطَهَّروا وَاللَّـهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرينَ”. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر الطهارة شرطاً لصحة بعض العبادات مثل الصلاة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَن أحْدَثَ حتّى يَتَوَضَّأَ”. من المهم أيضاً أن نلاحظ أن عملية الطهارة تبدأ بإزالة الخبث والنجاسة من السبيلين، ويتم ذلك بعدة وسائل مثل الاستنجاء والاستجمار.

الفرق بين الاستنجاء والاستجمار

تعريف الاستنجاء

الاستنجاء هو مصطلح مأخوذ من الفعل “استنجى”، والذي يعني البحث عن مكان مرتفع يستتر به الشخص عند قضاء حاجته، كما أن هناك من يقول إن أصل الكلمة يرتبط بقطع الأذى. وبالتالي، فإن الاستنجاء يتعلق بإزالة البراز.

أما الاستنجاء من الناحية الإصطلاحية، فهو العملية التي يقوم بها المسلم لإزالة ما يخرج من أحد السبيلين باستخدام الماء الطاهر أو الحجر النقي. يُفضل استخدام الحجر أولاً ثم الماء بعده، لكن استخدام أي منهما جائز مع تفضيل الماء. ومن الجدير بالذكر ثلاثة نقاط تتعلق بالاستنجاء:

  • أولاً: يُعرف الاستنجاء باستخدام الماء أو الحجارة بـ”استطابة”، لأن النفس تشعر بالراحة مع التخلص من النجاسات.
  • ثانياً: نبي الله إبراهيم عليه السلام هو أول من استنجى بالماء.
  • ثالثاً: توافق العلماء على أن الاستنجاء ليس واجباً في حال النوم أو حدوث الريح.

تعريف الاستجمار

أما الاستجمار، فهو لفظ مُشتق من الفعل “استجمر”، والذي يعني جمع الحجارة الصغيرة. وفي الإطار الشرعي، يشير الاستجمار إلى استخدام الحجارة أو ما في معناها من مواد مثل الخشب أو الورق لإزالة ما يخرج من أحد السبيلين. يُستحب للمسلم أن يستخدم عددًا وتريًا من الأحجار، مثل ثلاثة أو خمسة أو سبعة، وفقاً لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ومَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ”.

هناك أيضاً بعض الشروط التي يجب اعتبارها عند استخدام الأحجار أو ما يحل محلها:

  • أولاً: يجب أن تكون الأحجار أو بدائلها طاهرة، كما هو معروف من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- الذي ذكر فيه أنه طلب ثلاث حجارة عند النبي صلى الله عليه وسلم.
  • ثانياً: يجب أن تكون الأحجار أو ما يحل محلها مباحة، أي لا تُعتبر مغصوبة من أحد.
  • ثالثاً: ينبغي أن تكون الأحجار أو بدائلها غير متصلة بالطعام أو بالأشياء المحترمة مثل الكتب العلمية، ولا يمكن استخدام مواد تتعلق بالحيوانات مثل الشعر أو الصوف.
  • رابعاً: يجب أن تكون الأحجار أو بدائلها قادرة على تنظيف مكان النجاسة، لذا لا يُعتبر الزجاج الأملس أو المواد الطرية كافية للاستخدام.
Scroll to Top