بحث عن أسباب ارتفاع المهور وتداعياته

غلاء المهور

يُعتبر غلاء المهور من أبرز العوامل التي تُثني الشباب عن الزواج. إذ يجد الشاب، الذي لا يزال في بداية مشواره الحياتي، نفسه مُتفاجئًا ومُحبطًا من متطلبات المهر التي يحددها أهل الفتاة، خاصةً أن تكاليف الزواج تشمل المزيد من العناصر غير المهر مثل حفل الزفاف، المسكن، وترتيبات المنزل. وبالتالي، قد تطول فترة بحثه عن شريكة حياته، وقد تدوم هذه العملية لأكثر من عام دون جدوى، والأسوأ من ذلك أن المهور غالبًا ما تزداد ارتفاعًا مع مرور الزمن.

أسباب غلاء المهور

  • الأهل: يجد الأهل أن المهر يعكس ضمانًا لمستقبل ابنتهم مع العريس، حيث إنهم غير متأكدين من هذا المستقبل ويفكرون في أن المهر يُعتبر عونًا لها في مواجهة الأزمات المالية المحتملة. ومن ثم، يصبح المهر وسيلة لحماية الفتاة في وجه المجهول.
  • رأي المجتمع: يُنظر إلى الفتاة التي تتزوج بمهر منخفض على أنها قادمة من أسرة بسيطة، كما أن المظاهر تلعب دورًا كبيرًا في تلك النظرة. فالمهر المرتفع يُعتبر دليلاً على ثراء العريس ونجاح الزواج، مما يُعطي انطباعًا وكأن الأمر يُشبه التجارة؛ حيث يسهل المال تحقيق الأهداف.
  • ارتفاع تكاليف المعيشة: في خضم الارتفاع المتزايد في تكاليف المعيشة، قد يبدو المهر مرتفعًا ولكنه يتماشى مع الظروف الاقتصادية السائدة. ومع ذلك، يُصادف الشاب صعوبة في تأمينه، فكلما زادت متطلبات الحياة زاد ضغط غلاء المهور.

حلول لمشكلة غلاء المهور

  • التوعية الدينية: من الضروري القيام بجهود توعوية دينية، فالزواج من حقوق المرأة في الإسلام، ولكن ليس من الحكمة أن يكون ذلك سببًا في ضغط الشاب ماليًا في بدايات حياته. إذا نظرنا إلى المهور في زمن النبي محمد عليه الصلاة والسلام، نجد أن بعضها كان يتعلق بتعليم القرآن أو حفظه، مما يعني أن حق المرأة في المهر ليس ضرورة مادية فحسب، بل يمكن أن يكون أيضًا معنويًا.
  • التفكير في وضع الشاب بعد الزواج: ينبغي على الأهل التفكير بعمق في حياة ابنتهم المستقبلية مع زوجها. فبعض الشباب يُثقلون كاهلهم بالديون لتأمين المهر، مما قد يؤدي إلى صعوبة الحالة المالية لهم في المستقبل، وبالتالي تفاقم المشاكل الزوجية.
  • إنصاف الفتاة: إن الشروط القاسية من قبل الأهل وارتفاع المهور يُعتبران ظلمًا للفتاة، حيث لا تملك القدرة على تغيير الوضع. في حالة تعقيد الأمور على العرسان المحتملين، تتأخر الفتاة في الزواج وتكبر في السن، مما يُقلص من فرص الزواج المتاحة أمامها.
  • تقديم برامج توعية: يجب على الدولة التفاعل مع هذا الموضوع، وتوجيه برامج توعية للأهل لتسليط الضوء على عواقب غلاء المهور وتأثيره على الشباب، وما قد يترتب على عدم زواجهم من تبعات سلبية في المستقبل.

ختامًا، يجب أن نتذكر أن الحياة لا تُقاس فقط بالمال، فالقيم الحقيقية للشاب تتمثل في دينه، وخلقه، وعلّمه، وأعماله الصالحة. فالمال مجرد وسيلة للعيش وليست غاية، وهو زائل، والثبات فيه غير ممكن.

Scroll to Top