إن حكم مشاهدة الأفلام الإباحية بالنسبة للعزباء، يعتبر موضوعًا حديثًا في الآونة الأخيرة حيث ازدادت نسب مشاهدة هذه الأفلام، خاصة بين الأزواج. والأمر المؤكد هو أن الله سبحانه وتعالى قد حرم هذا السلوك، لما له من تداعيات سلبية على الفرد والمجتمع.
حكم مشاهدة الأفلام الإباحية للعزباء
- حكم مشاهدة الأفلام الإباحية للعزباء هو نفسه كما هو بالنسبة لغيرها، حيث تعتبر هذه المشاهدات والنظر إلى عورات الآخرين محظورة تماماً وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية.
- لا تجوز مشاهدة الأفلام الإباحية تحت أي ذريعة، حتى لو كانت بغرض التعلم. فقد وردت في العديد من الآيات القرآنية تأكيدات على ضرورة حفظ الفروج وإبعاد النفس عن الفاحشة.
- يتوجب على كل عزباء أن تحافظ على نفسها وتبتعد عن مثل هذه العروض، من خلال السعي للزواج بشكل شرعي، والابتعاد عن الذنوب والمعاصي، مما يسهم في تهدئة الرغبات.
- كما جاء في السنة النبوية، حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على غض البصر وحفظ الفروج، حيث قال: “احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك”، وحينما سُئل عن حال الرجل في الخلوة، أجاب: “فالله أحق أن يستحيا منه”.
- وفي القرآن الكريم، قال الله عز وجل:
- (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ.
- وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ.
- أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31).
حكم مشاهدة الأفلام الإباحية لغرض التعلم
- اتفقت آراء العلماء والفقهاء على أنه لا يجوز مطلقًا مشاهدة الأفلام الإباحية، حتى لو كانت بهدف التعلم.
- إذ إن الإسلام يحرم على المرأة النظر إلى عورة رجل غير زوجها، ويحرم أيضًا على الرجل النظر إلى عورة غير زوجته.
- توجد أيضًا آراء تفضل تجنب الزوج النظر إلى عورة زوجته والعكس، فكيف يمكن إذن أن يُقبل ذلك بين غير المتزوجين؟ يجب علينا تقوى الله وتجنب المحرمات.
- استند العلماء في رأيهم إلى نص الآية القرآنية التي تأمر المؤمنين بغض الأبصار وحفظ الفروج، حيث قال الله تعالى (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون).
- وأيضاً في قوله (والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين).
- وغير مبرر للدراسة أن يُقال أنه يمكن التعلم من هذه الأفلام، بل يمكن لأي شخص أن يستفيد من كتب الشريعة الإسلامية التي تناولت تفاصيل النكاح والزواج بطرق صحيحة.
ما هو حكم مشاهدة الأفلام الإباحية للمضطر؟
- حكم مشاهدة الأفلام الإباحية في حالة الاضطرار هو نفسه كحكم العزباء أو التعلم، فهي محظورة بشكل قاطع، ولا يُقبل أي مبرر لمشاهدة هذه الأفلام المنحرفة التي تغضب الله تعالى.
- إن النظر إلى هذه المحتويات يُعتبر من صفات المعتدين الذين تعدوا حدود الله، وأعاذنا الله من ذلك.
- والمعتدون هم أولئك الذين لا يتقيدون بما حرمه الله ويتخطون الحدود.
- لا يمكن حل هذه القضية بأي شكلٍ من الأشكال، وينبغي الالتزام بالعفة والسعي نحو الزواج الشرعي.
- كما يقول الله تعالى (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتى يغنيهم الله من فضله).
ما حكم الصلاة مع مشاهدة الأفلام الإباحية؟
- من المؤكد أن كل فرد سيسأل عن أعماله، ولا يُغفل أي شيء في الكتاب.
- القرآن قد نهى عن مشاهدة هذه الأفلام، ويُعتبر ذلك من الكبائر والفواحش، وهذا ما يتفق عليه الجميع.
- لكن إذا قام أحدهم بمشاهدة هذه الأفلام، لا ينبغي أن يكون هذا مبررًا لترك الصلاة.
- فارتكاب المعاصي بشكل عام لا يُوقف الصلاة.
- حيث إن الصلاة تُعد عماد الدين، وتؤدي إلى النهي عن الفحشاء والمنكر.
- يجب أن نميز أن مشاهدة الأفلام الإباحية ليست من مبطلات الصلاة.
- بل الأهم هو الابتعاد عن هذه الأمور والاقتراب من الله بالتضرع والصلاة، راجين أن يُهدينا الله.
- وهذا خاصة في حال مشاهدة الأفلام الإباحية، دون ممارسات ضارة أخرى.
- لكن إذا حدث العكس، فإن الصلاة تكون باطلة ويجب التطهر قبل إعادة الصلاة.
- من الضروري الالتزام بالطاعات والعبادات، فالحسنات تذهب السيئات، وعلينا بذل قصارى جهدنا للتقرب إلى الله.
تعرفوا على:
كيف نمنع أنفسنا من مشاهدة الأفلام الإباحية؟
- أولى خطوات الابتعاد عن مشاهدة الأفلام الإباحية هي الالتزام بالصلاة، حيث ينبغي التأكد من أداء الصلوات الخمس وعدم التهاون.
- يجب عدم التكاسل، إذ أن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر.
- يُفضل التضرع إلى الله، بالدعاء بإخلاص لينجينا من مشاهدة هذه الأفلام ومن المعاصي جميعها، قال الله تعالى (و قال ربكم ادعوني أستجب لكم، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين).
- يجب أن نتعلّم كيف نخاف الله، لأن الرغبة في مشاهدة هذه الأفلام رغم غياب من يرانا، لا تعني غفلة الله عنا، فهو مطلع على كل شيء.
- من المهم الابتعاد عن رفقة السوء، والتواصل مع أشخاص صالحين يساعدوننا على القرب من الله ويعصموننا من العودة للذنوب.
حكم مشاهدة الأفلام الإباحية في شهر رمضان
- إن مشاهدة الأفلام الإباحية تُعتبر محظورة في جميع الأوقات، ولكن تحرُم أكثر في شهر رمضان.
- ينبغي أن نتوب إلى الله في هذه الأيام المباركة.
- قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
- الهدف من هذا الشهر هو التقوى والعبادة والعمل الصالح.
- أما بالنسبة لمدى تأثير مشاهدة الأفلام الإباحية على الصيام، فإنه يُبطل عند الاستمناء وخروج المني.
- وبذلك يجب قضاء هذا اليوم بعد انتهاء الشهر.
هل مشاهدة الأفلام الإباحية تُعتبر من الكبائر؟
- إذا أصر شخص على مشاهدة الأفلام الإباحية وهو يعلم بحرمانيتها، فذلك يُعد من الكبائر.
- كذلك، الإصرار على الصغائر يمكن أن يحوّلها إلى كبائر، ما يجعل الإصرار على ارتكاب المعاصي من أعظم الكبائر.
- يذهب بعض العلماء إلى أن كل معصية تُعتبر من الكبائر، إذ أن النظر إلى الأجانب بغرض الشهوة يُعد من الفتن والكبائر.
- فنظر الرجل إلى عورات الآخرين يُعتبر من أشد الكبائر.
هل يغفر الله لمن يشاهد الأفلام الإباحية؟
مغفرة الله تعتمد على نية الفرد والتوبة. مشاهدة الأفلام الإباحية تُعتبَر من الكبائر في الإسلام، ولكن الله سبحانه وتعالى يقبل التوبة الصادقة من كل من يعترف بخطأه ويعود إليه بإخلاص. وللتوبة شروط تشمل:
- الإقلاع عن المعصية.
- الندم الحقيقي على الفعل.
- العزم على عدم العودة إلى هذه المعصية.
- إن كانت المعصية تشمل حقوق الآخرين، فيجب رد هذه الحقوق.
ما هي عقوبة مشاهدة الأفلام الإباحية عند الله؟
لم يرد نص صريح في السنة أو الكتاب الكريم حول عقوبة مشاهدة الأفلام الإباحية، ولكن العلماء أشاروا إلى أنه قد تؤدي مثل هذه الأفعال إلى الفقر وقلة الرزق والبركة في الحياة، والله أعلم.
هل مشاهدة الأفلام الإباحية تجلب الفقر؟
إن مشاهدة الأفلام الإباحية تُغضب الله، وما من أحد يغضب الله إلا ويُعاقَب في الحياة الدنيا، وأقل شيء قد يحدث للمرء بسبب هذه الأفلام هو الفقر وضيق الرزق. لكن العقاب الحقيقي والجزائي يظل بيد الله. يجب على المؤمن أن يدرك أن الله قد يؤخر مكافأة الأفعال السلبية، ويُرجئها إلى الآخرة، وهذا قد يكون أمرًا في غاية الصعوبة نظرًا لصعوبة عذاب الآخرة.
هل تُقبل صلاة من كان يشاهد الأفلام الإباحية؟
قبول أو رفض العبادة يعتمد على إرادة الله. فقد يُقبل الله عبادة شخص مذنب، بينما يمكن أن لا يقبل عبادة شخص طائع. لذلك، على من يرتكب المعاصي ألا يترك العبادة، لأن الله قال “إن الحسنات يذهبن السيئات”. فممارسة الطاعات يمكن أن تزيد من الحسنات وتزيل السيئات، ولكن بُعد الشخص عن مشاهدة الأفلام الإباحية والذنوب بشكل عام أمر ضروري.