الخصائص العامة للمفصليات
تُعتبر المفصليات أكبر مجموعة في عالم الحيوان، حيث تشكل نحو 84% من جميع الأنواع الحيوانية المعروفة على الكوكب، ويُقدّر عدد أنواعها بحوالي 5 ملايين نوع. تضم هذه المجموعة تصنيف مفصليات الأرجل (Phylum Arthropoda).
تعيش المفصليات في بيئات مائية وأرضية، وقد تكيّف بعض الأنواع للطيران. وتشمل هذه الفئة الحيوانات مثل الكركند وسرطان البحر والعناكب والحشرات. فيما يلي أبرز الخصائص التي تميز المفصليات:
هيكل خارجي صلب
تحمل المفصليات هيكلًا خارجيًا صلبًا يشبه الدرع، فهي تنتمي إلى صنف اللافقاريات الذي يفتقر إلى العظام. يوفر هذا الهيكل الحديدي الحماية الجسدية، ويتكون من مادة الكيتين، وهو مزيج من الدهون والكربوهيدرات والبروتينات. وتقوم المفصليات بإفراز هذا الهيكل من بشرتها الأساسية.
خلال فترة نموها، تنتج المفصليات هياكل جديدة أضعف وأكثر مرونة تحت هياكلها الصلبة الحالية، ثم تقوم بالتخلص من الهيكل الخارجي القديم. وغالبًا ما تختبئ المفصليات أثناء تلك العملية لحماية نفسها، ولا تخرج حتى تتصلب القشرة الجديدة خوفًا من التعرض للافتراس، نظرًا لعدم قدرتها على الدفاع عن نفسها في هذه المرحلة.
جسم مقسم إلى أجزاء
تتميز المفصليات بجسم مقسم إلى عدة أجزاء خارجية، حيث يتكون جسمها من الرأس والصدر والبطن. كما أن جسمها يحتوي على أجزاء داخلية متعددة تختلف في عددها بحسب نوع المفصليات.
التماثل الثنائي للجسم
تمتاز المفصليات بجسم ذي تماثل ثنائي، مما يعني أن جانبي الجسم هما صورة منعكسة لبعضهما البعض. هذه الخاصية تتواجد أيضًا في العديد من الكائنات الحية الأخرى، مثل الأسماك والفئران.
عيون مركبة
تتمتع المفصليات بعيون مركبة، حيث تتكون كل عين من مجموعة من الوحدات المتكررة المعروفة بالأوماتيديا. يختلف عدد الأوماتيديا بين الأنواع. يعمل كل أوماتيديا كمستقبل بصري مستقل، موجه إلى منطقة محددة، مما يجعل رؤية المفصليات مشابهة لفسيفساء. تتكون الأوماتيديا من عدة أجزاء، ومنها:
- العدسة، التي تُشكل السطح الخارجي للعين.
- مخروط بلوري شفاف.
- خلايا بصرية حساسة للضوء، مرتبة بشكل شعاعي.
- الخلايا الصبغية، التي تشكل فاصلًا بين الأوماتيديا والأجزاء المحيطة بها.
أطراف تساعد على الحركة
تمتلك المفصليات أطرافًا متصلة بالهيكل الخارجي، تُسهم في حركتها. توجد الأرجل على جانبي الجسم، ويتراوح عددها بين 3 إلى 7 أزواج، حسب نوع المفصليات. تتحرك هذه الأرجل بطريقة متناوبة وباتجاه جانبي، وبعض الأنواع تمتاز بوجود أجنحة تسهم في الدفع لتحسين الحركة.
جهاز تنفسي متكامل
يختلف الجهاز التنفسي للمفصليات بحسب البيئة التي تعيش فيها. فالمفصليات المائية تتنفس بواسطة الخياشيم، التي تغطي مساحة سطحية كبيرة، مُسهلةً امتصاص كميات وفيرة من الأكسجين، وتكون هذه الخياشيم مغطاة بالهيكل الخارجي باستثناء منطقة رقيقة.
أما المفصليات البرية، فإنها تمتلك جهازًا تنفسيًا يتكون من الرئتين وقنوات هوائية، وهي أنابيب دقيقة تسمح للغازات بدخول الجسم. كما يتميز بعض الأنواع بوجود رئة تُعرف بالرئة الكتابية، وهي خياشيم معدلة لاستنشاق الهواء، في حين تملك بعض الحيوانات نظامين للتنفس تحت الماء وعلى اليابسة.
جهاز دوران مفتوح
يمتاز جهاز الدوران لدى المفصليات بأنه مفتوح، فهي لا تحتوي على أوردة وشعيرات دموية لنقل الدم. بل تضخ الدم من القلب عبر مساحات مفتوحة تُعرف بالجيوب، التي تحيط بأعضاء الجسم، وتساعد في توصيل الدم إلى الأنسجة المختلفة من خلال تلامسه المباشر مع هذه الأنسجة.
ويُعرف دم المفصليات باسم اللمف الدموي، وهو سائل يشبه الدم.
جهاز هضمي متكامل
تمتلك المفصليات جهازًا هضميًا مركبًا يختلف تركيبه حسب نوعها وطرق تغذيتها، ولكنه يتكون عادةً من عدة أجزاء على النحو التالي:
- الفم والزوائد المزدوجة
تعمل الزوائد المزدوجة المحيطة بالفم على جمع الطعام، وتختلف هذه الزوائد بين الأنواع لتتكيف مع النظام الغذائي الخاص بكل منها. على سبيل المثال، يمتلك سرطان البحر هواءً لتصفية المياه من العوالق، فيما تمتلك القشريات والشعر الناعم للغربلة الطعام من الرمال، وأيضًا السم الموجود في زوائد العناكب والعقارب.
- المعي الأمامي والخلفي
تنطوي هذه الأجزاء من الجهاز الهضمي على غلاف من هيكلها الخارجي الصلب.
- المعي المتوسط
هذا الجزء مسؤول عن إنتاج الأنزيمات الهاضمة، ويقوم بامتصاص الطعام المهضوم.