كلمات قصيدة “ابتسم” لإيليا أبو ماضي
تتضمن قصيدة “ابتسم” للشاعر إيليا أبو ماضي العديد من المعاني الراقية التي تبرز الإيجابية والتفاؤل في مواجهة التحديات التي يواجهها الإنسان في حياته. قام الشاعر بدور المرشد الاجتماعي، حيث قدم نصائح قيمة للتغلب على المصاعب من خلال أبيات شعرية مؤثرة، مثل:
- قالَ السَماء كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما
قُلتُ: اِبتَسِم، يَكفي التَجَهّم في السَما
قالَ الصِبا وَلّى، فَقُلتُ له: اِبتَسِم
لَن يُرجِع الأَسَفُ الصِبا المُتَصَرِّما
يحث الشاعر على الابتسامة والمرح من خلال حوار شيق بينه وبين شخص يشتكي عادةً ويعاني من التشاؤم.
- قالَ الَّتي كانَت سَمائيَ في الهَوى
صارَت لِنَفسِيَ في الغَرام جَهَنَّما
خانَت عُهودي بَعدَما مَلَّكتُها
قَلبي فَكيف أُطيق أَن أَتَبَسَّما؟
قُلتُ: اِبتَسِم، وَاِطرَب، فَلَو قارَنتَها
قَضَّيتَ عُمرَكَ كُلَّهُ مُتَأَلِّماً
ينتقل الحوار ليعبر الرجل عن مشاكله العاطفية ويُظهر استنكاره لدعوة الشاعر له بالابتسام.
- قالَ التِجارةُ في صِراعٍ هائِلٍ
مِثلُ المُسافِرِ كادَ يَقتُلَهُ الظَما
أو غادةٍ مَسلولَةٍ مُحتاجَةٍ
لِدَمٍ وتنفُثُ كُلَّما لَهَثَت دَما
قُلتُ: اِبتَسِم، ما أنتَ جَالِبَ دائِها
وَشفائِها، فَإِذا اِبتَسَمتَ، فَرُبَّما
يُشير الشاعر إلى الأزمات الاقتصادية من خلال صور فنية معبرة، حيث يُصوّر صراع الناس مع التجارة وجمع المال، مُقارنًا ذلك بمسافر يكاد يموت من العطش، أو امرأة تعاني من مرض السل وتُعاني من سعال دموي.
- أَيَكونُ غَيرُكَ مُجرِماً وَتَبيتُ في
وَجَلٍ كَأَنَّكَ أَنتَ صِرتَ المُجرِما
قالَ العِدى حَولي عَلَت صَيحاتُهُم
أَأُسَرُّ وَالأَعداءُ حَولِيَ الحِمى؟
قُلتُ: اِبتَسِم، لم يَطلُبوكَ بِذَمِّهِم
لَو لم تَكُن مِنهُم أَجَلَّ وَأَعظَما
يتسائل الشاعر بطريقة استفهامية مُستنكِرة عن سبب تشاؤم الرجل رغم تكالب الأعداء عليه، وكأنه هو المُذنب بسبب تلك النظرة السلبية.
- قالَ المَواسِمُ قَد بَدَت أَعلامُها
وَتَعَرَّضَت لي في المَلابِسِ وَالدُمى
وَعَلَيَّ لِلأَحبابِ فَرضٌ لازِمٌ
لَكِنَّ كَفّي لَيسَ تَملُكُ دِرهَما
قُلتُ: اِبتَسِم، يَكفيكَ أَنَّكَ لَم تَزَل
حَيّاً وَلَستَ مِنَ الأَحِبَّةِ مُعدَما
يعود الحوار مرة أخرى بين الشاعر والرجل حيث يعبر الأخير عن ضيق حاله وقله المال، ليقترح الشاعر عليه الابتسامة كحل.
- قالَ اللَيالي جَرَّعَتني عَلقَماً
قُلتُ: اِبتَسِم وَإِن جَرَعتَ العَلقَما
فَلَعَلَّ غَيرَكَ إِن رَآكَ مُرَنَّماً
طَرَحَ الكَآبةَ جانِباً وَتَرَنَّما
أَتُراكَ تَغنَمُ بِالتَبَرُّمِ دِرهَماً؟
أَم أَنتَ تَخسَرُ بِالبَشاشَةِ مَغنَما؟
يتحدث الشاعر بأسلوب استفهامي مُوجهٍ للرجل، مُتسائلاً عما إذا كان الحزن يجلب له فائدة، أو ما إذا كانت الابتسامة تُدرّ عليه خسارة.
- يا صاحِ لا خَطَرٌ عَلى شَفَتَيكَ أَن
تَتَلَثَّما وَالوَجهِ أَن يَتحَطَّما
فَاِضحَك، فَإِنَّ الشُهبَ تَضحَكُ وَالدُجى
مُتَلاطِمٌ، وَلِذا نُحِبُّ الأَنجُم
يستخدم الشاعر أسلوب النداء لجذب الانتباه، مُشيراً إلى أنه لا ضرر من الابتسام حتى لو كانت الأحزان داخله، مُقارنًا ذلك بنجوم تتألق رغم ما تعانيه.
- قالَ البَشاشَةُ لَيسَ تُسعِدُ كائِناً
يَأتي إِلَى الدُنيا وَيَذهَبُ مُرغَماً
قُلتُ: اِبتَسِم، ما دامَ بَينَكَ وَالرَدى
شِبرٌ، فَإِنَّكَ بَعدُ لَن تَتَبَسَّما
يُعبر الشاعر في هذه الأبيات عن حكمة الحياة، مُشجعاً على الابتسامة ما دامت الحياة مستمرة، حيث تظهر مشاعر القلق والضيق، لكن التفاؤل الكبير الذي يُعبر عنه الشاعر هو نتيجة لإحساسه بالأسى والألم، مُعبرًا عن حوار داخلي يدور في نفسه.
معاني مفردات قصيدة “ابتسم” لإيليا أبو ماضي
تشتمل قصيدة الشاعر على بعض المفردات التي تحتاج إلى تفسير، ومنها:
المفردة | معنى المفردة |
تجهّما | صار عابس الوجه |
غادة مسلولة | امرأة ناعمة مصابة بالسل |
معدم | المحتاج إلى المال |
التبرم | الضجر والقلق |
العلقم | النبات المر |
تتثلم | يصبح فيها شق وجرح |
الردى | الموت |
الأفكار الرئيسة في قصيدة “ابتسم” لإيليا أبو ماضي
تناولت القصيدة العديد من القضايا الحياتية التي تؤثر على الإنسان وتسبب له الكآبة والإحباط، وتبرز كيفية تخطي هذه المشاعر من خلال التفاؤل والأمل، ومن بين تلك القضايا:
- التحسر على أيام الشباب، حيث يحافظ الابتسام على صحة الجسم ونشاطه.
- الخذلان الناتج عن خيانة المحبوبة، حيث تساعد الابتسامة على النسيان.
- الشكوى من نقص المال والفقر، حيث تُضفي الابتسامة سحرها الروحي على القلوب المحطمة.
كما تعكس القصيدة معاني الإيجابية بأرقى صورها، من خلال:
- محاربة اليأس المتفشي في النفوس البشرية.
- التركيز على العناية بالنفس ومحاولة خلوها من السلبية.
- مواجهة تحديات الحياة بالرضا والقناعة وتعزيز الأمل.
الأساليب البلاغية في قصيدة “ابتسم” لإيليا أبو ماضي
تضمنت القصيدة مجموعة من الأساليب البلاغية التي أبدع فيها الشاعر لتوصيل مضمونها، ومن أبرز هذه الأساليب:
- قال: السماء كئيبة! وتجهّما * قلت: ابتسم! يكفي التجهم في السما
أقام الشاعر قصيدته على أسلوب الحوار الخطابي، حيث عرض أفكاره بطريقة سلسة ومباشرة.
- قال: التي كانت سمائي في الهوى * صارت لنفسي في الغرام جهنما
شبه الشاعر المحبوبة بجهنم، حيث تسببت في أذى لمحبها كما تفعل نار جهنم.
- فاضحك، فإن الشهب تضحك والدجى * متلاطم، ولذا نحب الأنجما
قدّم الشاعر صورة مجازية عن الشهب، مما يعكس استعارة مكانية حيث تم حذف المشبه به مع بقاء بعض الملحقات.