دراسة شاملة حول نظام الكتابة الهيروغليفية

مقدمة حول الكتابة الهيروغليفية

تعتبر الكتابة الهيروغليفية واحدة من اللغات التي استخدمها المصريون القدماء، حيث كانت سائدة في مصر خلال حقبة الفراعنة. عرف المصريون القدماء هذه اللغة باسم “كلمات الآلهة”، وقد اعتبروها لغة مقدسة كتبها الآلهة. يمكن قراءة النقوش الهيروغليفية إما من اليمين إلى اليسار بشكل أفقى أو من أعلى إلى أسفل بالطريقة الرأسية. تتميز هذه اللغة بإشاراتها، حيث يتجاوز عدد رموزها الـ 700 رمز، مما يجعلها أكثر تعقيدًا من الأبجدية التقليدية التي تحتوي على 28 حرفًا. وتجدر الإشارة إلى أن كل رمز قد يمثل حرفًا أو كلمة.

رموز الكتابة الهيروغليفية

تتجاوز الكتابة الهيروغليفية النظام الأبجدي العادي، إذ تحتوي على أكثر من 700 رمز. يختلف كل رمز في دلالته؛ حيث يمكن أن يمثل حرفًا مفردًا أو كلمة كاملة. وبدون وجود علامات التنقيط المستخدمة في اللغات المعاصرة، اعتمد المصريون القدماء على الرسوم المستوحاة من البيئة المحيطة بهم، بما في ذلك النباتات والحيوانات، للتعبير عن لغتهم.

تاريخ وتطور الكتابة الهيروغليفية

بالنسبة لنشأة الكتابة الهيروغليفية، لا تزال تفاصيلها غامضة حتى اليوم، إلا أن العلماء يرجحون أنها استندت إلى الصور الصخرية التي استخدمها الصيادون القدامى. توجد أربعة أنماط من الكتابة المصرية القديمة وهي:

  • الديموطقية.
  • الهييراطيقية.
  • الهيروغليفية.
  • القبطية: حيث كتبت هذه الخطوط باللغة اليونانية.

كانت هناك عوامل عدة ساهمت في تطور الكتابات المصرية القديمة، مثل أدوات الكتابة، ومواد الكتابة المستخدمة، وتنوع الأنشطة الاقتصادية والإدارية في ذلك الوقت. وظهر خط جديد أكثر بساطة من الهييراطيقية وعرف باسم الديموطقي، والذي استمر في الاستخدام حتى نهاية العصر الروماني.

تنتهي مراحل الكتابة المصرية الهيروغليفية الرسمية في المرحلة القبطية، التي بدأت في القرن الثالث الميلادي وانتهت في عام 641 مع حلول الإسلام في مصر، حيث حلت اللغة العربية مكانها باعتبارها لغة الإسلام.

حجر رشيد

حجر رشيد، الذي يُحتفظ به الآن في المتحف البريطاني، يمثل حجر الأساس لفهم الكتابة الهيروغليفية. تم نقش هذا الحجر كمرسوم صادر عن الملك بطليموس الخامس عام 196 قبل الميلاد.

يمتاز حجر رشيد بوجود ثلاثة نصوص:

الجزء العلوي: يمثل اللغة الهيروغليفية المصرية، المعروفة بلغة المصريين القدماء.

الجزء الأوسط: يتضمن النص الهييراطيقي.

الجزء السفلي: يمثل الكتابة اليونانية القديمة.

تفاصيل عن حجر رشيد

تم تصنيع هذا الحجر من مادة الجرانوديوريت، وقد تم إنشاؤه في عام 196 قبل الميلاد خلال فترة حكم البطالمة في الحقبة الهيلينية. الخطوط المكتوبة على الحجر تتضمن الهيروغليفية والديموطية والأبجدية اليونانية.

اكتُشف حجر رشيد في مدينة رشيد في 15 يوليو 1799 على يد الجندي الفرنسي “بيير فرانسوا بوشار” خلال الحملة الفرنسية على مصر، ويعتبر هذا الحجر من أقدم النصوص باللغة المصرية القديمة.

ما هو حجر رشيد؟

يعتبر حجر رشيد أساسًا مرسومًا ملكيًا يتعلق برفع الضرائب عن سكان المنطقة، حيث أصدره الكاهن لبطليموس الخامس في مدينة منف عام 196 قبل الميلاد. ويتضمن حجر رشيد ثلاث لغات: الهيروغليفية، والديموطية، والإغريقية.

ظل حجر رشيد لغزًا محيرًا لعقود عديدة بسبب انقراض اللغات التي كتب بها. لكن تمكن العالم الفرنسي “جان فرانسوا شامبيون” من فك رموز الحجر، فاكتشف أن الهيروغليفية تمثل لغة دينية مقدسة للمصريين القدامى، في حين أن الديموطية كانت لغة يومية شائعة، أما اليونانية القديمة فقد كانت تستخدم بين الحكام الإغريق.

يتضمن محتوى الحجر إنجازات وثناءً على الفرعون بطليموس الثاني، وقد كتبه الكهنة ليكون متاحًا للعموم والخاص، بحيث يتسنى للجميع قراءته.

Scroll to Top