أدلة عظمة الله في الكون
إن دلائل قدرة الله -عزّ وجلّ- في خلق الكون وإبداعه تتجاوز الحصر، ولكن من بين أبرزها نجد ما يلي:
خلق الكون
من تجليات كمال قدرة الله -عزّ وجلّ- أنه أنشأ السماوات وما بينهما، والأرض وما تتضمنه من جبالٍ وحيواناتٍ خلال ستة أيام، وهو قادر -سبحانه- على خلقها في أقل من طرفة عين، إلا أنه لحكمةٍ إلهيةٍ ساميةٍ جعل عملية الخلق تمتد على تلك الفترة، كما ورد في قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ). يتعرف المؤمن على آثار عظمة قدرة الله -عزّ وجلّ- من خلال ما خلقه -سبحانه- في هذا الكون الواسع من بحارٍ وجبالٍ، فضلاً عن ما أودع في الأرض من براري وأشجارٍ وأنهارٍ، وغيرها مما لا تبلغه عقول البشر.
مدارات المذنبات والكواكب
مذنب هالي، والذي يعرفه الجميع ويتتبعون حركته، يدور في مدارٍ محدد منذ أن خلق الله -سبحانه- السماوات والأرض، ولا يمكنه الخروج عن مداره إطلاقاً. يتميز هذا المذنب بذيلٍ طويلٍ قد يزيد طوله على ثلاثة وتسعين مليون كيلومتر، وأقرب نقطة من الأرض التي يصل إليها تكون على بُعد حوالي ثلاثمئة مليون كيلومتر. ومن الدلالات التي تشير إلى قدرة الله -سبحانه-: (إِنَّ اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا)، حيث إن بقاء هذا المذنب في مداره يمثل شبيهاً لبقاء الأرض والشمس والقمر في مداراتها. ولدى كل كوكب خلقه الله في الكون مداره الخاص الذي لا يتجاوزه، وسرعة محددة لا تزيد ولا تنقص؛ فعلى سبيل المثال، دورة الأرض حول نفسها ثابتة، ودورتها حول الشمس كذلك، مما يمنع حدوث أي تصادم بينها وبين الشمس أو القمر. من هنا يمكن فهم عظمة الخالق حيث يقول سبحانه: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ).