تعريف المسن
يشير مصطلح “المسن” إلى الفرد الذي بلغ مرحلة متقدمة من العمر، حيث يدل في اللغة العربية على الرجل الكبير في السن. ويستخدم العرب عبارة “أسنّ الرجل” للدلالة على كبر سنه. أما من حيث التعريف الاصطلاحي، فهو الشخص الذي تقدم به العمر ويعاني من عجز في القدرة على رعاية نفسه، مما يجعل دوره ينتقل من الإنتاج والعطاء إلى الاستهلاك، حيث يصبح معتمدًا على الآخرين في تقديم الرعاية كجزء من رد الجميل لما قدمه في شبابه.
التحديات التي تواجه المسنين
يواجه المسنون مجموعة متنوعة من التحديات نتيجة للتغيرات الجسدية والنفسية التي تطرأ عليهم، ومن هذه التحديات:
- التحديات الاقتصادية: تنبع من انخفاض الدخل وزيادة الأسعار، علاوة على غياب مظلة ضمان اجتماعي أو نظام تأميني فعال.
- التحديات الاجتماعية: تشمل مشاكل التفكك الأسري الناتجة عن انشغال الأبناء بسبب الزواج أو السفر أو وفاة الشريك. بالإضافة إلى تدهور الأوضاع السكنية وغياب البرامج التنموية التي تساعد في دمج المسنين بالمجتمع وتملأ أوقات فراغهم.
- التحديات الصحية: تتمثل في تراجع القدرة البدنية للمسنين، وذلك نتيجة لوجود أمراض أو كتأثير طبيعي للتقدم في السن. تبقى الإشكالية الكبيرة هي نقص الكوادر الصحية المؤهلة للتعامل مع هذه الفئة، بالإضافة إلى قلة المراكز الطبية المتخصصة.
- التحديات النفسية: من أبرز ما يواجهه المسن على الصعيد النفسي شعور الوحدة والاغتراب، والذي ينجم عن ضعف العلاقات الاجتماعية وصعوبة بناء علاقات جديدة.
حقوق المسنين في الإسلام
لقد نص القرآن الكريم والسنة النبوية على العديد من الحقوق التي تكفل للمسنين حياة كريمة ومطمئنة، ومن أبرز هذه الحقوق:
- الحق في الكرامة والتقدير: تقوم المبادئ الإسلامية على احترام الإنسان وتقديره، وقد خصص الإسلام مكانة مميزة للمسنين، حيث ينبغي التعامل معهم بلطف واحترام، مثل الاستئذان قبل التحدث بحضورهم وإجلاسهم في المقدمة.
- الحق في العمل: إذا كانت الحالة الصحية للمسن تسمح له بالعمل، فمن الأفضل الاستفادة من خبراته للخدمة المجتمعية، حيث يساعد العمل على إبقائه نشطًا ويعزز من إحساسه بالإنجاز.
- الحق في الرعاية الأسرية: يشدد الإسلام على أهمية تقديم الرعاية المناسبة للمسنين، وخاصة الوالدين الذين يجب على الأبناء تأمين احتياجاتهم المالية والمعنوية، ويعتبر من غير المقبول التقصير أو التخلي عن هذه المسؤوليات مهما كانت الظروف.