مكتبة الإسكندرية
تُعَد مكتبة الإسكندرية واحدة من أبرز المكتبات في المنطقة والعالم، حيث اشتهرت هذه المؤسسة التاريخية بألقاب متعددة مثل المكتبة العظمى ومكتبة الإسكندرية الملكية. لا تزال هناك جدل حول من يُنسب إليه إنشاء المكتبة لأول مرة، فبعض المؤرخين يرون أن الإسكندر الأكبر هو من أسسها كجزء من تخطيط مدينة الإسكندرية، بينما يشير آخرون إلى بطليموس الأول كمن قام ببنائها. كما يُعتقد أن بطليموس الثاني ساهم بشكل كبير في إكمال مشروع المكتبة بعد وفاة بطليموس الأول، حيث يُنسب إليه العديد من الإنجازات في هذا المجال وفقًا للروايات التاريخية.
أهمية مكتبة الإسكندرية
تتمتع مكتبة الإسكندرية بمكانة رفيعة، حيث تُعَد واحدة من أقدم المكتبات الحكومية على مستوى العالم. وقد ساهمت مكتبة الإسكندرية في الحفاظ على مجموعة واسعة من العلوم والمعارف من مختلف أنحاء العالم، مما جعلها جسرًا يربط بين الثقافات الشرقية والغربية. تم فرض شرط على الباحثين والدراسين بها بأن يتركوا نسخة من أعمالهم، مما أسهم في إثراء المكتبة بمؤلفات قيمة. وقد تعاقب على إدارة المكتبة عدد من الأمناء البارزين مثل الفالس، الذي تولى مسؤولياته في عام 284 قبل الميلاد، وكاليماخوس، وإراتوستثيس، وغيرهم، الذين قدموا إسهامات كبيرة خلال فترات خدمتهم.
المكتبة الجديدة في الإسكندرية
نظراً لأهمية المكتبة التاريخية، تم إطلاق مشروع لإعادة إحياء تراثها بالتعاون بين جمهورية مصر العربية والأمم المتحدة. تم بناء مكتبة جديدة قريبة من الموقع السابق للمكتبة الأصلية، حيث أُعيد افتتاحها في عام 2002 بحضور عالمي مميز. تضم المكتبة مجموعات ضخمة من الكتب التي تغطي شتى مجالات العلوم والمعارف، مما يُظهر استمرارها كحلقة وصل بين الشرق والغرب وفضاء لتلاقي الثقافات الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، زُوِّدت المكتبة بتقنيات حديثة، بما في ذلك أرشيف إلكتروني متاح على الإنترنت. تحتوي المكتبة أيضًا على سبع مكتبات متنوعة لتلبية احتياجات مختلف فئات المجتمع، مما يساهم في تقديم المعلومات بطرق وأساليب متعددة.