تفسير الآية “سلام قولا من رب رحيم”

آية: “سلام قولا من رب رحيم” تُعتبر من الآيات التي يبحث عنها الكثيرون، لأن عددًا كبيرًا من الأشخاص يرددونها عند سماعهم لأخبار مؤسفة كالحادثات. لذا، سنتناول في هذا المقال تفسير معنى “سلام قولا من رب رحيم”.

تفسير: سلام قولا من رب رحيم

  • عند محاولة فهم تفسير آية “سلام قولا من رب رحيم”، نجد أنها موجودة في سورة يس، التي تُعَد من السور المثاني.
    • تجدر الإشارة إلى أن سورة يس تُصنف كمكية باستثناء الآية رقم 45 التي تُعتبر مدنية.
  • قال الله تعالى: “إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون، هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون.
    • لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون، سلام قولا من رب رحيم”.
    • تتحدث هذه الآيات عن أهل الجنة وما ينعمون به من خيرات.
  • فُسِّر “سلام قولا من رب رحيم” على أنه تسليم من الله إلى أهل الجنة، سواءً بواسطة الملائكة أو بدون واسطة.
    • وهو تعبير عن التكريم لهم؛ حيث قال بن عباس: “والملائكة يدخلون عليهم بالتحية من رب العالمين”.
  • وفقًا لقول السعدي، فإن المؤمنين سيحصلون على سلام من الله تعالى.
    • وعند تلقيهم هذا السلام، ستتحقق لهم السلامة من كل الأمور.
    • لأنهم نالوا أغلى وأهم السلام من الله الرحيم بعباده.
  • عند سماع المؤمنين لهذا السلام، لن يتوجهوا إلى النعيم من حولهم حتى يحجب الله عنهم.
    • كما قيل: “تدخل الملائكة على أهل الجنة من كل باب قائلين: سلام عليكم يا أهل الجنة من ربكم الرحيم”.
  • يُفهم أيضًا أن المقصود من السلام هو تبشيرهم بالسلامة الأبدية.
    • وعلى العموم، بغض النظر عن المعنى المقصود، فإنه بلا شك رحمة من الله لعباده المؤمنين، وجزاءً لهم على حسن عبادتهم.
  • يقول الفخر الرازي: إن هذه الآية تشير إلى أن أصحاب الجنة لا يتعرضون لأي تعب.
    • ويحصلون على كل ما يحتاجونه.
    • وزادهم الله تكريمًا بتحيته، ومنحهم ما يتمنون.

التفسير الميسر

تتحدث الآية عن نعيم عظيم ينتظر المؤمنين، حيث يُخاطبهم ربهم بكلمات السلام، مما يحقق لهم السلامة الكاملة من جميع النواحي.

المختصر في التفسير

توضح الآية أن هناك سلامًا مُنزَلًا من رب رحيم، وعندما يُسلم عليهم الرب، فإنهم ينالون السلامة الكاملة والتحية التي لا تعلوها تحية أخرى.

تفسير الجلالين

يفهم من هذا التفسير أن “سلام” يُعتبر مبتدأ و”قولا” خبره، مما يدل على أن الله يُخاطبهم بقول “سلام عليكم”.

تفسير السعدي

يشير إلى أن سلام الرب على أهل الجنة يمثل تحية عظيمة لهم، ويسبب لهم السلام الكامل. كما يُظهر أن تواصل المؤمنين مع ربهم يمنحهم نعيمًا يفوق كل نعيم آخر.

تفسير البغوي

يفسر الآية بأن الله يُسلم قولًا على أهل الجنة، حيث يوجه لهم “سلام عليكم”، مستشهدًا بأحاديث تدل على أن الله سيظهر لهم ويقول “السلام عليكم”.

التفسير الوسيط

يتناول التفسير أهمية التحية من الله لأهل الجنة، مشيرًا إلى أن “سلام” يمكن أن يكون مبتدأ أو بدلًا عن ما يدعون، موضحًا كيفية تسليم السلام لهم بواسطة الملائكة.

تفسير ابن كثير

يؤكد على أن “سلام قولا من رب رحيم” يعني أن الله بنفسه يُسلم عليهم، ويروي حديثًا عن الرسول يشير إلى هذه اللحظة المميزة عندما يظهر الله لأهل الجنة.

تفسير القرطبي

يشرح الآية من خلال الإعراب، حيث يحتمل أن تكون “سلام” مبتدأ أو بدلًا من “ما يدعون”. ويستشهد بروايات عن رسول الله تتعلق بالسلام الذي يُقدَّمه الله لأهل الجنة.

فوائد سلام قولا من رب رحيم

  • من الضروري على كل مسلم أن يتقرب إلى الله تعالى بالدعاء، مع يقين بأنه سيستجيب له.
  • اليقين يُعتبر من أساسيات قبول الدعاء، إذ إن الله تعالى عند حسن ظن عبده به.
  • من فوائد “سلام قولا من رب رحيم” ما يلي:
    • توضح الآية توحيد الله تعالى، مما يجلب للعبد الطمأنينة والراحة النفسية، إذ يعلم أن الله هو الوحيد القادر على إنقاذه من كل سوء.
    • للآية فضل كبير في استجابة الدعاء وقضاء الحوائج.
    • تحمي قارئها من المس والحسد والسحر.
    • تساعد في تجاوز حالات الاكتئاب والقلق.

فضل قراءة سلام قولا من رب رحيم

  • تُعتبر هذه الآية من الآيات الواردة في سورة يس، التي تحمل العديد من الفوائد مثل:
    • حمايتها للإنسان من الشرور عند قراءتها يوميًا.
    • مساهمتها في زيادة الرزق والخيرات بأمر الله تعالى.
    • تُعزز سرعة استجابة الدعاء، خصوصًا عند الدعاء بيقين.
    • تساعد في الشفاء من أمراض عديدة.
    • تُبعد الشيطان ووساوسه.
  • كما أن قراءة سورة يس كاملة تحمل أفضالاً عديدة مثل:
    • ابتعاد الجن عن الشخص أثناء قراءتها، إذ إنها تؤذيهم.
    • علاج السحر والمس وحماية الإنسان من الشياطين.
    • عند قراءتها في الصباح، يكون العبد في حفظ الله حتى المساء، وعند قراءتها في المساء، يظل في حفظ الله حتى الصباح.

متى يُستخدم “سلام قولا من رب رحيم”

  • يعتقد البعض أن “سلام قولا من رب رحيم” يُقال عند سماع أخبار سيئة أو التعرض لفزع.
    • ولكن هذا غير صحيح تمامًا.
    • كما أوضحنا سابقًا، أن الآية تتعلق بسلاطة الله إلى أهل الجنة.
  • إن هذه الآية تُشير إلى النعيم الذي يعيش فيه أصحاب الجنة، إذ يُخاطبهم الله بالسلام.
    • لكن عند حدوث المصائب، ليس هناك دليل على ضرورة ترديدها في ذلك الحين.
  • إذا قالها الشخص بنية التفاؤل بأن الله يُسلم على عباده الصالحين بما يسر لهم، فلا بأس.
    • العبرة هنا بمدلول الآية، حيث يسعى القائل للحصول على بركاتها.
  • إذ يُعتبر السلام، والسلامة والرحمة من ضمن معاني هذه الآية الكريمة، لذا يُسمح بترديدها تبركًا وتفاؤلًا.

الدروس المستفادة من سلام قولا من رب رحيم

  • لا شك أن القرآن يحمل أهمية كبيرة في تحسين حياة الناس.
  • يُشمل العقائد الدينية الصحيحة التي ينبغي اتباعها، ويوفر التشريعات اللازمة لبناء مجتمع إسلامي.
  • كل آية في القرآن تحمل دروسًا متنوعة تُفيد القارئ.
  • ومن الدروس المستفادة من آية “سلام قولا من رب رحيم” ما يلي:
    • أن الله أنعم على عباده الصالحين وأعد لهم فضلاً عظيماً، أسْمى فضله هو سلامه عليهم.
    • ضرورة حرص المسلم على عبادة ربه وطاعته في سبيل الحصول على الجنة والنعيم الذي أعده الله للصالحين.
    • السعي لبلوغ فضل الله، فهو الرحيم بعباده وقادر على كل شيء.

تجربتي مع سلام قولا من رب رحيم

  • قصت لنا إحدى السيدات تجربتها مع آية “سلام قولا من رب رحيم” قائلة:
    • تزوجت عندما كانت في عمر يتجاوز 30 عامًا.
    • لم تُرزق بنعمة الإنجاب لمدة 5 سنوات، رغم محاولاتها مع الأطباء بلا جدوى.
    • بدأت بعد ذلك داومة قراءة سورة يس.
    • وكانت تُردد يوميًا “سلام قولا من رب رحيم” عدة مرات في اليوم.
    • مع الإلحاح بالدعاء ليُرزقها الله بالذرية الطيبة، حتى استجاب ربها ورزقها.
  • روت سيدة أخرى قصتها قائلة: إن الله ابتلاها بمرض شديد، وقد علمت بأمر مرضها متأخرًا.
    • حيث قال لها الأطباء إن نسبة الشفاء ضعيفة ويتوجب عليها التقبل.
    • لكنها لم تفقد الأمل أبدًا وكانت راضية تمامًا بكل ما كتبه الله.
    • استمرت في تكرار “سلام قولا من رب رحيم” وطلب الشفاء من الله.
    • تقول إنها كانت تردد هذه الآية حوالي مائة مرة يوميًا.
    • وبعد فترة، ذهبت إلى الطبيب للاطمئنان على حالتها وإجراء الفحوصات.
    • تفاجأت هي والطبيب بتحسن ملموس في صحتها.

أسرار “سلام قولا من رب رحيم” الروحانية

  • تحقيق الطمأنينة: تُبرز الآية السلام النفسي والروحي الذي يناله المؤمنون، مما يعزز شعورهم بالأمان والسكينة.
  • تجسيد الرحمة الإلهية: تُظهر الرحمة الواسعة لله، مما يُلهم المؤمنين الثقة في رحمة الله ويشجعهم على الدعاء.
  • تحقيق الأمل: تُذكر الآية المؤمنين بنعيم الجنة، مما يُحفز الأمل في الحصول على مكافأة في الآخرة.
  • التأمل في النعيم: تُشجع الآية على التأمل في عظمة الله ورحمته، مما يساعد المؤمن على تعزيز إيمانه وثقته بالله.
  • التفاعل الروحي: تعزز الآية الاتصال الروحي مع الله، حيث يشعر المؤمن بوجوده ورعايته.
Scroll to Top