تحليل مسرحية لعبة الموت
تتناول مسرحية “لعبة الموت” موضوع الانتقام الذي يملأ قلب (المؤرخ)، نتيجة تجاربه المؤلمة مع الحروب. فقد فقد ابنه وزوجته، ويعيش حاليًا في انتظار نهاية حياته التي تحددت بثلاثة أو أربعة أشهر بفضل الإشعاعات الذرية التي تعرض لها. في ظل هذا الوضع، قرر أن ينظم لعبة يكون مصير أبطالها الموت، وجرؤ على أن يكون أحد هؤلاء الأبطال، بحكم أنه لا يملك ما يخسره. وتمثل خطته في دفع الآخرين للموت بطريقة أقل شرًا من الشر الذي يعيشه.
تبدأ أولى خطوات خطته عندما يكتب وصية يترك فيها كل ثروته لـ (كيلوباترا)، مستغلًا تشابه اسمها مع الملكة التاريخية (كليوباترا)، مما جعلها تقبل الوصية بحجة أن هذه الثروة هي من عائدات كتاب أنجزه للمملكة، وبالتالي هي الأحق بها.
قام المؤرخ بتسجيل جميع ما يحدث، وذلك بهدف أن يصبح جميع الأطراف في هذه اللعبة خاسرين. ولما أراد قتل كيلوباترا بمساعدة حبيبها وأمها، كانت المفاجأة حين اكتشفوا أن الحب الذي تكنه كيلوباترا له، ونواياها الطيبة، قد قلبا مجرى الأحداث، مما أدى في النهاية إلى انتهاء لعبة الموت وبداية لعبة الحياة.
عناصر مسرحية لعبة الموت
يمكن تلخيص عناصر المسرحية كما يلي:
- المكان والزمان
(في جناح فندق كبير) (خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المتبقية من حياتي)
- الشخصيات
تتميز الشخصية الرئيسية (المؤرخ) بأنه رجل في الخمسينات من عمره، يميل إلى الانتقام وتدبير الخطط. أما شخصية (كيلوباترا) فهي في العشرينات، بسيطة ونشيطة، مما يعكس الفروقات الثقافية والاجتماعية بين الشخصيات ويساهم في تعزيز الكثير من الأحداث.
- الأحداث
تتوالى الأحداث بشكل تصاعدي ومتدرج.
- الحبكة العقدة
تتضح الحبكة من خلال الوصية التي كتبها المؤرخ.
- الحوار
تتسم لغة الحوار بالملاءمة مع طبيعة الشخصيات وثقافتها. فكان للمؤرخ لغة جادة ومليئة بالأسئلة العميقة، بينما تصف شخصية كيلوباترا بالطابع المتفائل ولكن القليل من الثقافة. ومن المثير للاهتمام الأحاديث الداخلية للمؤرخ مع نفسه.
- الصراع الدرامي
يجسد الصراع بين المؤرخ والقوى الخارجية وأيضًا بينه وبين نفسه.
كما يبدو أن الهدف من هذه اللعبة لا يتمثل في قتلهم، بل في اختبار قدرة كيلوباترا على الحب، فقد كان يرى شبهًا بينها وبين كيلوباترا التاريخية من حيث الاسم، وأراد أن يتأكد إذا ما كانت ستقابل إحسانه بجحود أو ستقوم بقتله مع حبيبها. إلا أنها أذهلته برفضها إخبار أحد عن الوصية، مشيرة إلى حبها له، بينما يعمل هو في بحث تاريخي يبرز أن كيلوباترا لم تعرف الحب.
تحليل المسرحية من خلال المنهج النفسي
عند استعراض نشأة الكاتب، نجد أنه كان يعاني من الحمى التي تلزمه الفراش لثلاثة أيام كلما شاهد جنازة، مما جعل أسرته تجنبه هذه المناسبات المؤلمة. ومن خلال سيرته، يتضح أن خوفه العميق من الموت دفعه إلى كتابة نص يحمل في طياته تمردًا على مخاوفه، ولكن حبه العميق للحياة ورعبه من الموت برز في عدة مواضع، ومنها:
المؤرخ: سؤال أخير، هل تحبين الحياة؟
كيلوباترا: ومن الذي يكرهها؟
المؤرخ: صدقت! الجميع يحبها.
وأما الأساليب الجمالية في النص، فهي تشمل ما يلي:
- رمزية الأسماء
سماها (لاعب الخناجر) لتتوقع قدرته على قتل المؤرخ.
- الاستعارة المكنية
كما شبه هذا العصر العنيف بإنسان له إرادة، مستغنيًا عن ذكر المشبه به.
- توظيف الجمل
تظهر الجمل بشكل رئيسي في صيغة فعلية تعكس الحركة والتحول.
- نهاية النص
على عكس ما خططه المؤرخ، انتهت القصة بنهاية سعيدة.
التعريف بكاتب النص المسرحي
حسين توفيق إسماعيل أحمد الحكيم وُلد في الإسكندرية في 9 أكتوبر 1898. كان والده قاضيًا معروفًا من الريف، ومن زملائه في الدراسة الزعيم الوطني مصطفى كامل باشا، ووالدته تركية من أهل البحر، مما جعلها معلمته الأولى في فن السرد. توفي توفيق الحكيم عام 1987 في القاهرة، وقد حصل على تكريمات عديدة، منها:
- جائزة مجمع اللغة العربية التي تعرف بجائزة فؤاد الأول.
- وسام الجمهورية من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
- وسام من فرنسا الذي أعاده احتجاجًا على موقفها غير الإنساني تجاه الجزائر.
تولى عدة مناصب منها:
- ممثل دائم لمصر في هيئة اليونسكو في باريس 1959.
- رئيس اتحاد الكتاب الذي أصبح فيما بعد رئيسًا فخريًا عام 1976.
- رئيس مجلس الشورى في الفترة من 1981 إلى 1983.
من مؤلفات توفيق الحكيم
أسس توفيق الحكيم العديد من الأعمال الأدبية ومن أبرز مؤلفاته:
- مسرحية شهرزاد عام 1934.
- مسرحية سليم الحكيم عام 1943.
- سلطان الظلام – قصص سياسية عام 1941.
- رواية عصفور من الشرق عام 1938.
- سيرة ذاتية بعنوان (زهرة العمر) عام 1943.
- سيرة ذاتية أخرى بعنوان (سجن العمر) عام 1964.
- مسرحية أشواك السلام عام 1957.
- مسرحية السلطان الحائر عام 1960.
- رواية عودة الروح عام 1933.
- رواية مسرحية بنك القلق عام 1967.