حكم الاحتفال ببدء السنة الميلادية الجديدة

سنتناول في هذه المقالة مسألة الاحتفال برأس السنة الميلادية، وهو مناسبة يحتفل بها المسيحيون بمولد السيد المسيح عيسى بن مريم. ورغم أن هذه الاحتفالات تعود بتاريخها إلى التقاليد المسيحية، إلا أن العديد من المسلمين يشاركون في هذه الفعاليات ويعبرون عن فرحتهم من خلال تزيين الأماكن.

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية

عند سؤال دار الإفتاء عن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية، أفادت بأنه جائز من الناحية الشرعية، مشيرة إلى أن هناك أهدافًا دينية ووطنية تتوافق مع الشرع والقيم الاجتماعية. ومن بين هذه الأهداف:

التواصل الاجتماعي وتعزيز الروابط الأسرية وأعمال الخير

  • الأعياد تعتبر من مظاهر الفرح والسرور، وهي أمور أقرها الإسلام طالما لا تتعارض مع تعاليم الدين.
  • يمكن استغلال هذا الوقت في تعزيز الروابط الأسرية من خلال الزيارات وتبادل الهدايا.
    • ويمكن أيضاً التعاون في الأعمال الخيرية والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
  • من جانب آخر، إن ذكرى المسيح عيسى عليه السلام تكررت في القرآن الكريم.
    • وهناك العديد من القيم المشتركة بين كافة الأديان السماوية، فما المانع من الاحتفال؟
    • فإن تعزيز الحقوق الشرعية مرتبط بشكل إيجابي بتعزيز الروابط الإنسانية.

التعايش على أسس الأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة

  • دين الإسلام يشدد على قيمة الأمن والتعاون، حيث يُحث المسلمون على التفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين، سواء كانوا من نفس الدين أو من خلفيات ثقافية متنوعة.
  • كذلك يشجع الإسلام على مشاركة إخواننا في أوقاتهم السعيدة وأعيادهم، ما دامت هذه المشاركة لا تؤدي إلى أعمال تغضب الله أو تتعارض مع العقيدة الإسلامية.
    • هذا هو رأي دار الإفتاء بشأن الاحتفال برأس السنة الميلادية، إلا أن هناك وجهات نظر أخرى تختلف عن ذلك.

وجهة نظر أخرى حول حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية

  • يرى البعض أنه لا يجوز للمسلمين المشاركة في أعياد غيرهم من الأديان، ويستندون في ذلك إلى نصوص من القرآن والسنة والإجماع.
  • يستندون إلى قوله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) ويعتبرون أن هذه الآية تشير إلى أعياد غير المسلمين.
  • كما يستشهدون بما رواه مالك رضي الله عنه، حيث حدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عند رؤية اليهود يحتفلون بأعيادهم.
  • يفسرون ذلك بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر عيد الفطر وعيد الأضحى فقط، ولا تشمل الإبدالات إلا ما تسمح به الشرعية.
  • على الرغم من أن المسلمين يعيشون بين اليهود والنصارى، إلا أن ذلك لا يعني وجوب مشاركة تلك الأعياد.
  • أيضًا، عمر رضي الله عنه منع أهل الكتاب من الاحتفال بأعيادهم داخل دار الإسلام، وقد أجمعت الصحابة على ذلك. فيا تُرى، كيف يمكن أن نحتفل بشيء لم يقره الصحابة؟
  • هذا ما يتلخص فيه حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية، لكنها تبقى مسألة قابلة للاختلاف.

ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص أعياد غير المسلمين

  • روى عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنه عندما دخل أبو بكر رضي الله عنه إليها والنبي صلى الله عليه وسلم موجود، وكانت هناك قينتان تغنيان، علق على ذلك وأشار إلى أنه مزمار الشياطين.
  • فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: “دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً، وإن عيدنا هذا اليوم”، وفي رواية أخرى: “فإنها أيام عيد”.

الأبعاد الاجتماعية لجواز الاحتفال برأس السنة الميلادية

  • أوضحت دار الإفتاء أن البعد الاجتماعي لجواز هذا الاحتفال يكمن في التعبير عن شكر الله سبحانه وتعالى على مرور الأيام والشهور والسنوات.
  • فالبركات الإلهية كثيرة، ومن أبرزها تجديد الأعمار والصحة التي وهبها الله لنا لأستقبال أيام جديدة.
    • وهذه نعمة كبيرة ينبغي الاحتفال بها وتبادل التهاني.

الأبعاد الدينية لجواز الاحتفال برأس السنة الميلادية

  • إن سيدنا عيسى عليه السلام له مكانة خاصة في الإسلام، حيث وُلد بلا أب، وهو ما يشير إلى معجزاته المتميزة.
  • كما ورد في كتاب الله قوله: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون).
  • لقد شهدت ولادة المسيح معجزات لم تحدث مع أنبياء آخرين، مما يعطي هذا اليوم أهمية للاحتفال.
    • أحد تلك المعجزات كان جريان النهر في المحراب من أجل السيدة مريم.
  • ورغم تلك المعجزات، يجب على المسلمين أن يحتفلوا بمجيء سيدنا عيسى عليه السلام لأنه بشر بمجيء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  • وقد جاء في كتاب الله: (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد).
Scroll to Top