تاريخ الأحزاب السياسية في المملكة الأردنية

تاريخ الأحزاب السياسية في الأردن

تعود جذور نشوء الأحزاب السياسية في المملكة الأردنية إلى تأسيس الدولة، حيث وُجدت بعض هذه الأحزاب قبل قيام الدولة الأردنية، مثل حزب الاستقلال العربي الذي تأسس عام 1919م في سوريا. وقد ارتبط تأسيس الأحزاب الأردنية بتطورات المنطقة العربية والأحداث التي شهدها الأردن.

الفترة من 1919 إلى 1921م

عاصرت الأردن في هذه الفترة حالة من النشاط السياسي المبكر على الرغم من الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي سادت في أواخر القرن التاسع عشر نتيجة للإهمال وسوء الإدارة في عهد الحكم العثماني. وبعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية، أصبحت الأردن جزءًا من الدولة السورية برئاسة الأمير فيصل بن الحسين.

مع سيطرة فرنسا على سوريا عام 1920م، استولى النفوذ البريطاني على الأردن بموجب قرار سان ريمو. هذا الوضع أدى إلى فراغ سياسي، حتى تم تشكيل حكومة برئاسة الأمير فيصل عام 1921م.

لضرورة بناء الدولة، طلب الأمير فيصل من رشيد طليع، أحد القيادات السياسية في حزب الاستقلال السوري، القدوم إلى الأردن لتأسيس حزب مستقل، وهو ما حدث بالفعل في نفس العام بتأسيس حزب الاستقلال العربي.

الفترة من 1927 إلى 1929م

مع بداية تأسيس إمارة شرق الأردن، بدأت البلاد تشهد تنمية سياسية على مستويات متعددة. نتيجة لذلك، تم تأسيس العديد من الأحزاب السياسية التي حصلت على الترخيص القانوني للعمل السياسي عند تشكيل إمارة شرق الأردن عام 1928م، بموجب قانون الجمعيات العثمانية. بعد إصدار القانون الأساسي (الدستور) عام 1928م، أُتيح للأحزاب العمل كجمعيات.

كان رشيد طليع هو أول رئيس وزراء لإمارة شرق الأردن من حزب الاستقلال العربي، وظهرت العديد من الأحزاب السياسية خلال هذه الفترة، نذكر منها:

  • حزب العهد الأردني
  • حزب اللجنة التنفيذية
  • جمعية الشرق العربي
  • حزب الشعب الأردني
  • عصبة الشباب المثقف
  • حزب التضامن العربي
  • حزب اللجنة التنفيذية
  • الحزب الوطني الأردني
  • حزب الإخاء الأردني
  • جماعة الشباب الأحرار الأردنيين

الفترة من 1930 إلى 1940م

ركزت الأحزاب السياسية خلال هذه الفترة على مقاومة الانتداب البريطاني والعمل على تحقيق الاستقلال الكامل، حيث نادت بالحرية وإصلاح المؤسسات الحكومية. كانت هذه الأحزاب تتكون في العديد من الأحيان من تجمعات لبعض زعماء العشائر، وغالبًا ما كانت تعاني من تغييرات مستمرة في تركيبتها.

الفترة من 1943 إلى 1956م

تباينت أنشطة الأحزاب في هذه الفترة، حيث شهدت أحداثًا محورية كاستقلال الأردن عام 1946م واحتلال فلسطين في عام 1948م، مما أثر بشكل كبير على التركيبة السكانية والحياة السياسية في البلاد.

بعد صدور دستور عام 1952م، تم اعتماد قانون الأحزاب السياسية الذي أدى إلى انقسام البلاد بين عدة تيارات سياسية بارزة، ومنها:

  • الأحزاب الدينية مثل جماعة الإخوان المسلمين.
  • الأحزاب القومية كحزب البعث العربي الاشتراكي.
  • الأحزاب اليسارية مثل الحزب الشيوعي الأردني.
  • الأحزاب الوسطية مثل حزب الأمة.

توقف النشاط الحزبي في الفترة من 1957 إلى 1989م

عقب إجراء انتخابات نيابية عام 1956م، تم تشكيل حكومة ائتلافية مما أدى إلى تدفق الحريات العامة، ولكن سرعان ما طالب الملك عبد الله الثاني باستقالة الحكومة ونُفذ قرار بحل الأحزاب السياسية. بعد هذا القرار، توقفت الأنشطة الحزبية وانتقل العديد من أعضاء هذه الأحزاب للعمل تحت مظلة النقابات المهنية.

قانون الأحزاب السياسية عام 1992م

أُقر قانون الأحزاب السياسية رقم 32 لعام 1992م لتنظيم العمل السياسي في المملكة الأردنية الهاشمية، مما ينطوي على عدة نقاط أساسية أهمها:

  • احترام الدستور والقانون من قبل أعضاء الحزب.
  • احترام التعددية الحزبية في الفكر والتنظيم.
  • التزام الأحزاب بالحفاظ على أمن الوطن.
  • نبذ العنف وعدم التفرقة بين المواطنين.
  • عدم الارتباط المالي أو التنظيمي بأي جهة غير أردنية.

تاريخ الأحزاب السياسية بعد استعادة الحياة الديمقراطية

بعد إجراء انتخابات نيابية في 8 أكتوبر 1989م، بدأت الأحزاب السياسية بالعودة إلى المشهد، وتمتعت الحكومة بسياسة الاحتواء مع هذه الأحزاب. ثم تم إقرار قانون الأحزاب السياسية عام 1992م، مما سمح للأحزاب بالعمل بشكل قانوني.

نتيجة للبيئة الديمقراطية التي سادت، شهدت الحياة الحزبية نشوء عدة أحزاب، وبلغ عددها في ذلك الوقت 24 حزبًا، وتوزعت بين عدة تيارات رئيسية:

  • التيار القومي
  • تيار اليسار
  • التيار الإسلامي
  • التيار المحافظ

الأحزاب السياسية في عهد الملك عبد الله الثاني

دور الأحزاب في المجتمع الأردني أصبح بارزًا، حيث تسهم في تنظيم الحياة السياسية وتعزيز الرقابة على الحكومة. وقد تم إصدار قانون لتنظيم عملها، مع وجود توجيهات للإصلاحات الدستورية.

تشمل التيارات الحزبية الحالية:

  • الحزب الوطني الدستوري
  • حزب جبهة العمل الإسلامي
  • أحزاب اليسار
  • بعض الأحزاب الصغيرة الأخرى

قائمة الأحزاب السياسية الأردنية

يبلغ عدد الأحزاب السياسية في الأردن 35 حزبًا وتتوزع على خمسة تيارات رئيسية كالتالي:

  • تيار الأحزاب الإسلامية (ثلاثة أحزاب):
    • حزب جبهة العمل الإسلامي
    • حزب الحركة العربية الإسلامية الديمقراطية
    • حزب الوسط الإسلامي
  • تيار الأحزاب اليسارية (ستة أحزاب):
    • الحزب الشيوعي الأردني
    • حزب الشغيلة الشيوعي الأردني
    • حزب الشعب الديمقراطي الأردني (حشد)
    • حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني
    • حزب اليسار الديمقراطي الأردني
    • الحزب التقدمي
  • تيار الأحزاب القومية (سبعة أحزاب):
    • حزب البعث العربي الاشتراكي الأردني
    • حزب البعث العربي التقدمي
    • حزب الأرض العربية
    • حزب الأنصار العربي الأردني
    • حزب الجبهة الأردنية العربية الدستورية
    • حزب الحركة القومية الديمقراطية الشعبية
    • حزب العمل القومي (حق)
  • تيار الأحزاب الوسطية (ستة عشر حزبًا):
    • حزب الوطن الدستوري
    • حزب النهضة الدستوري
    • حزب المستقبل
    • حزب العمل الأردني
    • حزب الأحرار
    • حزب الأمة الأردني
    • حزب السلام
    • حزب الرفاه الأردني
    • حزب العدالة والتنمية
    • حزب الفجر الجديد العربي الأردني
    • حزب حركة لجان الشعب الأردني
    • حزب الرسالة
    • حزب العهد
    • حزب الحرية والمساواة
    • حزب الأجيال الأردني
    • الحزب العربي الأردني
  • تيار أحزاب المصالح (حزبين):
    • حزب حركة حقوق المواطن
    • حزب الخضر الأردني

في الختام، يمكن القول إن الحياة الحزبية في الأردن بدأت منذ عام 1919، ومرّت بفترات من الانقطاع والنشاط. وقد شهدت الحياة الحزبية تطورًا ملحوظًا بعد إقرار قانون الأحزاب السياسية في عام 1992، ليصل عدد الأحزاب حاليًا إلى 35 حزبًا.

Scroll to Top