تشخيص مرض البهاق
عند اشتباه طبيب الجلدية بإصابة المريض بالبهاق (بالإنجليزية: Vitiligo)، يتعين عليه مراجعة التاريخ الطبي والعائلي للمريض، بالإضافة إلى إجراء فحص سريري دقيق للمناطق المتأثرة. كما قد يطلب الطبيب صورًا سريرية لمتابعة تطور الحالة وفعالية العلاج المطبق.
التاريخ الطبي والعائلي للمريض
يقوم الطبيب بطرح مجموعة من الأسئلة حول التاريخ الصحي للعائلة والمريض، ومن أبرز هذه الأسئلة:
- هل تعرض أي من أفراد الأسرة للبهاق مسبقًا؟
- هل يعاني المريض أو أي من أفراد عائلته من أمراض مناعية ذاتية؟
- هل تعرضت المناطق المصابة لجروح أو حروق في السابق، مثل الحروق الناتجة عن الشمس أو طفح جلدي شديد؟
- هل تكتسب بشرة المريض اللون البرونزي بسهولة عند التعرض للشمس؟
- هل طرأ تحسن على المناطق المتأثرة دون تلقي أي علاج؟ أو هل تدهورت الحالة؟
- هل خضع المريض لأي علاجات سابقة للبهاق؟
الفحص السريري
يمكن لطبيب الجلدية تشخيص البهاق غالبًا من خلال فحص الجلد. كما يقوم بمراقبة الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى وجود أمراض جلدية أخرى لتفادي التشخيص الخاطئ، مثل الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis). يتضمن الفحص استعراض دقيق لكافة أجزاء الجلد لتحديد نوع البهاق، مع الأخذ في الاعتبار موقع ظهور البقع. تسهل هذه العملية على أصحاب البشرة الداكنة مقارنةً بأصحاب البشرة الفاتحة، حيث يمكن أن تكون الفروق في اللون أقل وضوحًا. عمومًا، تظهر بقع البهاق بشكل أكثر وضوحًا تحت الأشعة فوق البنفسجية (بالإنجليزية: UV light) مما يساعد الطبيب في التمييز بينها وبين حالات جلدية أخرى، مثل النخالية المبرقشة (بالإنجليزية: Pityriasis versicolor)، التي يسببها عدوى فطرية. يستخدم الطبيب في هذا الفحص جهازًا يعرف بمصباح وود (بالإنجليزية: Wood’s lamp) الذي يشع أشعة فوق بنفسجية، حيث يتم وضع المريض في غرفة مظلمة وتوجيه الأشعة نحو جلده من مسافة تتراوح بين 10-13 سنتيمتر.
الخزعة
في بعض الحالات، قد يقوم الطبيب بأخذ خزعة (بالإنجليزية: Biopsy) من الجلد في المنطقة المصابة لفحص وجود الخلايا الصبغية. إذا تأكد عدم وجود أي صبغة، يتم تشخيص حالة المريض بالبهاق. قد يتبادر إلى الذهن عند ذكر الخزعة ارتباطها بالسرطان، إلا أن الهدف منها ليس تشخيص السرطان، بل التأكيد على عدم وجوده. ومن الجدير بالذكر أن خطر الإصابة بالسرطان لدى مرضى البهاق لا يختلف عن غيرهم من الأفراد الأصحاء.
فحوصات إضافية
عادةً ما يتمتع معظم مرضى البهاق بصحة جيدة، ولا تتأثر لديهم حاسة اللمس، ويبقى ملمس جلدهم طبيعيًا. ومع ذلك، فإن خطر الإصابة بالبهاق يزيد لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية، حيث يقوم فيها جهاز المناعة بمهاجمة أنسجة الجسم. من الأمثلة على تلك الأمراض: مرض أديسون، وفقر الدم الناجم عن نقص فيتامين ب 12، وأمراض الغدة الدرقية سواء قصور الغدة أو فرط نشاطها. لتحديد الأمراض المحتملة المرتبطة بالبهاق، قد يجري الطبيب مجموعة من الفحوصات مثل:
- تحليل تعداد الدم الكامل للبحث عن فقر الدم.
- اختبار هرمون تحفيز الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid stimulating hormone) للتأكد من نشاط الغدة.
- اختبار الأجسام المضادة للنواة (بالإنجليزية: Antinuclear antibodies) للتأكد من وجود أمراض مناعية ذاتية، مثل مرض أديسون.
- اختبار ضوء وود (بالإنجليزية: Wood’s light) لرصد تصبغات الجلد مثل البهاق وبعض حالات سرطان الجلد.
حقائق حول مرض البهاق
يعتبر البهاق حالة صحية تتصف بتغير لون الجلد التدريجي في مناطق متعددة، مما يؤدي لظهور بقع بيضاء بأشكال وأحجام متفاوتة. يمكن أن تظهر هذه البقع في أي جزء من الجسم أو تتركز في مناطق معينة على جانب واحد. كما يظهر الوضع بشكل أكثر وضوحًا لدى ذوي البشرة الداكنة بسبب التباين الكبير بين الألوان، وعادة ما تظل هذه البقع ملحوظة أكثر خلال فصل الصيف حيث تتعرض المناطق السليمة للسمرة بينما تظل المناطق المتأثرة بالبهاق بدون تأثير.
للحصول على مزيد من المعلومات حول البهاق، يمكن قراءة المقال التالي: (ما هو البهاق).