بحيرة ساوة: موقعها وأهميتها

بحيرة ساوة

تقع بحيرة ساوة في الجمهورية العراقية، تحديداً بالقرب من نهر الفرات في محافظة المثنى، وتبعد حوالي 23 كيلومتراً عن مدينة السماوة. تعتبر هذه البحيرة مغلقة، حيث لا تتغذى من أي نهر، بل تعتمد على المياه الجوفية التي تأتي إليها من خلال التشققات والصدوع الموجودة تحتها. مياهها مالحة وتحيط بها تركيبة طبيعية كلسية، والتي تتجدد تلقائياً بفعل الطبيعة لما تتمتع به من صلابة.

تحتوي البحيرة على أسماك صغيرة يصل طولها إلى حوالي 10 سنتيمترات، وتتميز هذه الأسماك بأنها عمياء وشفافة وغنية بالدهون، مما يجعلها تذوب عند الطهي. تُعرف البحيرة أيضاً بلقب “البحيرة العجيبة” لعديد من الظواهر الطبيعية الموجودة فيها، أو “البحيرة الغريبة” لخصائصها الفريدة.

تشير بعض الروايات إلى أن البحيرة غمرت بالمياه يوم ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو حدث يذكره التاريخ. كما يعتقد البعض أن جفاف مياه هذه البحيرة يعتبر علامة من علامات يوم القيامة، والله أعلم.

وصف البحيرة

قام الباحثون بتحليل كثافة وملوحة مياه البحيرة، حيث أظهرت الدراسات أن كثافتها تفوق كثافة مياه البحار، وملوحتها تزيد بمقدار الضعف والنصف مقارنةً بملوحة خليج العرب. ومن العجائب الأخرى أن البحيرة ترتفع حوالي 11 متراً فوق سطح نهر الفرات و5 أمتار فوق مستوى سطح الأرض. كما تتفاوت مستويات المياه فيها بين الزيادة والنقصان تبعًا لمواسم الرطوبة والجفاف.

تبلغ أقصى أبعاد البحيرة حوالي 4.74 كيلومتراً في الطول و1.77 كيلومتراً في العرض، فيما يصل سمك الجدار الكلسي المحيط بها إلى حوالي 12 كيلومتراً. ما يميزها هو استمرار وجود المياه فيها، بفضل التوازن بين معدلات التبخر والمياه الجوفية الرافدة. تأخذ البحيرة شكلاً طويلاً، وتتميز بأرض مستوية ومنبسطة، حيث تزداد درجة ميلها كلما اتجهنا نحو الجنوب الشرقي بمقدار 2.7 متر لكل كيلومتر. كما تتميز بوجود ظواهر طبيعية مثل الكثبان الرملية والمستنقعات.

تحتوي البحيرة على جدران ملحية تتكون بشكل طبيعي، وتعمل على منع تسرب المياه إلى السطح، حيث يصل ارتفاع بعض هذه الجدران إلى ستة أمتار، وتظهر بأشكال فنية تشبه القرنبيط.

مناخ البحيرة

تتمتع بحيرة ساوة بمناخ جاف، وتتنوع درجات الحرارة فيها بين 27 و40 درجة مئوية. وتقل كمية الأمطار السنوية عن 110 ملم، حيث سجلت أعلى نسبة تبخر في شهر يوليو وصلت إلى 506 ملم، بينما كانت أدنى نسبة تبخر تبلغ 89 ملم في شهر يناير. تهب في المنطقة رياح شمالية غربية بسرعة 4.1 متر في الثانية.

الحياة البرية والنباتية في البحيرة

تتميز البحيرة بانعدام النباتات بسبب ارتفاع ملوحة مياهها، حيث تعيش فيها بعض الطحالب وعدد من أنواع الأسماك، مثل (Arabian toothcarp) التي تتميز بقصرها ونعومة شكلها. كما يسكن قاع البحيرة حلزون من نوع (Pomatiopsis). وعلى ضفاف البحيرة، تتواجد أنواع متعددة من الطيور المائية مثل الغطاس الصغير، والبط، والهدهد، والأورسي، بالإضافة إلى بعض أنواع الثعالب والزواحف، والضباع، وثعبان الماء.

Scroll to Top