تعريف التنمر اللفظي
يمثل التنمر اللفظي استخدام المتنمرين للكلمات والعبارات الجارحة لفرض السيطرة على الأضعف. يتجلى ذلك في استخدام عبارات مهينة أو ألفاظ تُقلل من شأن الآخرين، مما يؤدي إلى إيذائهم عاطفيًا. ومن الصعب غالبًا اكتشاف التنمر اللفظي لأنه يحدث في غياب الكبار.
يعتقد الكثير من البالغين أن الكلمات التي يستخدمها الأطفال لا تتسبب في تأثير كبير على الآخرين. وبالتالي، يُنصح الضحايا غالبًا بتجاهل التنمر. ومع ذلك، يجب أن يُؤخذ هذا الأمر بجدية. فقد أثبتت الأبحاث أن للتنمر اللفظي آثار مدمرة، حيث يمكن أن تترك هذه التجارب آثارًا عاطفية عميقة.
أنواع التنمر اللفظي
تشمل مظاهر التنمر اللفظي مجموعة متنوعة من الأشكال التي تؤثر سلبًا وتوازي تأثير التنمر الجسدي، ومنها:
- التحقير بالألقاب
- الإزعاج والمضايقة
- النميمة
- الشتائم والقذف
- تقليد الآخرين بشكل مفرط
- التهديدات الجسدية بشكل لفظي
تبعات التنمر اللفظي
عادةً ما يعاني الأفراد الذين يتعرضون للتنمر اللفظي من تآكل في صورتهم الذاتية واحترامهم لذاتهم، مما يكون له تأثيرات سلبية أكثر من الأضرار الجسدية. يمكن أن تستمر هذه التأثيرات في حياة الفرد لفترة طويلة، وتتجلى بطرق عاطفية ونفسية متعددة، من بينها:
- انخفاض مستوى احترام الذات
- الاكتئاب
- محاولات إيذاء النفس
- تعاطي المخدرات
- حالات الانتحار في بعض الحالات الخطيرة
التنمر اللفظي وتأثيره على الصحة النفسية
يمكن أن تترك تجارب التنمر اللفظي خلال مرحلة الطفولة، خاصة من قبل الوالدين أو الأفراد الذين يُعتبرون موثوقين، آثارًا طويلة الأمد، تؤدي إلى تدني احترام الذات وضعف الصورة الذاتية. غالبًا ما يرى الطفل الذي يتعرض للتنمر اللفظي نفسه كأنه بلا قيمة، ويتم إقناعه بذلك من قبل المتنمرين.
إذا كان “ضحية التنمر” طفلًا في المدرسة، فإن آثار ذلك غالبًا ما تظهر من خلال تراجع الأداء الأكاديمي والمشاركة في الأنشطة. قد يبدأ الطفل الذي كان متفوقًا في الدراسة بالتخلي عن نجاحاته ليكون مجرد مراقب بين أقرانه نتيجة تدهور حالته النفسية والعاطفية.
كيفية التعامل مع المتنمرين في المدارس
يمكن لبرامج الدعم المخصصة أن تساعد المربين في فهم التنمر ووضع استراتيجيات فعالة للتعامل معه، وبالتالي تعديل سلوك المتنمرين ومساعدة ضحاياهم. يمكن تنفيذ ما يلي:
توفير الدعم للفصل ككل
قد يؤدي وجود متنمر داخل الفصل إلى خلق بيئة غير آمنة للطلاب الآخرين، حتى أولئك الذين لا يتعرضون للتنمر. ينبغي على المعلم العمل على استعادة السيطرة وخلق جو مدرسي إيجابي، مما يساهم في تنفيذ برامج لمكافحة التنمر وتحسين المناخ التعليمي ككل.
دعم الطفل المتنمر
من المهم عدم معاقبة المتنمر أمام زملائه، حيث إن ذلك قد يؤدي إلى تفاقم سلوكه. بدلاً من ذلك، يُفضل أخذ الطالب المتنمر جانبًا وشرح سلوكه بشكل خاص، مع التأكيد على عدم مقبولية تلك التصرفات.
يجب على المعلم أيضًا الاستماع إلى المتنمرين وتشجيعهم على التعاطف مع ضحاياهم واحترام الاختلافات بينهم. يجب البحث عن طرق لمكافأتهم أو مدحهم على السلوكيات الإيجابية، حيث يمكن أن يدرك المتنمرون أن أفعالهم السلبية يمكن استبدالها بتصرفات إيجابية، مما يعزز شعورهم بالرضا عن أنفسهم.