تُعتبر مشكلة ثقب القلب من أكثر القضايا الصحية تعقيدًا وانتشارًا بين الأطفال. نظرًا لأهمية هذا الموضوع، قمنا بجمع معلومات مفصلة حوله، ونستعرض كل ذلك في عدة نقاط. لمزيد من التفاصيل المهمة، نرجو منكم متابعة القراءة.
تعريف ثقب القلب
يعتبر القلب أحد أهم الأعضاء في جسم الإنسان، حيث يلعب الدور الأساسي في ضخ الدم إلى كافة أنحاء الجسم. يتكون القلب من أربع غرف رئيسية، تشمل غرفتين في الجزء العلوي تُعرفان بالأذينين – الأذين الأيمن والأذين الأيسر – فضلاً عن بطينين في الجزء السفلي، المعروفين بالبطين الأيمن والبطين الأيسر. يتم فصل هذه الأجزاء بواسطة حواجز.
تحدث الثقوب في هذه الحواجز، حيث تُعرف الثقوب الموجودة في الجزء العلوي بـ “الثقوب الأذينية”، بينما تُعرف الثقوب الموجودة في الحاجز بين البطينين بـ “الثقوب البطينية”.
أسباب ظهور ثقب القلب
يُعتبر ثقب القلب من الحالات الخلقية التي قد يولد بها الطفل دون التمكن من اكتشافها في البداية. في بعض الحالات، قد تلتئم الثقوب بشكل طبيعي دون الحاجة إلى تدخل جراحي، بينما في حالات أخرى قد تحتاج إلى العلاج بالأدوية أو العمليات الجراحية.
يمكن أن يكون ذلك نتيجة لتعرض الطفل أو البالغين لحوادث جسيمة.
الأعراض المرتبطة بثقب القلب
تظهر مجموعة من الأعراض المرتبطة بمشكلة ثقب القلب، وقد تتشابه الأعراض في الثقوب العليا والسفلى مع وجود بعض الاختلافات. غالبًا ما تظهر أعراض الثقوب بين الأذينين لدى الأفراد بعد سن الثلاثين إذا كانت ناتجة عن عيب خلقي، وتشمل الأعراض الآتي:
- الشعور بالتعب الدائم.
- صعوبة في التنفس بشكل طبيعي.
- اختلال في معدل ضربات القلب.
- نوبات قلبية متكررة.
- أصوات غير طبيعية يمكن سماعها من القلب.
- انتفاخ في اليدين والقدمين.
أما في حالة الثقوب السفلية بين البطينين، فقد تظهر الأعراض مبكرًا بناءً على حجم الثقوب ومدى خطورتها. في الحالات غير الخطرة قد تظهر الأعراض بعد البلوغ، وتشمل:
- التعب المستمر.
- سرعة التنفس.
- فقدان الشهية مما يؤثر على النمو.
المضاعفات الناتجة عن ثقب القلب
توجد مجموعة من المضاعفات المحتملة عند عدم اكتشاف ثقب القلب مبكرًا، تشمل:
- اضطرابات في النمو نتيجة لسوء التغذية.
- زيادة تدفق الدم إلى الرئة، مما يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الرئوية.
- تسرب التجلطات من الأذين الأيمن إلى الأذين الأيسر، مما قد يسبب السكتة الدماغية.
- اتساع جزء من القلب نتيجة لضغط الدم الزائد.
- احتمالية توقف القلب بسبب الإجهاد الزائد.
فحوصات تشخيص ثقب القلب
تتعدد الفحوصات اللازمة لتشخيص ثقب القلب، وتشمل:
- زيارة طبيب مختص لإجراء الفحص السريري وفحص نبضات القلب باستخدام السماعة.
- إجراء تخطيط القلب المتحرك باستخدام الموجات الصوتية للكشف عن الاضطرابات.
- اختبار قياس كهربائية القلب لتحديد سرعة وإيقاع نبضات القلب.
- قياس نسبة الأكسجين في الدم باستخدام جهاز خاص.
- إجراء قسطرة القلب باستخدام أنبوب مرن للوصول إلى القلب، عبر أحد الأوردة.
علاج ثقب القلب
نظراً لأن معظم حالات ثقب القلب لا تحتاج لعلاج، فإن الثقوب غالباً ما تلتئم تلقائيًا. ومع ذلك، في الحالات التي تتطلب التدخل الطبي، ينبغي اتخاذ الإجراءات التالية:
- مراقبة الأطفال الذين لديهم ثقب في حاجز الأذينين لفترة، لتحديد الأعراض ومدى إغلاق الثقوب مع الوقت.
- تجنب العمليات الجراحية إلا في حال كانت الثقوب كبيرة الحجم وتشكل خطراً على الحياة.
- في حالة الثقوب بين البطينين، يتم استخدام أدوية لتقليل الأعراض، مثل الديجوكسين. وفي بعض الحالات، يفضل إجراء العمليات في السنة الأولى من عمر الطفل، إما من خلال قسطرة قلب أو جراحة مفتوحة.