تُعد خصائص الشريعة الإسلامية من الموضوعات الحيوية التي ينشدها الكثيرون عبر منصات التواصل الاجتماعي. يسعى العديد من الباحثين إلى فهم الخصائص الفريدة لهذه الشريعة لتعزيز معرفتهم بها.
خصائص الشريعة الإسلامية
- تتميز الشريعة الإسلامية بمجموعة من الخصائص التي تفصلها عن الشرائع الأخرى.
- تمتلك الشريعة الإسلامية أحكامًا فريدة لا تشابهها، فهي تشريع مستقل يتماشى مع طبيعة الإنسان وطموحاته.
- تتناسب الشريعة الإسلامية مع رغبات الأفراد، ولكن ضمن حدود وأحكام محددة.
- سنتناول في هذا المقال خصائص الشريعة الإسلامية بشكل مفصل، فتابعونا.
كما يمكنك الاطلاع على:
الربانية في الشريعة الإسلامية
- من أبرز خصائص الشريعة الإسلامية أنها نشأت من عند الله عز وجل.
- يُعتبر الله هو مصدر الدين الإسلامي، بما يحتويه من أحكام وقوانين، بالإضافة إلى الوحي الذي نزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
- تُعرف الشريعة الإسلامية بأنها شريعة متكاملة، خالية من الأخطاء، لأنها صادرة عن الله الذي هو الكمال المطلق.
- تحظى الشريعة الإسلامية بمكانة عظيمة ومرتفعة في نفوس المؤمنين، إذ أنها من وحي الله.
- يؤمن جميع المسلمين بالشريعة الإسلامية بغض النظر عن اختلافاتهم في الأجناس والطبقات.
حفظ أصول الشريعة من التحريف والتبديل
- تحظى الشريعة الإسلامية بالحماية من كل أنواع التحريف والإضافات التي لا قيمة لها.
- قال الله تعالى: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)، مما يشير إلى حماية القرآن الكريم.
- حُفظ القرآن الكريم من أي تعديل أو تحريف، كما تم حفظ السنة النبوية بوحي من الله، لتُكمل ما جاء في الكتاب، حيث قال تعالى: (وَأَنزَلنا إِلَيكَ الذِّكرَ لِتبَيِّنَ لِلنّاسِ ما نزِّلَ إِلَيهِم وَلَعَلَّهُم يَتَفَكَّرونَ).
- تعمل السنة النبوية على توضيح وشرح ما ورد في القرآن، وقد حفظهما الله سبحانه وتعالى معًا.
ثبات الشريعة الإسلامية ومرونتها
- تشير ثبات الشريعة الإسلامية إلى استمراريتها من خلال الوحي، حيث ستظل نصوص القرآن والسنة قائمة حتى نهاية الزمان دون أي تغيير.
- يدل قول الله تعالى: (وَتَمَّت كَلِمَت رَبِّكَ صِدقًا وَعَدلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّميعُ العَليمُ) على ثبات هذه الشريعة.
- كل ما جاء من عند الله هو موضع ثقة ولا يوجد به شك.
- إن ما حرمه الله هو باطل، ولا يمكن لأحد مناقشة هذا الأمر سواء في الدنيا أو الآخرة.
- على الرغم من ثبات الشريعة، إلا أنها مرنة للغاية وتراعي مصالح الأفراد في مختلف الظروف.
- دلائل مرونة الشريعة تظهر في قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (فما أحَلَّ فهو حَلالٌ، وما حَرَّمَ فهو حَرامٌ، وما سَكَتَ عنه فهو عَفوٌ).
- تهتم الشريعة بمصالح الأفراد وتخفيف الصعوبات عنهم، مما يعكس الرحمة بالعباد، كما قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).
كما يمكنك الاطلاع على:
شمول الشريعة وعمومها لكل زمان ومكان
- تتناول الشريعة الإسلامية جميع الأمور المتعلقة بحياة الإنسان، وتلبي احتياجاته في مختلف الأزمنة والأحوال والظروف.
- قال الله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً وَبُشرى لِلمُسلِمينَ).
- تشمل نصوص الشريعة معاني ومواقف شاملة بشكل مطلق.
- تقوم السنة النبوية بتفصيل ما ورد في الكتاب الكريم، مما يجعلها شاملة أيضاً.
- تولي الشريعة الإسلامية اهتماماً بجوانب متعددة، تشمل الأخلاق، التعبد، الحياة الاجتماعية، والسياسية، وكل ما يهم الإنسان في حياته.
- تتميز الشريعة الإسلامية بالعمومية، إذ تشمل جميع الناس ولا تقتصر على فئة معينة.
- رسالة النبي محمد كانت للعالم بأسره كما قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)، وكذلك (قُل يا أَيُّهَا النّاس إِنّي رَسول اللَّـهِ إِلَيكم جَميعًا).
- الشريعة الإسلامية ليست مقيدة بزمان معين، بل هي ناسخة للشرائع السابقة وغير منسوخة حتى قيام الساعة.
المثالية والواقعية في الشريعة الإسلامية
- تهدف الشريعة الإسلامية إلى تحسين أحوال العباد في جميع جوانب الحياة، اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام كما قال تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا).
- تعتبر الشريعة سهلة التطبيق، حيث تراعي ظروف الناس وأنماط حياتهم المختلفة وتتضمن حدًا أدنى من الالتزام لكل مسلم.
- يتحقق الالتزام بالشريعة الإسلامية من خلال الابتعاد عن المحرمات، المحافظة على الفرائض، والتقرب إلى الله من خلال العبادة والأعمال الصالحة.
الجزاء في الشريعة
- تتميز الشريعة الإسلامية بجزاء مزدوج، حيث لا يقتصر الجزاء على الدنيا فحسب، بل يشمل الآخرة يوم القيامة.
- يرتبط تطبيق الشريعة بعقيدة المؤمن وإيمانه بأنه محاسب أمام الله على جميع أعماله، كما قال تعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه *وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ).
- تختلف دوافع الأفراد الداخلية، لذا يجب وجود عقاب يلزم الناس الحفاظ على النظام الاجتماعي.
الاتزان والتوسط في الشريعة الإسلامية
- تتسم الشريعة الإسلامية بالاعتدال في كل الأمور، وتفتقر إلى المبالغة أو التفريط، حيث يمثل التوازن أحد أهم سماتها.
- لا تميل الشريعة إلى جانب واحد بل تسعى لتحقيق التوازن بين المصالح المختلفة.
- تحرص الشريعة على تحقيق التوازن في جميع الجوانب الدنيوية والأخروية، حيث قال تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّـهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا).
- تسعى الشريعة لتحقيق المتطلبات الشخصية للأفراد، بالإضافة إلى مصلحة المجتمع، حيث تتيح حرية الملكية ولكن ضمن قيود محددة.
- تشدد الشريعة الإسلامية على عدم التعدي على مصالح المجتمع، وترفض العنف والغش والاحتكار وكل ما يؤذي المجتمع.
- توازن الشريعة في تنظيم العبادات سواء كانت فردية أو جماعية، مثل الحج والصوم.
العدل في الشريعة الإسلامية
- أمر الله سبحانه وتعالى بالعدل، حيث اعتبره من أسمى صفاته، مما يجعل كل تشريع أتى منه يتسم بهذه الخاصية.
- تجسد الشريعة الإسلامية حكمة الله، كما ورد في حديث النبي: (يا عِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا).
- العدل من أبرز الصفات التي تتميز بها الشريعة الإسلامية، حيث أن حكم الله ينفذ على الجميع دون تمييز.
- يدل على هذا المبدأ قول النبي حول حكم السرقة الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها: (وايْمُ اللَّهِ، لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَهَا).
- تنظر الشريعة الإسلامية إلى الفرد من منظور إنساني، بعيدًا عن العوامل العنصرية أو الثقافية، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
مراعاة مصالح العباد في الشريعة الإسلامية
- أسس الشريعة الإسلامية تقوم على تحقيق مصالح الأفراد وتجنيبهم المفاسد، حيث أن كل حكم من تشريعات الله يهدف إما لتحقيق النفع أو لتجنب الأضرار.
- تُعتبر الشريعة الإسلامية شاملة لكل الأزمنة والأمكان، وهذا يتضح من بعثة النبي محمد، حيث قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).
- تُعنى الشريعة بتلبية احتياجات الناس وتجنب ما يضرهم، حيث أن أحكامها جاءت بعلل وتفسيرات محددة.
- تدل الآيات القرآنية مثل: (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)، وأحاديث النبي الأخرى على مدى اهتمام الشريعة بمصالح العباد، مثل ما قاله النبي للشباب: (يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ).
قيام الشريعة على اليُسر ورفع الحرج
تقوم الشريعة على مبدأ اليُسر ورفع الحرج، الذي يعكس الهدف الرئيسي للإسلام في تسهيل الأمور على الناس وتخفيف الأعباء. إليكم بعض النقاط التي تبرز هذا المبدأ:
- تيسير الأمور من خلال التصحيح القضائي: الإسلام يتبنى نهجًا يهدف إلى تخفيف الأعباء عن الأفراد، عبر تشريعات مرنة.
- رفع الحرج من خلال توفير المرونة: يتعامل الدين الإسلامي مع الظروف الفردية بحكمة، مما يجعل الشريعة مناسبة لكل زمان ومكان.
- التوجيه نحو التوازن: يشجع الإسلام على الاعتدال في كل جوانب الحياة ويعزز المبادئ الأخلاقية.
- تشجيع قيم الإحسان: يروّج الدين لممارسة الإحسان وتسهيل الأمور للآخرين كجزء من القيم الإسلامية.
- التأكيد على التعاون: يعزز الإسلام أهمية التعاون والتسامح بين الأفراد، مما يساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية.