عند رؤية الرجل النحيف، تشعر بالازدراء تجاهه

كلمات قصيدة “ترى الرجل النحيف فتزدريه”

قصيدة “ترى الرجل النحيف فتزدريه” للشاعر كُثيّر عَزّة، تعود إلى العصر الأموي، حيث ألقاها الشاعر عندما التقى الخليفة عبد الملك بن مروان. وقد تطرق الشاعر في هذه القصيدة إلى موضوع الازدراء الذي يعاني منه ذو الجسم النحيل، مُسجلاً ملاحظاته على أغراض الأنواع المختلفة من الرجال. وتأتي هذه الأبيات ضمن البحر الوافر، حيث تتكون القصيدة من عشرة أبيات تبدأ بهذه الكلمات:

تَرى الرَجُلَ النَحيفَ فَتَزدَريهِ

وَفي أَثوابِهِ أَسَدٌ مُزيرُ

وَيُعجِبُكَ الطَريرُ فَتَبتَليهِ

فَيُخلِفُ ظّنَّكَ الرَجُلُ الطَريرُ

فَما عِظَمُ الرِجالِ لَهُم بِفَخرٍ

وَلَكِن فَخرُهُم كَرَمٌ وَخَيرُ

بُغاثُ الطَيرِ أَكثَرُها فِراخًا

وَاُمُّ الصَقرِ مِقلاتٌ نَزورُ

ضِعافُ الطَيرِ أَطوَلُها جُسومًا

وَلَم تَطُلِ البُزاةُ وَلا الصُقورُ

ضِعافُ الأُسدِ أَكثرُها زَئيرًا

وَأَصرَمُها اللَواتي لا تَزيرُ

لَقَد عَظُمَ البَعيرُ بِغَيرِ لُبِّ

فَلَم يَستَغنِ بِالعِظَمِ البَعيرُ

يُصَرِّفُهُ الصَبيُّ بِكُلِّ وَجهٍ

وَيَحبِسُهُ عَلى الخَسفِ الجَريرُ

وَتَضرِبُهُ الَوليدَةُ بِالهَراوى

فَلا غِيَرٌ لَدَيهِ وَلا نَكيرُ

فَإِن أَكُ في شِرارِكُمُ قَليلًا

فَإِنّي في خِيارِكُمُ كَثيرُ

الموضوع العام للقصيدة

تتناول القصيدة مجموعة من الأفكار المحورية، أهمها:

• استنكار المجتمع للرجل ذي الجسم النحيل الذي يرمز إلى الضعف.
• إعجاب الناس بالرجل الذي يتمتع بجسد يعكس القوة والصحة.
• عظمة الرجل ليست متعلقة بمظهره بل في أخلاقه وكرمه.
• الشكل الخارجي لا يعكس الروح أو القوة، فالصقر رغم صغر حجمه يُظهر قوة عظيمة.
• الشخص الذي يتحدث كثيرًا لا يُظهر عادة القوة، بينما يكون الصامت هو الأقوى.

مناسبة القصيدة

أُلقيت قصيدة “ترى الرجل النحيف فتزدريه” من قِبل كُثيّر عَزّة أثناء دخوله على الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. وكانت شهرة الشاعر قد سبقت دخوله، إذ أُخبر الخليفة عن شعره قبل حضور الشاعر نفسه. وعندما رأى الخليفة الشاعر واستغرب من نحافته، قال له: “أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه”. ليرد كُثيّر: “يا مولاي، كل إنسان في موضعه يكون له مكانة ويظهر كرامته”، ثم أنشد الأبيات المذكورة.

تعريف بعض المفردات في القصيدة

تتضمن القصيدة بعض المفردات التي تحتاج إلى توضيح، كما يلي: