مرحلة المراهقة
تُعرَف المراهقة بأنها الفترة العمرية التي تتراوح بين الخامسة عشرة والسادسة والعشرين من العمر. تُعتبر هذه المرحلة واحدة من أصعب الفترات وأكثرها تقلباً في حياة الفرد، حيث تمثل اختباراً مهماً لشخصيته وأخلاقه. تأثير الخيارات المُتخذة خلال مرحلة المراهقة يكون بالغ الأهمية، إذ يمكن أن يؤثر بشكل كبير على مستقبل الفرد وحضارة أمته.
فهم المراهقة
- معنى المراهقة لغويًا: تعني في اللغة العربية الاقتراب من شيء ما، وهي مشتقة من كلمة “راهق”.
- معنى المراهقة نفسياً: تُعتبر في علم النفس المرحلة التي تُشير إلى اقتراب الفرد من النضج العقلي والجسدي والاجتماعي والنفسي، تمهيداً للنضوج الكامل.
أقسام مرحلة المراهقة
قسَّم علماء النفس مرحلة المراهقة إلى ثلاث مراحل رئيسية، تعكس تأثير العادات والتقاليد الخاصة بكل مجتمع، وهي كما يلي:
- المرحلة الأولى: تمتد من 11 إلى 14 عاماً، حيث تظهر في هذه الفترة تغييرات بيولوجية سريعة لدى كلا الجنسين.
- المرحلة الثانية: تمتد من 14 إلى 18 عاماً، والتي تكتمل خلالها التغيرات البيولوجية.
- المرحلة الثالثة: تمتد من 18 إلى 21 عاماً، حيث يبدأ الأفراد في إظهار النضج الفكري والسلوكي والشكلي.
خصائص مرحلة المراهقة
النمو الفيزيولوجي
يشير النمو الفيزيولوجي إلى تطور الأعضاء الداخلية للجسم، مما يؤثر على المظهر الخارجي للمراهق. تتولى الغدد إفراز الهرمونات التي تسهم في الانتقال من طفولة إلى مرحلة البلوغ، مع ظهور خصائص جنسية أولية وثانوية. تتزايد الرغبة في تناول الطعام، ويتطور القلب والغدد الجنسية، حيث تبدأ الغدد النخامية بإفراز الهرمونات في الدم، مما يؤدي إلى نضوج الأجهزة التناسلية. لدى الذكور، يبدأ إنتاج الحيوانات المنوية، بينما تبدأ عملية التبويض لدى الإناث، ويظهر أيضًا بروز الصدر وكبر حجمه، ويزداد حجم الخصيتين. كما يبدأ الشعر بالنمو في الوجه ومنطقة العانة.
النمو العضوي
يُشير النمو العضوي إلى التغيرات الهيكلية مثل زيادة الوزن والطول، وكذلك التغيرات في أنسجة الجسم وأعضائه مثل تشكيل الجسم ولون البشرة. قد ترافق هذه التغيرات العضوية الرغبة في الانعزال والنوم والابتعاد عن الآخرين.
النمو الانفعالي
تشهد الفترة المراهقة زيادة في الانفعالات النفسية وحساسية المراهق، مما يؤدي إلى صعوبة التكيف مع البيئة المحيطة به. يشعر المراهق أحيانًا بأن والديه ومدرسته لا يعاملونه بالطريقة الملائمة، ويكون تقدير الذات لديه منخفضًا. يميل العديد من المراهقين إلى الاستقلال، مما يجعلهم أكثر عرضة للإدمان وتجربة مغامرات غير محسوبة.
النمو النفسي
تُؤثر التحولات الهرمونية والجسدية على الصورة الذاتية للمراهق، قد تظهر الفتيات ردود فعل سلبية نتيجة بداية الدورة الشهرية وقد يُسبب ذلك انزعاجهن. ويبدأ المراهق في تكريس انتباهه إلى مظهره الخارجي وأسلوب لبسه واختيار أصدقائه، مما يؤدي إلى تقليد الآخرين أحياناً.
النمو العقلي والاجتماعي
ترتفع قدرات الانتباه لدى المراهقين، وتتزايد رغبتهم في تطوير مهاراتهم، حيث يبدأون في التركيز على نشاطات معينة تتوافق مع تخيلاتهم وآمالهم. يتزايد أيضًا الرغبة في الاستقلال عن والديهم، وفي بعض الأحيان التمرد على القيم العائلية، حيث يُظهرون ولاءً لمجموعتهم الخاصة وينطلقون نحو بناء هويتهم الاجتماعية.
النمو الديني
يمتلك الوازع الديني دورًا مهمًا في تشكيل شخصية المراهق، حيث يمارس العديد منهم عباداتهم وفقاً للعادات التي تعلموها في طفولتهم. وفي الأوقات الصعبة، يتمسك معظمهم بالفرائض الدينية، بينما يمكن أن تؤدي بعض السلوكيات السلبية إلى تراجع البعض الآخر عن الدين.