الفارق بين الإيمان والإسلام

الفرق بين المؤمن والمسلم

تنقسم مراتب الدين إلى ثلاثة: الإسلام، الإيمان، والإحسان. وغالبًا ما يُستخدم مصطلحا “المؤمن” و”المسلم” بشكل متبادل، رغم أن هناك فرقًا بينهما في بعض السياقات.

يتضح الفرق بين المؤمن والمسلم في أن المؤمن هو الشخص الذي يمارس جميع الشعائر الدينية، ويتجنب المحرمات، كما أنه لا يستمر في ارتكاب الكبائر، ويكون باطنه متوافقًا مع ظاهره. بينما يُطلق لقب المسلم على من ينطق بالشهادتين، دون أن يظهر منه ما ينافي ذلك.

بناءً على ذلك، يمكن القول إن الإسلام أوسع من الإيمان، إذ لا يمكن أن يدخل مرحلة الإيمان إلا من كان مسلمًا. بمعنى آخر، كل مؤمن هو مسلم، لكن ليس كل مسلم يعتبر مؤمنًا. وقد أشار بعض العلماء إلى أن الإسلام والإيمان يجتمعان ويفترقان.

عند استخدام كل من الإيمان والإسلام بشكل منفصل، يشيران إلى نفس المعنى، والذي يعبر عن الدين واتباع أوامر الله واجتناب نواهيه. ومع ذلك، عند الجمع بين اللفظين، يكتسب كل منهما طابعه الخاص: فالإسلام يعكس المظاهر، بينما الإيمان يتعلق بالباطن والمشاعر الداخلية.

التعريف بالإسلام

يمكن تعريف الإسلام عمومًا بأنه الخضوع والانقياد لأوامر الله ونواهيه بدون تردد، إلى جانب الإخلاص في العبادة له وحده. وقد أُطلق هذا الاسم على الدين الذي أنزله النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نظرًا لأنه معني بجميع البشرية، وليس بجنس أو قوم معين.

كما أشار النبي -عليه السلام- إلى أن: (الإسلام هو أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتؤدي الصلاة، وتدفع الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج إذا استطعت إلى ذلك سبيلاً).

تتضمن أركان الإسلام كما ورد في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجموعة من الأمور بدءًا من الشهادتين وانتهاءً بالحج لمن استطاع. وتمثل هذه الأركان علامات بارزة على إيمان الإنسان، وهي أساس الدين الذي لا يكتمل إلا بها، وسيحاسب الفرد على تركها ويُمنح الجزاء على أدائها وفق مشيئة الله -سبحانه-.

والشخص المسلم هو الذي يسلم أمره بالكامل لله تعالى، مثلما فعل سيدنا آدم -عليه السلام- وبقية الأنبياء الذين بُعثوا إلى أقوامهم. كما ورد في كلماته تعالى عن إبراهيم -عليه السلام-: (إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين).

وأضاف القرآن الكريم عن نوح -عليه السلام-: (وأمرت أن أكون من المسلمين)، فيما قال يوسف -عليه السلام-: (وتوفني مسلمان وألحقني بالصالحين). وبالتالي، فإن أصل الدين واحد، وقد بدأ الانقياد والاستسلام منذ بداية الخليقة.

التعريف بالإيمان

كلمة “الإيمان” مشتقة من مصدر “أمن”، وتعني الوصول إلى الأمان أو السلامة. وفي السياق الديني، يُفهم الإيمان على أنه التصديق الجازم الذي يخلو من الشك.

يُعرَّف الإيمان شرعًا بأنه التصديق في القلب واللسان والعمل بكافة الأركان، وهو الإيمان الذي يتوافق ظاهره مع باطنه في تنفيذ أوامر الله والابتعاد عن نواهيه.

تشمل أركان الإيمان ستة عناصر هي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. كما جاء ذلك في الحديث النبوي عندما سأل جبريل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان، فأجاب بأن: (الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث…).

يعتبر الإيمان المرتبة الثانية في مراتب الدين، ويحتاج إلى إخلاص وصدق في العمل وتوكل على الله. من خلال هذا الإيمان، يرتفع الإنسان من مجرد كونه مسلمًا بأعماله الظاهرة إلى مصدق يقيني في داخله بكل ما يعمل ويقول، سعيًا لنيل رضا الله وطمعًا في دخول جناته.

Scroll to Top