مقدار الأجزاء الممنوعة من الرجل أثناء الصلاة

تُعدّ حدود عورة الرجل في الصلاة من الأمور الأساسية التي ينبغي لكل رجل مسلم أن يكون على علم بها. إذ إن ظهور عورة الرجل أثناء الصلاة يُبطلها، مما يجعلها شرطًا من شروط صحتها. وبما أن الصلاة تُعتبر ركيزة الدين، فمن الأهمية بمكان الالتزام بشروط صحتها.

تعريف عورة الرجل

  • وفقًا لإجماع المذاهب الفقهية السنية الأربعة، فإن عورة الرجل تقتصر على ما بين السرة والركبة. وقد استند هذا الإجماع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تمشوا عُراة”.
  • اتفق الفقهاء على أن السرة والركبة ليستا ضمن عورة الرجل، وأشاروا إلى حديث أبي الدرداء حين جاء أبو بكر رضي الله عنه، ورفع ثوبه مُظهرًا ركبتيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أما صاحبكم فقد غامر”، مما يدل على عدم إنكار النبي لفعل أبي بكر.

عورة الرجل في الوضوء

  • إن انكشاف عورة الرجل أثناء الوضوء لا يُبطل الوضوء، إذ أن ستر العورة ليس شرطًا لصحة الوضوء.
  • أكدت دار الإفتاء المصرية أن وضوء الرجل بملابس قصيرة مثل الشورت جائز، وأن الوضوء عاريًا صحيح ولا يُعتبر عليه حرج.
  • أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، أن وضوء المسلم عاريًا بعد الاستحمام جائز وصحيح، سواء كان رجلًا أم امرأة، موضحًا أن كشف العورة ليس من مفسدات الوضوء.
  • تم الاستدلال على أن انكشاف العورة ليس شرطًا لصحة الوضوء بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يغتسل مع السيدة عائشة رضي الله عنها من إناء واحد.
  • بعض الآراء تدعي أن الوضوء مع كشف العورة لا يُعتبر جائزًا للصلاة، وهو قول غير صحيح، إذ أن كل وضوء يصح بغض النظر عن كشف العورة أو سترها.

حدود عورة الرجل في الصلاة

  • اتفقت الآراء بين أهل السنة والجماعة على أن حدود عورة الرجل في الصلاة هي ستر ما بين السرة والركبة.
  • أشار العلماء إلى أن الفخذ ليس من العورة، ويمكن أن تكون الصلاة صحيحة حتى إذا انكشف الفخذ، لكن إذا كان بالإمكان تغطيته، وعمد الرجل إلى كشفه، فهذا غير جائز.
  • هناك قولان بشأن ستر العاتقين في الصلاة: الأول أنه مستحب، وهو ما يتبناه غالبية العلماء من المذاهب الفقهية، باستثناء المذهب الحنبلي والإمام ابن باز اللذين اشترطا ستر العاتقين.
  • استند العلماء في مسألة ستر العاتقين إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقيه شيء”، حيث يُشير العاتق إلى موضع لبس الثوب من الكتف.
  • يفيد شيخ الإسلام ابن تيمية بأن الأقصى في ستر العورة في الصلاة هو أن يستتر الرجل من الرجل، والمرأة من المرأة.

عورة الرجل في الصلاة لدى الشيعة

توافق معظم أئمة الشيعة على أن حدود عورة الرجل في الصلاة هي ستر ما بين السرة والركبة، بينما بعضهم اكتفى بستر القبل والدبر فقط.

ظهور العورة أثناء الصلاة

  • النقطة المتفق عليها هي أنه إذا كانت هناك ثقوب أو أي شيء يكشف عورة الرجل، ولكن الملابس الداخلية تغطيها ولا يظهر منها شيء، فإن الصلاة تكون صحيحة.
  • إذا كانت العورة غير مغطاة أو كانت الملابس شفافة تظهرها، فإن ذلك يُبطل الصلاة.
  • بالنسبة للثقوب في الثوب التي تستر العورة ولكن تكشف الفخذ بوضوح، فالقول الراجح هو أنه لا يُبطل الصلاة.
  • إجمالًا، أفادت دار الإفتاء المصرية بأن الانكشاف الطفيف لبعض الظهر أو الإليتين أثناء الصلاة لا يُبطلها، شرط أن يكون المصلي غير متعمد لهذا الانكشاف، وينبغي له ستر ما ظهر من العورة سريعًا.

عورة الطفل في الصلاة

  • لا توجد أدلة من القرآن أو السنة تحدد حدود عورة الطفل، سواء كان ذكرًا أو أنثى.
  • يُنصح بالتمسك برأي الإمام أحمد بن حنبل، حيث يعتبر أنه لا يوجد حدود لعورة الطفل إذا كان دون السبع سنوات.
  • إذا كان الطفل أكبر من سبع سنوات وأقل من عشر، فإن عورته تكون القبل والدبر، بينما حدود عورة الأنثى هي ما بين السرة والركبة، ويُفضل ارتداء الخمار.

عورة الرجل أثناء قراءة القرآن

  • أفادت دار الإفتاء بأنه لا يشترط ستر العورة أثناء قراءة القرآن، لكن من المستحب أن يُستر العورة وأن يكون المسلم في هيئة حسنة.
  • تتضمن حدود عورة الرجل أثناء القراءة ما يتفق عليه أهل السنة والجماعة، وهو ستر ما بين السرة والركبة، مع عدم احتساب السرة والركبة ضمن العورة.
  • أضافت دار الإفتاء بعض الآداب التي يجب مراعاتها أثناء قراءة القرآن لزيادة الثواب، مثل ستر العورة والطهارة واستقبال القبلة واتباع أحكام التجويد.

حكم كشف العورة عمدًا

  • مسألة كشف العورة عمدًا ليست من الكبائر، ولا تترتب عليها حدود ظاهرة كحد القتل أو السرقة، وإنما تُعتبر من الصغائر.
  • ومع ذلك، لا ينبغي الاستهانة بكشف العورة، إذ أن الإصرار على الصغائر قد يتحول إلى كبيرة.
  • يتوجب على من يكشف عورته عمدًا التوبة إلى الله والإقلاع عن هذا الفعل، مع نية عدم العودة إليه، وزيادة الأعمال الصالحة لتعويض السيئات.
Scroll to Top