أوجه الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

يُعتبر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم تجسيدًا لحقائق علمية متعددة تم إثباتها من خلال الأبحاث والتجارب العلمية التي أجريت بعد زمن النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، حيث لم تكن هناك أدوات ووسائل كافية في ذلك الوقت. كما يُشير الإعجاز إلى عجز البشر عن إنتاج مثل هذا النص القرآني. وتنقسم أنواع الإعجاز إلى عدة فئات تشمل الإعجاز الغيبي، والإعجاز اللغوي، والإعجاز اللفظي، بالإضافة إلى الإعجاز العلمي الذي سنتناول بعض تجلياته في هذه المقالة.

الإعجاز العلمي في تثبيت الجبال للأرض

قال -تعالى-: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا). في هذه الآية الكريمة، يتم توضيح دور الجبال بشكل دقيق، حيث تُعتبر الجبال بمثابة أوتاد تثبت سطح الأرض وتعمل على استقرارها. بلغة علمية، يُعرف الوتد بأنه هيكل يُستخدم لمنع الحركة والاهتزاز، حيث يُدفن ثلثاه في الأرض، وينطبق هذا أيضًا على الجبال التي لا يظهر منها إلا ثلث، مما يسهم في استقرار القشرة الأرضية.

الإعجاز العلمي في مسكن النحل

قال -تعالى-: (وَأَوحى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنِ اتَّخِذي مِنَ الجِبالِ بُيوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمّا يَعرِشونَ). لقد ألهم الله -سبحانه وتعالى- النحل بأسلوب فريد، حيث أودع في غريزتها كيفية إنشاء خلايا سداسية الشكل بديعة ومنسقة. ويتم بناء هذه الخلايا في الجبال وفي أحضان الأشجار وعرائش الكروم.

تتجلى حكمة الله -سبحانه وتعالى- في اختيار الشكل السداسي لتلك البيوت، إذ يمكن لهذا الشكل أن يملأ جميع الفراغات بشكل فعال ويُستغل كل زاوية منه، وهذا الأمر لا يتوفر في أي شكل هندسي آخر باستثناء الشكل السداسي.

الإعجاز العلمي في إنزال الحديد

يقول الحق -سبحانه وتعالى-: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ). تتضمن هذه الآية إعجازًا علميًا بارزًا، حيث تشير إلى معلومات علمية لم تُكتشف إلا في النصف الثاني من القرن العشرين.

وقد أظهر العلماء أن الحديد لم يكن جزءًا من مكونات الأرض، بل نزل إليها بتأثير انفجارات نجمية. إذ يتطلب تكوين الحديد حرارة تتجاوز أربع مرات حرارة الشمس، مما يعني أنه تشكّل في نجوم أكبر وأكثر حرارة. وعند انفجار تلك النجوم، وصلت كميات من الحديد إلى كوكب الأرض.

Scroll to Top