تاريخ قرطاج قبل الميلاد
تعتبر مدينة قرطاج واحدة من أهم المدن الفينيقية التي أُسست في عام 814 قبل الميلاد، ويُعتقد أن هذا التأسيس تم على يد الكنعانيين. وفقاً للروايات التاريخية، هربت الأميرة عليسة، المعروفة أيضاً بالملكة ديدون، من ظلم أخيها ببعل، الذي كان يطمح في حكم المملكة. embarked على رحلة طويلة مع عدد من الفينيقيين بحثاً عن موقع استراتيجي لإنشاء مدينة جديدة. هذه الرحلة انتهت بوصولهم إلى شمال إفريقيا، حيث أسسوا مدينة قرطاج. ومع مرور الزمن، نمت المدينة وتطورت، قذ تزايدت تجارتها، وامتدت حدودها لتشكل إمبراطورية قوية. ومع ذلك، أصبحت تلك المنطقة هدفاً متعدد القوى، حيث غزاها الإغريق، وتمكن الرومان من السيطرة عليها في عام 146 قبل الميلاد بعد سلسلة من النزاعات المسلحة.
تاريخ قرطاج بعد الميلاد
استمرت قرطاج تحت السيطرة الرومانية حتى اعتلى الأباطرة الحكم، وفي نهاية القرن الثاني الميلادي، تحولت إلى إمبراطورية مسيحية تضم العديد من الكنائس والأديرة. ومع ذلك، شهد القرن الرابع والخامس الميلاديين نزاعات دينية بين الحركات المختلفة مثل الدوناتيّة والبيلاجيّة. في عام 439 بعد الميلاد، استولت قبائل الفندال بقيادة الحاكم جايسريك على المدينة، وأمضت قرطاج فترة طويلة تحت سيطرة الفندال حتى تمكن الجيش البيزنطي من غزوها في عام 533 بعد الميلاد. لاحقاً، شهدت المدينة فتحاً إسلامياً عربياً حيث دخل جيش المسلمين إليها في عام 705 ميلادي، لتصبح بذلك مدينة إسلامية عربية.
قرطاج في العصر الحديث
عند زيارة مدينة قرطاج اليوم، يمكن للزوار ملاحظة أن ما تبقى من المدينة القديمة هو عدد قليل من المعالم التاريخية التي تعود إلى عصور مختلفة. تشمل هذه المعالم المقابر، والمزارات، والقلاع البونيقية، بالإضافة إلى الحمامات، وقنوات المياه، والمدرج، ومجموعة من المباني التي تعود لعصر الإمبراطورية الرومانية. كما يحتضن تل بيرسا كنيسة صغيرة بُنيت فوق موقع القلعة القديمة، مع وجود متحف قريب يعرض تاريخ المدينة الغني.