المسكنات أثناء الحمل
تواجه المرأة مجموعة متنوعة من التحديات الصحية خلال فترة الحمل، بما في ذلك الألم، والذي قد يستمر لفترات طويلة مما يستدعي استشارة طبيب مختص واستخدام مسكنات الألم. لا توجد توجيهات موحدة بشأن استخدام مسكنات الألم أثناء الحمل، حيث يعتمد طبيبك في اختيار المسكن المناسب على نوع الألم وشدته، بالإضافة إلى مرحلة الحمل. يقوم الطبيب بتقييم شدة الألم باستخدام مقياس الألم.
قبل تناول أي دواء أثناء الحمل، من الضروري أن تستشير المرأة مقدمي الرعاية الصحية مثل الطبيب أو الصيدلي، لتقدير المخاطر المحتملة المرتبطة باستخدام المسكنات واختيار الأنسب، للحفاظ على صحة الأم والطفل. وتختلف هذه المخاطر غالبًا بناءً على عمر الحمل.
أمان المسكنات للحامل حسب نوعها
الباراسيتامول
يعتبر الباراسيتامول (Paracetamol) أو الأسيتامينوفين (Acetaminophen) أحد المسكنات المستخدمة لتخفيف الألم وخفض الحرارة، وبالتالي يُستخدم في تخفيف الصداع وآلام المفاصل والعضلات والحمى. يُمكن الحصول على هذا الدواء عادة من الصيدليات دون الحاجة لوصفة طبية، وغالباً ما يصفه الأطباء بمفرده أو مع أدوية أخرى، وبجرعات متناسبة.
يعد الباراسيتامول من أكثر مسكنات الألم والأدوية الخافضة للحرارة أمانًا للنساء الحوامل، حيث تظهر الدراسات أن نحو ثلثي النساء الحوامل في الولايات المتحدة تناوله في مرحلة ما من الحمل. إذا وافق طبيبك على استخدام الباراسيتامول أثناء الحمل، يجب تناوله عند الحاجة فقط وبأقل الجرعات الممكنة، وإذا كنت بحاجة لاستخدامه لأكثر من يومين، يفضل مراجعة الطبيب.
الباراسيتامول مع الكافيين
يفضل تجنب تناول الأدوية التي تحتوي على الباراسيتامول والكافيين (Caffeine) معًا خلال فترة الحمل، حيث يمكن أن تؤدي زيادة مستويات الكافيين إلى انخفاض وزن الطفل عند الولادة، مما يزيد من احتمالية حدوث مشكلات صحية في المستقبل. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الإفراط في تناول الكافيين إلى زيادة خطر الإجهاض.
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية
تعتبر مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) والتي تُعرف اختصارًا بـ NSAIDs من الأدوية الشائعة لتخفيف الألم والحمى في العديد من الحالات الصحية. تشمل هذه الفئة من الأدوية الآيبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen)، والديكلوفيناك (Diclofenac)، والسيليكوكسيب (Celecoxib)، وبعضها يُستخدم بوصفة طبية أو دونها. خلال الحمل، يُفضل استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل الاستخدام، حيث يجب تجنب تناول هذه الأدوية خلال الأشهر الثلاثة الأولى أو بعد الأسبوع الثلاثين من الحمل بسبب المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل. قد تُعتبر بعض الحالات مثل الصداع النصفي الشديد استثناءً، حيث قد يُوصى باستخدام الآيبوبروفين تحت إشراف طبي.
لقد أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (U.S. Food and Drug Administration) تحذيرات بشأن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بدءًا من الأسبوع العشرين من الحمل بسبب المخاطر النادرة ولكنها خطيرة على الجنين، مثل تراجع مستوى السائل الأمينوسي الذي يحمي الجنين، مما يزيد من احتمالية حدوث مضاعفات أخرى مرتبطة بالحمل. لذا يُفضل استخدام هذه الأدوية فقط تحت إشراف طبي لتجنب المشكلات.
الأسبرين
ينبغي تجنب تناول الأسبرين (Aspirin) خلال الحمل إلا في بعض الحالات الطبية الخاصة، حيث يمكن أن يُوصف بجرعات صغيرة في حالات مثل الإجهاض المتكرر أو ارتفاع خطر تجلط الدم بالإضافة إلى تشخيص مقدمات الارتعاج (Pre-eclampsia).
ثبت أن تناول الجرعات الكاملة من الأسبرين قرب بدء الحمل يزيد من مخاطر الإجهاض، كما يمكن أن يؤثر على نمو الطفل ويزيد من خطر حدوث انفصال المشيمة المبكر. في المقابل، قد يؤدي تناول الأسبرين بجرعات كاملة في المراحل المتأخرة من الحمل إلى تأخير المخاض وزيادة مخاطر الإصابة بمشكلات في القلب والرئة عند المولود، بالإضافة إلى مضاعفات النزيف للمرأة والطفل.
المسكنات الأفيونية
تستخدم المسكنات الأفيونية لتخفيف الألم الشديد، وبعضها قد يُستخدم أثناء المخاض، وأشهر الأنواع تشمل:
- مورفين (Morphine).
- ترامادول (Tramadol).
- أوكسيكودون (Oxycodone).
- فنتانيل (Fentanyl).
- ديامورفين (Diamorphine).
- بوبرينورفين (Buprenorphine).
- مبتازينول (Meptazinol).
- كودايين (Codeine).
من الضروري تناول المسكنات الأفيونية بحذر خلال الحمل، حيث يمكن أن تسبب مشكلات خطيرة لكل من الأم والطفل. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تناول الكودايين في الأسابيع الأخيرة من الحمل إلى ظهور أعراض انسحاب للطفل بعد الولادة. لذا يجب على المرأة الحامل أو التي تخطط للحمل إبلاغ طبيبها بأنها تتناول أي نوع من المسكنات الأفيونية ليتمكن من تحديد العلاج الأنسب وآمن لها ولطفلها.
فيديو عن المسكنات والحمل
لمزيد من المعلومات حول المسكنات الآمنة للاستخدام خلال فترة الحمل، يمكنك مشاهدة الفيديو.