الرومان
الرومان هم الشعب الذي استقر في الأراضي الإيطالية، واختاروا مدينة روما كمركز لهم لتأسيس إحدى أعظم الإمبراطوريات التي شهدتها البشرية. لا تزال آثار الحضارة الرومانية قائمة في الدول التي كانت تحت سيطرتها حتى يومنا هذا، فضلًا عن وجود العديد من بقايا الأنظمة الإدارية والسياسية التي اعتمدها الرومان والتي ألهمت الدساتير الحديثة.
تاريخ الرومان
أصل الرومان
لقد هاجر الرومان في الأصل من شرق أوروبا إلى وسطها، واستقروا على سواحل الجزر الإيطالية، ثم انتقلوا إلى الجزء القاري من إيطاليا وأسّسوا مدينة روما. مع مرور الزمن، تمكن الشعب الروماني من تنظيم مؤسساته السياسية والعسكرية مستفيدًا من الإرث الثقافي الإغريقي في تلك البقعة. بدأوا بالتوسع تدريجياً حتى تمكنوا من ضم شبه الجزيرة الإيطالية بالكامل، وبعد ذلك، استولوا على معظم مناطق العالم القديم، ليصبح الرومان من أوائل الشعوب الاستعمارية في التاريخ.
تكوين الإمبراطورية
بدأت عملية تشكيل الإمبراطورية الرومانية عندما ثار الشعب الروماني ضد نظام الحكم في عام 509 قبل الميلاد، حيث نظموا السلطة السياسية بطريقة جديدة تُمكِّنهم من التوسع جغرافياً وسياسياً واقتصادياً. بدأوا بإخضاع القبائل والمدن الصغيرة في إيطاليا فيما عُرف بـ “الجمهورية الرومانية الأولى”. في المرحلة الثانية، بدأوا في التوسع خارج الأراضي الإيطالية، وواجهوا القوة العظمى في ذلك الوقت، وهي دولة قرطاج. انتهت الحروب الرومانية القرطاجية بانتصار الرومان، واستيلائهم على الأراضي الساحلية الأوروبية وصولاً إلى إسبانيا، ثم شمال إفريقيا. وبعد انتصاراتهم، اتجهوا شرقاً لضم الأراضي اليونانية، مما أدى إلى انهيار الدولة المقدونية، وتمكنوا بذلك من السيطرة التامة على أوروبا وشرق آسيا، بما في ذلك الشام.
سقوط الرومان
منذ عام 235 ميلادية، بدأ الخطر يحيط بالرومان نتيجة التغيرات السياسية الكبرى في العالم. فقد تعرضت الإمبراطورية لهجمات من القبائل الجرمانية التي بدأت تنتزع أجزاء من أطراف الإمبراطورية. بالإضافة إلى ذلك، استعادت الدولة الفارسية نفوذها وسيطرت على بلاد ما بين النهرين وأرمينيا وسوريا. كانت النهاية الفعلية بتقسيم الإمبراطورية إلى قسمين: شرقي وغربي، بعد سنوات من الصراعات الداخلية وتدهور الاقتصاد. في نهاية المطاف، تمكن الإمبراطور قسطنطين من السيطرة على القسمين بعد انتصاره في معركة أدريانوبل عام 324 ميلادية، وأصبح الإمبراطور الوحيد للدولة. حاول إدخال عدة إصلاحات لضمان استمرار الإمبراطورية لفترة أطول، من بينها منح الحرية للمسيحيين في اعتناق ديانتهم، وإعادة النظام للدولة، وتأسيس عاصمة جديدة هي القسطنطينية. ولكن تعاقب على الحكم من بعده أباطرة ضعفاء انشغلوا بالحروب مع الفرس والمسلمين إلى أن سقطت القسطنطينية على يد الأتراك في القرن الخامس عشر الميلادي.
فيديو حفل قد لا ترغب في حضوره!
هل سمعت كثيراً عن الحضارة الرومانية واحتفالاتها المهيبة؟ هل تمنيت لو كنت تعيش في تلك العصور؟ ربما ستغير رأيك بعد مشاهدة هذا الفيديو: