تعزيز صحة العظام والمفاصل والأعصاب باستخدام الأعشاب الطبيعية. تعد الصحة من النعم الكبرى التي منحنا إياها الله، ويتعين علينا العناية بها، إذ تمثل الصحة تاجًا يزين رؤوس الأصحاء. وفيما تعتبر العظام والأعصاب والمفاصل جزءًا أساسيًا من هذه الصحة، فإن المحافظة عليها تكتسب أهمية خاصة، خصوصًا مع تقدم العمر، الذي يعد أحد أسباب ضعفها. من هنا، وبعيداً عن الأدوية المكلفة، نقوم في هذا المقال بتسليط الضوء على طرق تقوية العظام والمفاصل والأعصاب باستخدام الأعشاب.
طرق تعزيز صحة العظام والمفاصل والأعصاب باستخدام الأعشاب
أولاً: تعزيز صحة العظام بالأعشاب
- تبدأ صحة العظام منذ الطفولة، بل منذ الولادة. نلاحظ أحيانًا وجود أطفال يولدون بمشاكل في صلابة العظام.
قد يتعلق ذلك بنقص الكالسيوم، مما يجعلهم أكثر عرضة للكسور. يعود السبب الرئيسي إلى تغذية الأم الحامل؛ فإذا اعتنت الأم بنظامها الغذائي، فإن النتيجة ستكون إنجاب أطفال يجتمع فيهم العافية وقوة العظام.
- بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التقدم في العمر وسوء التغذية على صحة العظام، ويؤديان إلى تعرضها للهشاشة، مما يزيد من خطر الكسر حتى من أبسط الصدمات.
ومع ذلك، يمكن معالجة هذه الحالة من خلال اتباع نظام غذائي متوازن، بجانب استخدام بعض الأعشاب المفيدة في تقوية العظام، التي تحتوي على فيتامينات ومعادن مثل الكالسيوم. ومن بين هذه الأعشاب، نذكر:
حب الرشاد والحلبة
يعتبر حب الرشاد والحلبة من الأعشاب الهامة لصحة العظام، إذ يُستخدمان في تخفيف آلام العظام وعلاج خشونتها. كما أنهما معروفتان بفعاليتهما في تسريع شفاء الكسور. ملعقة كبيرة من كل من حب الرشاد والحلبة ممزوجتان مع غذاء ملكات النحل تؤخذ يوميًا قبل الإفطار لتعزيز قوة العظام.
عشبة الكنبات
تعتبر عشبة الكنبات من الأعشاب المهمة لتعزيز قوة العظام، خاصة تلك التي تعرضت للكسور، حيث تساعد على تسريع عملية الالتئام. يمكن استخدامها عن طريق مزج 3 جرامات منها مع طعامك مرتين يوميًا.
عشبة السنفيتون
تشبه هذه العشبة الزهور من حيث الشكل، ولها فوائد في تسريع التئام العظام وتقويتها. يمكن استخدامها كمشروب بعد نقعها في ماء فاتر لمدة 12 ساعة، ثم غليها، أو كدهان موضعي مباشرة على المناطق المتأثرة.
زهرة العطاس
تدخل في العلاجات العشبية الخاصة بالتهابات العظام، حيث تستخدم عادة كدهان موضعي لعلاج الكسور أو الشروخ.
الأطعمة التي تقوي العظام
لا يمكن تجاهل أهمية تناول الأغذية الصحية في بناء عظام قوية. تشمل الأطعمة المفيدة في تعزيز صحة العظام ما يلي:
- الخضروات الورقية
- الموز
- المكسرات
- منتجات الألبان
تتميز هذه الأطعمة بغناها بعناصر هامة مثل الكالسيوم والزنك والبوتاسيوم والمغنسيوم وفيتامين A والحديد، وهي ضرورية لبناء العظام وحمايتها من الكسور أو الالتواء، مما يساعد أيضًا في تسريع عملية الشفاء عند حدوثها.
ثانياً: تعزيز صحة المفاصل بالأعشاب
- تعاني المفاصل من العديد من العوامل التي تؤدي إلى ضعفها أو التهابها، مما يستدعي كثيرًا استخدام المسكنات لتخفيف الآلام، خاصةً مع التقدم في العمر.
يمكن أن تلعب الأعشاب دورًا كبيرًا في التخفيف من آلام المفاصل وتعزيز صحتها. فضعف المفاصل قد ينتج عن نقص هرمون النمو، الذي يساعد على استبدال الأنسجة المتضررة. عندما ينقص هذا الهرمون، يتعذر تجديد الأنسجة، مما يؤدي إلى تلف المفاصل وزيادة مستويات حمض اليوريك في الدم، مما يسبب آلامًا شديدة وضعفًا في المفاصل.
لذا، يمكن استخدام بعض الأعشاب كبديل للأدوية. من بين هذه الأعشاب:
الزنجبيل
يحتوي الزنجبيل على مضادات الأكسدة والالتهاب، ويعرف بفوائده للمفاصل. استخدم على نطاق واسع كعلاج بديل في أوروبا، ويمكن تناوله كمغلي أو إضافته إلى الوجبات.
الكركم
- يُعتبر الكركم من التوابل المعروفة بفوائدها الكبيرة، حيث قد استُخدم في العلاجات الهندية التقليدية.
- يحتوي الكركم على مادة الكركمين التي تعتبر مضادة للأكسدة والالتهابات، وله تأثير مسكن للآلام.
الزعتر
- يُعتبر الزعتر من الأعشاب المفيدة لتنقية الجسم من السموم وتقليل الالتهابات، بينما يساعد في الحفاظ على صحة المفاصل.
- بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن الزعتر هو من أكثر الأعشاب استخدامًا بين مرضى التهاب الأعصاب.
الشاي الأخضر
يمتاز الشاي الأخضر بخصائص مشابهة للزنجبيل والزعتر في تقليل الالتهابات وتعزيز صحة المفاصل، بفضل غناه بمادة البولي فينول. وقد استخدم منذ عصور كمشروب شائع وعلاج للعديد من الأمراض.
نصائح إضافية لتعزيز صحة المفاصل والتخفيف من آلامها
- يمكن لبعض الممارسات البسيطة أن تعود بالفائدة، مثل الصيام المتقطع الذي يعزز كفاءة الجسم بالكامل ويساعد في ضبط مستويات هرمون النمو.
ينصح بالصيام لمدة ثلاثة أيام في الأسبوع، حيث لا يقل عدد ساعات الصيام عن 16 ساعة يوميًا خلال تلك الأيام. كما أن ممارسة الرياضة لها دور كبير في دعم وتقوية عضلات المفاصل.
ثالثًا: تعزيز صحة الأعصاب بالأعشاب
- يعتبر الجهاز العصبي أحد الأجزاء الحيوية في الجسم، فهو المسؤول عن جميع الحركات التي نقوم بها، لذا يجب الحفاظ على قوته.
يعاني العديد من الأفراد من ضعف الأعصاب بسبب عوامل متعددة مثل العادات غير الصحية، والضغط النفسي، والإجهاد البدني. ومع ذلك، يمكن تناول بعض الأعشاب كبديل للأدوية لعلاج ضعف الأعصاب وتقويتها.
من بين تلك الأعشاب:
جذور الناردين (Valerian root)
تُعتبر هذه العشبة مهدئة تساعد على الاسترخاء وتهدئة الجهاز العصبي خلال أوقات الضغط الشديد. تعمل على التأثير الإيجابي على الناقلات العصبية، مما يعزز الشعور بالنعاس والراحة. لذلك، لا ينصح بتناولها عند القيام بأعمال تتطلب التركيز مثل قيادة المركبات.
عشبة المليسا (Lemon balm)
تتميز هذه العشبة بخصائصها المهدئة التي تدعم الاسترخاء وتحسن الحالة المزاجية من خلال التأثير على الناقلات العصبية، وهي مفيدة لمن يعانون من الأرق أو القلق.
الأشواجندا (Ashwagandha)
تُعتبر هذه العشبة بمثابة صيدلية بكاملها، ولها تأثير إيجابي على تعزيز صحة الجهاز العصبي بفضل مضادات الأكسدة التي تحتويها مما يساعد على تقليل التوتر وتعزيز الأداء العقلي.
الجنكو بيلوبا (Ginkgo biloba)
تساهم هذه العشبة في تعزيز الذاكرة وقوة الجهاز العصبي، كما تعمل على تحسين القدرات العقلية وتخفيف مستويات القلق.
البابونج
يمكن تناول البابونج كمغلي، حيث يساهم في تقليل مستويات التوتر والأرق.