ثقافة المؤسسة
ثقافة المؤسسة، والمعروفة باللغة الإنجليزية بعبارة Corporate Cultures، تمثل مجموعة من السلوكيّات المرتبطة بالبيئة الاجتماعية في العمل المؤسسي. تشمل هذه الثقافة كافة التوقعات، التجارب، والفلسفات الخاصة بالمؤسسة، كما تسهم في ترجمة طبيعة تفاعلها مع المحيط الخارجي. يُعرف مفهوم ثقافة المؤسسة أيضًا بأنه يعبّر عن الطرق والمواقف المتفق عليها بين الموظفين في الشركة أو المنظمة.
كما يمكن تعريف ثقافة المؤسسة بأنها العادات والقيم المشتركة التي تتواجد بين جميع الأفراد داخل المؤسسة، والتي يتعين على الأفراد الجدد تبنّيها في بيئة العمل.
تاريخ ثقافة المؤسسة
تعود جذور ثقافة المؤسسة إلى بداية الوعي بهذا النوع من الثقافة في المنشآت. ففي فترة الستينيات تم تطوير مصطلح ثقافة المؤسسة، ومن ثم في التسعينيات أصبح هذا المفهوم معروفاً على نطاق واسع؛ حيث استخدمه علماء الاجتماع، والمديرون، والعديد من الأكاديميين لوصف طبيعة هوية المؤسسة. لم يقتصر هذا المفهوم على السلوكيّات والمعتقدات فحسب، بل شمل أيضًا العديد من الجوانب الأخرى، مثل أنظمة وقيم الشركات، والعلاقات بين الموظفين، واستراتيجيات الإدارة.
في عام 2015، لم يعد تأثير ثقافة المؤسسة مقتصراً على الإدارات والموظفين، بل أخذت بالتأثر أيضًا بالتقاليد والعادات المحلية، والمؤثرات الاقتصادية، وحجم المؤسسة ومنتجاتها، وكذلك التجارة الدولية. بروز مفهوم الثقافة المشتركة أصبح مطلباً مع تزايد العولمة وزيادة الترابط الدولي بين الأعمال، مما أدى لظهور مفهوم إضافي يشير إلى تفاعل الأفراد مع خلفيات ثقافية متنوعة في بيئة العمل. ولإقامة بيئة إيجابية عبر هذه الثقافات، تعتمد المؤسسات غالبًا على الموارد الخاصة بها، مما يساهم في تقليل التأثير السلبي لتنوع الثقافات وتعزيز التفاعل بين القطاعات التجارية المختلفة.
خصائص ثقافة المؤسسة
تتميز ثقافة المؤسسة بعدد من الخصائص، والتي تتضمن:
- الابتكار: يشكل الابتكار أحد العناصر الأساسية في المؤسسات التي تحرص على تطبيق ثقافة مؤسسية فعّالة. فهي تعتمد على تشجيع الموظفين على مواجهة التحديات وتحفيزهم على البحث عن طرق جديدة لأداء مهامهم، بخلاف الشركات التي تفضل أن يتبع موظفوها نهجاً تقليدياً.
- الاهتمام بالتفاصيل: يُتوقع من الموظفين دقة عالية في أعمالهم، وهذا يتطلب منهم التركيز على التفاصيل التي تضمن أداءهم بشكل فعّال ودقيق.
- التركيز على النتائج: تُعتبر النتائج من القيم الجوهرية في ثقافة المؤسسة، حيث تخصص المؤسسات التجارية جهودها لتحقيق نتائج رائعة من خلال تعزيز قوة المبيعات.
- الاهتمام بالأفراد: تُعد الثقافة المؤسسية عاملاً مهماً يعكس تقدير المؤسسة للأفراد، حيث تسعى للاهتمام بالقرارات المؤسسية وتأثيرها على الموظفين، وضمان الاحترام لكرامتهم.
- العمل الجماعي: يُعزز العمل الجماعي التنسيق والتعاون بين كافة الأنشطة المؤسسية، حيث تسعى ثقافة المؤسسة لبناء فرق عمل فعّالة وعلاقات إيجابية بين الموظفين والإدارة.
- التنافسية: تعتبر المنافسة جزءًا لا يتجزأ من ثقافة المؤسسة، حيث يتوجب على الشركات تحصيل قدرات تنافسية لتواجه بها نظرائها في السوق.
- الاستقرار: يعد الاستقرار عنصرًا رئيسيًا في الثقافة المؤسسية، حيث تهدف الشركات إلى إنشاء قيم ثقافية ثابتة يمكن التنبؤ بها، مما يسهم في تحسين الإنتاجية والعمل ضمن أفضل الظروف في بيئات سوق متغيرة.
نماذج ثقافة المؤسسة
تقسّم الدراسات العلمية ثقافة المؤسسة إلى أربعة نماذج رئيسية:
- النموذج الثقافي الأول: يتضمن هذا النموذج تمييزًا بين العمال المتخصصين وغير الأكفاء، مما يؤدي إلى بناء شعور جماعي يحمي من الانقسام.
- النموذج الثقافي الثاني: يوافق هذا النموذج على وجود الاختلافات ويعمل على تطبيق عمليات المفاوضة، حيث يبرز الموظفون مهاراتهم وخبراتهم غالباً من خلال عقود خاصة.
- النموذج الثقافي الثالث: يرتبط بالعمل المهني طويل الأجل الذي يشمل مؤسسات ذات هوية قوية، حيث يسود التناغم الانتقائي بين الموظفين.
- النموذج الثقافي الرابع: ينتشر في بيئات عمل يظهر فيها تبعية وفردية، حيث يتواجد موظفون غير مؤهلين بحاجة لاكتساب خبرات وظيفية.
أهداف ثقافة المؤسسة
تسعى ثقافة المؤسسة في بيئة العمل إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الأساسية، منها:
- الوحدة: تعمل ثقافة المؤسسة على توحيد الموظفين من خلال تقدير الاختلافات الثقافية والتقاليد، مما يسهم في خلق بيئة عمل متماسكة تعزز التواصل وتقلل النزاعات.
- الإخلاص: تسعى ثقافة المؤسسة لجعل الموظفين يشعرون بالولاء، مما يشجعهم على المساهمة الفعالة في نجاح المؤسسة.
- الاتجاه: تلعب الثقافة التنظيمية دورًا في توجيه الموظفين لأداء مهامهم، مما يساعدهم على فهم مسؤولياتهم وأدوارهم في مكان العمل.