دراسة حول سورة الحديد في القرآن الكريم

مقدمة عن سورة الحديد

تُعتبر سورة الحديد السورة السابعة والخمسين في ترتيب المصحف الشريف، حيث تتألف من تسعٍ وعشرين آية. وتميل هذه السورة إلى الطابع المدني، حيث تتناول موضوع الجهاد في سبيل الله. وفيما يلي بعض المعلومات المهمة حول سورة الحديد:

سبب التسمية بسورة الحديد

سُمّيت سورة الحديد بهذا الاسم للدلالة على القوّة، والتي تمثل التحصين للإنسان في مواجهة الحروب والأزمات. يُعرف الحديد كرمز للصلابة والمتانة، إذ يستخدم في بناء المنشآت وتصنيع السفن والجسور، وكذلك في الأدوات الحربية كالدروع والسيوف والرماح والعربات المدرعة.

صلة سورة الحديد بما قبلها

تتصل سورة الحديد بسورة الواقعة، حيث افتتحت الأولى بالتسبيح واختتمت الثانية بالكلمات ذاتها. فقد جاء في سورة الواقعة: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)، بينما نجد في سورة الحديد: (سَبَّحَ لِلهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).

أسباب نزول سورة الحديد

فيما يلي توضيح لأسباب نزول سورة الحديد:

  • قال -تعالى-: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ). نزلت في المنافقين الذين جاءوا إلى سلمان الفارسي ليسألوا عن التوراة استهزاءً وليس إيمانًا.
  • قال -تعالى-: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا ۚ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَىٰ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). نزلت في أبي بكر الصديق -رضيَ الله عنه- عندما بدت عليه مظاهر الفقر الشديد خلال مجلس الرسول -عليه السلام-.

موضوعات سورة الحديد

تتناول سورة الحديد مجموعة من الموضوعات، منها:

  • تعزيز قدرة الله -تعالى- في خلق الكون وإدارته، لإرساء حقيقة ألوهيته وإيجاد الإيمان في قلوب المؤمنين.
  • تقديم أدلة التوحيد وبيان صفات الله -عز وجل-، حيث ينطلق كل شيء خلقه الله نحو إطاعته وحده، مما يعكس خضوع العبد لله في جميع العبادات؛ فهو الذي سخر الرياح ورفع السماء وبسط الأرض.
  • حثّ المؤمنين على الإيمان الحقيقي وتعزيز هذا الإيمان في قلوبهم، بالإضافة إلى تشجيعهم على الإنفاق في سبيل الله.
  • استعراض النور الذي سيشاهده المؤمن يوم القيامة، والذي يضيء من أمامه بسبب أعماله الصالحة في الدنيا.
  • التأكيد على الظلمات التي سيواجهها المنافقون والمبتعدون عن طاعة الله، الذين سوف تواجههم النار وبئس المصير.
  • تسليط الضوء على القلوب الخاشعة التي ترتجف عند سماع آيات القرآن، مما يؤدي إلى زيادة التقوى والقرب من الله من خلال الطاعات.
  • دعوة الأنبياء -عليهم السلام- لأقوامهم إلى عبادة الله وحده.
Scroll to Top