اختلافات بين دولتَي المماليك البحرية والمماليك البرجية

الاختلافات بين دولة المماليك البحرية والبرجية

تكمن الفروق الأساسية بين دولة المماليك البحرية ودولة المماليك البرجية في النقاط التالية:

تأسيس دولة المماليك البحرية

يعتبر السلطان نجم الدين أيوب هو المؤسس لدولة المماليك البحرية. وقد جاء ذلك عقب شعوره بالخطر المحدق به نتيجة المؤامرات التي تحيكها بعض الأوساط. ونتيجة لذلك، كانت حاجته ماسة لإنشاء جيش قوي يسهم في تعزيز حكمه، فرأى أنه من الأنسب تأسيس جماعة من المماليك البحرية، التي سُميت بهذا الاسم نظراً لقربها من جزيرة الروضة في نهر النيل.

استطاع المماليك البحرية أن يصعدوا إلى السلطة مستغلين الظروف الداخلية والخارجية لدولة الأيوبيين، وحكموا مصر. إلا أنهم واجهوا لاحقاً سلسلة من التحديات والصراعات مع قوى إقليمية ودولية مثل المغول والصليبيين.

تأسيس دولة المماليك البرجية

تأسست دولة المماليك البرجية نتيجة عدم ثقة السلاطين في ولاء الجماعات السابقة لهم. لذلك، قرر السلطان العمل على تكوين جماعة من المماليك تكون ولاءها له بشكل كامل، مما يساعده في التصدي للمخاطر الداخلية والخارجية. اختار السلطان أولئك المماليك من الشراكسة وأقامهم في الأبراج داخل القلعة، ولهذا السبب عُرفوا بالمماليك البرجية.

تلقى المماليك البرجية تدريباً عسكرياً صارماً، وكان لديهم فلسفة قائمة على المساواة، حيث لم يكن هناك اعتقاد سائد بأن التفوق في الوصول إلى السلطة يعتمد على النسب، بل من خلال القوة والكفاءة والذكاء. ولم تكن فكرة توريث السلطة شائعة في ذلك الزمن.

نماذج معمارية من عصر المماليك البحرية

يُعتبر عصر المماليك البحرية من أزهى العصور في مجال العمارة الإسلامية، حيث تنافس السلاطين على بناء المنشآت المعمارية البارزة. ومن أبرز هذه المعالم:

  • جامع الظاهر بيبرس البندقداري.
  • مجموعة المنصور قلاوون.
  • خانقاه بيبرس الجاشنكير.
  • جامع الناصر محمد بالقلعة.
  • قصر الأمير بشتاك.
  • جامع الطنبغا المارداني.
  • جامع آق سنقر المعروف بالجامع الأزرق.
  • مدرسة صرغتمش.
  • مدرسة السلطان حسن.

نماذج معمارية من عصر المماليك البرجية

أقام المماليك البرجية عدداً من المنشآت التجارية والدينية والمدنية التي تفوقت على تلك التي أنشأها المماليك البحرية، وأبرز هذه المعالم تشمل:

  • مدرسة وجانقاه برقوق.
  • خانقاه الناصر فرج بن برقوق.
  • جامع المؤيد شيخ.
  • مدرسة السلطان الأشرف برسباى.
  • مدرسة وخانقاه السلطان الأشرف إينال.
  • مدرسة السلطان الأشرف قايتباى.
  • سبيل وكتاب قايتباى.
  • قبة السلطان أبو سعيد قانصورة.
  • مدرسة السلطان الغورى.
  • وكالة الغورى.

سمات عصر المماليك

يعتبر العصر المملوكي من الفترات التاريخية البارزة في الحضارة الإسلامية، حيث تميز بخصائص عديدة جعلته مميزًا، ومن هذه الخصائص:

  • انقسمت دول المماليك في مصر إلى قسمين؛ وهما المماليك البحرية الذين استقروا بالقرب من نهر النيل، والمماليك البرجية الذين عاشوا في الأبراج بالقلعة.
  • تشكلت المماليك من أفراد تم اختطافهم على يد العصابات الأوروبية وأسرى من الأطفال الأوروبيين، وقد تم تربيتهم على الولاء لعرقهم.
  • تمكن المماليك من تحقيق انتصارات على الصليبيين والمغول.
  • امتد نفوذ المماليك ليشمل من شمال سوريا حتى جزيرة قبرص وحتى بلاد الحجاز.
  • بادر المماليك بإنشاء العديد من الأوقاف.
  • ازدهرت الفنون والعلوم خلال عهدهم، ولعل أبرزها يظهر في مساجدهم التي لا تزال شاهداً على براعتهم الفنّية.
  • أنشأ المماليك مشاتل مزروعة بالأشجار والزهور داخل أصص فخارية، قاموا بتسويقها للسكان.
  • اتسم حكم المماليك بالعنف، حيث شهدت هذه الفترة صراعات داخلية بسبب التنافس على السلطة، مما أدى إلى وفاة عدد كبير منهم على أيدي بعضهم البعض.
  • عانى المصريون في ظل حكم المماليك من الفقر والظلم، نتيجة فرض العديد من الضرائب عليهم.

أسباب انهيار دولة المماليك

تعددت الأسباب التي أدت إلى انهيار دولة المماليك، ومن بينها:

  • ساهم اكتشاف رأس الرجاء الصالح في تسريع سقوط دولة المماليك.
  • كانت الظروف الإسلامية، بما في ذلك ظهور الأتراك ثم محمد علي، سبباً من أسباب الانهيار.
  • تمثلت الظروف الداخلية في تزايد الانقسامات بين الأتراك.
  • أهمل المماليك واجبهم في الدفاع عن بلادهم وابتعدوا عن الجهاد.
  • حولوا دورهم من حماية الأمة إلى اضطهاد داخلي، مما زاد من قمع حركات الشعب وتطوراته.
Scroll to Top