فن الوشم: تاريخه وأهميته الثقافية

الوشم

يُعرف الوشم بأنه علامات دائمة تُرسم على الجلد باستخدام الحبر والإبر. بمجرد إدخال الحبر إلى الطبقة الثانية من الجلد المعروفة بالأدمة (بالإنجليزية: Dermis)، يبدأ الجرح في الالتئام وتُشفى البشرة، مما يُتيح ظهور التصاميم المرسومة تحت الطبقة الجديدة. وقد استخدم الوشم منذ العصور القديمة كجزء من الطقوس الاحتفالية، حيث كان يُمارس في طقوس مثل التضحية في الحضارات الأفريقية. واشتُهرت هذه الفنون بتنوع الرموز والدلالات والصور المستخدمة في تصميمها.

سلبيات رسم الوشم

يعتبر الوشم أحد الظواهر الشائعة في وقتنا الحالي، مما دفع العديد من الأفراد إلى رسم الوشم على أجسامهم لمواكبة هذه الصرعة. ورغم ذلك، يمكن أن يتسبب الوشم في العديد من المشكلات. ومن الجدير بالذكر أن معظم الذين يقررون رسم الوشم هم من فئة الشباب، حيث يعتقدون أنها تعكس جمالًا أو أسلوبًا عصريًا. ومع ذلك، تتجاوز سلبيات الوشم إيجابياته بكثير. وفيما يلي بعض من هذه السلبيات:

  • النظرة المجتمعية: واحدة من أبرز السلبيات الناتجة عن رسم الوشم هي النظرة السلبية التي يحملها البعض – خاصة كبار السن – تجاه الشخص الموشوم. فقد يُفقد الموشوم احترامه في المجتمع ويُنظر إليه بشكل دوني.
  • صعوبة إزالة الوشم: يعتبر الوشم علامة دائمة لا يمكن إزالتها بسهولة، مما يزيد من المخاطر. فبمرور الوقت، قد تتغير مشاعر الإنسان وعلاقاته، مما يجعل الندم خيارًا حتميًا في حال الرغبة في التخلص منها.
  • تغير التصور الاجتماعي: يعتقد الكثيرون أن الأشخاص الذين يختارون رسم الوشم يُظهرون تغيّرات في شخصيتهم وسلوكهم. فيرى البعض أن الموشوم يميل إلى التمرد على الأعراف والتقاليد الاجتماعية.
  • مشكلات الحساسية: يُعتبر تأثير الوشم على البشرة الحساسة أحد السلبيات البارزة؛ إذ يرتفع احتمال إصابة ذوي البشرة الحساسة بطفح جلدي نتيجة الحبر المستخدم.
  • عدوى محتملة: قد يتعرض الأفراد الذين يرسمون الوشوم لعدة أنواع من العدوى، خاصة إذا استخدم الرسام أدوات غير معقمة، مما قد يؤدي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة مثل التهاب الكبد الوبائي أو فيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: HIV) أو الكزاز (بالإنجليزية: Tetanus).
  • رعاية ما بعد الوشم: الإغفال عن رعاية الوشم بعد الرسم يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. من الضروري اتباع التعليمات المقدمة من متخصصي الوشم لتجنب المخاطر.
  • التبرع بالدم: يعوق رسم الوشم قدرة الشخص على التبرع بالدم، وهذا يُعتبر سلبيًا آخر مرتبطًا بالوشم.
  • فرص العمل: يمكن أن يواجه الأفراد الذين يحملون وشومًا صعوبة في الحصول على وظائف، حيث تعتبر بعض الشركات الوشم علامة سلبية.
  • التهابات في الأنسجة: قد يؤدي الوشم إلى الإصابة بحالة تعرف باسم الورم الحُبَيبي (بالإنجليزية: Granuloma) في المنطقة الموشومة.
  • عدوى جلدية: ومن بين المخاطر أيضًا إصابات بعدوى مثل عدوى البكتيريا المكورة العنقودية الذهبية (بالإنجليزية: Staphylococcus aureus) أو السل (بالإنجليزية: Tuberculosis).
  • إصابة بالجدرة (بالإنجليزية: Keloids): أو تشكيل نسيج ندبي في الجلد.

الحكم الشرعي للوشم

يجمع جمهور الفقهاء على أن الوشم محرم شرعًا، مستندين إلى الحديث النبوي الشريف الذي جاء فيه لعن الواشمة والمستوشمة. فعن عبد الله بن عمر – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (لعَنَ اللَّهُ الواصلةَ والمستوصِلةَ والواشمةَ والمستوشِمة). ومع ذلك، استثنى بعض الفقهاء حالات يُمكن أن يكون فيها الوشم جائزًا، مثل استخدامه كوسيلة للعلاج في حالات الضرورة، وفقاً للقاعدة الفقهية التي تنص على أن الضرورات تبيح المحظورات.

Scroll to Top