مقدمة حول سورة الأعراف
سورة الأعراف هي إحدى السور المكية، باستثناء الآيتين رقمي 163 و170 اللتين تعودان إلى الفترة المدنية. تُعتبر سورة الأعراف من السور الطويلة، حيث تُعد الأطول بين السور المكية، وتتألف من مئتين وستمئة آية. تحتل هذه السورة المرتبة السابعة في ترتيب المصحف، وتتواجد في الجزء التاسع ضمن الأحزاب السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر. نزلت سورة الأعراف بعد سورة ص، وتبدأ بحروف مقطعة. سُميت بالأعراف لأنها تتناول موضوع الأعراف، وهو الحاجز الذي يفصل بين الجنة والنار. وفي تفصيل هذا المفهوم، قال ابن جرير الطبري: “هم قومٌ استوت حسناتهم وسيئاتهم، فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة، وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار، فوقفوا هناك على السور حتى يقضي الله بينهم.”
أهداف مستفادة من سورة الأعراف
تحتوي سورة الأعراف على العديد من الأهداف والعبر والدلالات. وفيما يلي بعض من هذه الأهداف:
- تتناول سورة الأعراف مجموعة من المبادئ الأساسية المتعلقة بالعقيدة والدين، وأبرزها تأكيد توحيد الله عز وجل ورفض الشرك. ولذلك أنزل الله -تعالى- القرآن الكريم كأداة للإنذار والتذكير، وإحقاق الحق وزهق الباطل، والحد من الفساد والفتن.
- توضح السورة صفات الله تعالى، وتركز على الأمور المرتبطة بربوبيته، وتحث على الإيمان به وعبادته وحده.
- تؤكد السورة على حقيقة خلق الله -تعالى- للسماوات والأرض والإنسان، وتجهيز الأرض بما فيها من خصائص تجعلها ملائمة للحياة والرزق.
تأملات في سورة الأعراف
تشير سورة الأعراف إلى العديد من المفاهيم الهامة التي يجب على المسلم الالتفات إليها، منها: ضرورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعمل على تطهير المجتمع من الظلم والفساد، وتعزيز الأمن والسلام والخير، مع الحذر من الشيطان وشروره. كما ينبغي عدم التعلق بجوانب الحياة الدنيا ومتاعها، وألا ينصاع الإنسان للنفس الأمارة بالسوء لتحقيق شهواتها وملذاتها.