تعتبر المشاكل والخلافات بين الزوجين من الظواهر الشائعة في عصرنا الحالي، خاصة في ظل ضغوطات الحياة اليومية والتحديات التي نواجهها باستمرار.
فما هو الحكم الشرعي لترك الزوج زوجته حزينة وسط كل هذه المشكلات؟ سوف نستكشف ذلك من خلال مناقشة حكم ترك الزوج زوجته حزينة.
حكم ترك الزوج زوجته حزينة
- إذا كان الزوج هو سبب المشكلة ولم تقم زوجته بفعل ما يحرمه الشرع، فإن الزوج يتحمل الإثم على تصرفه هذا.
- قال أَبو أَمَامةَ رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثَةٌ لا تجَاوِز صَلَاتهمْ آذَانَهم: الْعَبْد الْآبِق حَتَّى يَرْجِعَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَإِمَام قَوْمٍ وَهُمْ لَه كَارِهونَ» رواه الترمذي.
- يجب على الفرد أن يسعى في أفعاله لتحقيق الخير وكسب الآخرة.
- لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن الأفعال التي قد تؤدي إلى فقدان الأجر.
- قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اللَّهمَّ إنِّي أحَرِّج حَقَّ الضَّعِيفَينِ: اليَتِيم وَالمَرْأة» رواه النسائي.
- كما قال صلى الله عليه وسلم: «ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم.»
- إذا لم يكن هناك خطأ من الزوجة وكان الزوج غاضباً، فهي ليست مذنبة في هذه الحالة.
يمكنك أيضاً الاطلاع على:
حكم ظلم الزوج لزوجته في الفراش
- أوضح الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتاوى الهاتفية بدار الإفتاء، أن الظلم في يوم القيامة يكون ظلمات، ولا يُقبل في الدين الإسلامي أن يظلم الرجل زوجته.
- نصحت دار الإفتاء كل زوج يظلم زوجته بالتقوى، معتبرةً أن دعوة المظلوم لا يُحجب بينها وبين الله.
- ذكرت دار الإفتاء حديث النبي عن عقوبة الظلم، كما رواه أبي هريرة رضي الله عنه:
- قال النبي ﷺ: «مَنْ كَانتْ عِنْدَه مَظْلمَةٌ لأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ فَلْيتَحَلَّلْه مِنْه الْيَوْمَ قَبْلَ أَلَّا يكونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ…» رواه البخاري.
حكم هجر الزوج لفراش زوجته عمداً
- أوضح الشيخ محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لا يجوز للزوج هجر زوجته في الفراش إلا لأسباب شرعية.
كما أن هجر الزوج لزوجته لأكثر من أربعة أشهر دون مبرر سيكون ضرراً لها.
- وشدد على أهمية المعاشرة الحسنة، مستنداً إلى قول الله عز وجل:
- (يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنوا لا يَحِل لَكمْ أَنْ تَرِثوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضلوهنَّ لِتَذْهَبوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتموهنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِروهنَّ بِالْمَعْروفِ … ) سورة النساء.
- من أسس المعاشرة الجيدة هو التواجد مع الزوجة في فراش الزوجية واستيفاء حقوقها، ولا يُسمح له بترك ذلك إلا لسبب شرعي واضح.
حكم امتناع المرأة عن فراش زوجها
- أكد الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الزوجة التي تمتنع عن فراش زوجها دون عذر شرعي آثمة.
- ويعتبر هذا ممنوعاً شرعاً.
- ذكرت دار الإفتاء أن حقوق الزوجية منصوص عليها في هذه الآية الكريمة:
- ﴿وَلَهنَّ مِثْل الَّذي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْروفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة: 228].
وأيضًا في الحديث الشريف: قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ لَكم مِن نسائكم حقًّا، ولنسائكِم عليكم حقًّا» رواه ابن ماجه.
- وأشارت دار الإفتاء إلى أن من أبرز حقوق الزوج على زوجته ما يلي:
- توفير حياة كريمة لها.
- حَقُّه في إصلاح حالها عند خوفه من نشوزها.
- التمتع بالعلاقة دون ضرر.
- حفظ أسرار الزوج في غيابه وعدم إدخال أحد إلى البيت دونه.
لا تتردد في زيارة مقالنا حول:
حكم امتناع المرأة عن فراش زوجها الذي يشرب الخمر
- أفاد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن الخمر من الكبائر المحرمة.
- لقوله تعالى: “يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنوا إِنَّمَا الْخَمْر وَالْمَيْسِر …” (المائدة: 90).
- وردًا على سؤال حول أحقية المرأة في الامتناع عن جماع زوجها إذا كان يشرب الخمر؟
- إذا كان امتناعها يهدف إلى إرشاده وإعادته إلى الصواب، فإنه يجوز لها ذلك.
- على أن تكون نيتها الإصلاح ولا تستهدف الأذى.
- يُعتبر هذا الفعل أجرًا لها ودعوة إلى الله، علمًا بأن الزوجة أدرى بزوجها.
ماذا يحدث للزوج إذا نامت زوجته وهي غاضبة منه؟
- لدى الزوجة حقوق على الزوج، وعليه أيضاً واجبات تجاهها. ولكن ماذا عن حق الزوجة؟
- قال صلى الله عليه وسلم: “استوصوا بالنساء خيراً…” وهذا الحديث متفق عليه.
- إذا نامت الزوجة غاضبة من زوجها، فإن ذلك يُعتبر إثمًا عليه ويعد ظلمًا لها.
حكم ضرب الزوجة الناشز
- قال الله تعالى: «وَالَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ».
- ومع ذلك، من المهم فهم أن الله أمر الزوج بالنصيحة أولاً ثم الهجر، ويكون الضرب في النهاية بعد استخدام باقي الحلول.
- والمقصود في الآية هو الضرب اليسير الذي يهدف إلى تحقيق الانضباط وليس الضرب العنيف.
يمكنك أيضاً التعرف على:
حكم من أبكى زوجته
- إذا كانت الزوجة تبكي نتيجة سخط زوجها عليها بدون ذنب، فهي ليست آثمة، وقد يأثم الزوج بسبب معاملته السيئة لها. أما إذا كان سخط الزوج لأسباب شرعية، فهي الآثمة.
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم…” وهذا يعني أن هؤلاء الثلاثة لا يُقبل أجر صلاتهم.