الفن
لا يزال مفهوم الفن غير محدد بدقة، إذ أنه كلمة تحمل دلالات متعددة ومتغيرة. لدى العديد من العلماء تفسيراته الخاصة للفن، فعلى سبيل المثال، وصفه “بول فاليري” بأنه مصدر لليأس، بينما اعتبره “بيرنسون” وسيلة لتحقيق اللذة. كما تم تعريفه على أنه العلم الذي يسعى لتوجيه الفكر نحو فهم العالم. إذا نظرنا إلى أصول الفن، نجد أن أولى الأعمال الفنية التي تم تسجيلها تعود إلى العصر الأوريناسي، أي حوالي 40 ألف سنة قبل الميلاد.
تاريخ الفن
وصلنا من تلك الحقبة بعض الرسومات والتماثيل التي وُجدت في مناطق مختلفة من آسيا الصغرى. وقد يعتقد البعض أن الفنون زالت جراء الحروب التي مرت عبر التاريخ، إلا أن ذلك الاعتقاد ليس دقيقًا. فالفن لديه القدرة على تجديد وجوده ليعكس جمال تلك العصور حتى وإن تعرضت للدمار، وما زالت موجودة اليوم لتشهد على الرقي والجمال في تلك الأوقات.
على مر تاريخ البشرية، أنتج الناس العديد من الأعمال الفنية المتنوعة التي تختلف في أساليبها وقيمها، ويصعب إحاطتها جميعاً من مصر واليونان وسومر وغيرها. لكن ما يجمعها هو السعي لتجسيد مفهوم الجمال من خلال الفنون المختلفة.
تأثير الفن
يمكن القول إن الجمال هو العنصر الأساسي الذي يضمن نجاح الفن وتأثيره على روح الأفراد. وهذا يقودنا إلى استنتاج مهم: نجاح الفن هو تجربة حسية، وليس ملموسة بالضرورة. فقد يتأثر الفرد بتمثال معين بسبب جماله، دون أن يكون مدركًا لمصدره التاريخي. المهم هو التأثير الذي يتركه على النفس، وهذا هو جوهر الفن. وبغض النظر عن نطاقه، فإن الفن يعتمد على مفهوم الجمال وأشياء أخرى، قد تكون متاحة في الطبيعة أو في أشياء خارجة عن الإبداع الفني، كما تظهر في العقل البشري. نستخلص من ذلك أن الإنسان يحتاج دائمًا إلى الجمال، الأمر الذي يظهر جليًا في إبداعه للفن.
الحقب الفنية
تتوزع الحقب الفنية على نطاق واسع وتشتمل على أنواع عدة، ومن أبرزها: الفن البدائي، الفن الكريتي، والفن الفارسي، بالإضافة إلى الفن المصري والفن الآشوري. كما نلاحظ أيضًا فن الأوردو، فن الفايكنغ، والفن الإسلامي الذي يظهر بوضوح من خلال اللوحات والمعمار.
يتضمن الفن الإسلامي العمارة الإسلامية، إضافةً إلى الفن الوحشي، الفن التجريدي، الفن الأوتوني، والفن القبطي والبيزنطي. ولا ننسى الفن الروماني، الذي لا يزال موجودًا في معالم مثل المدرجات والهندسة المعمارية الرومانية، إضافةً إلى الفن العثماني الذي يمثل جزءًا من التراث الفني في تركيا، حيث تمتاز القصور والقبور والمعمار بالتفاصيل الفريدة والجذابة.