دراسة شاملة حول سورة الذاريات في القرآن الكريم

معلومات حول سورة الذاريات

سورة الذاريات هي سورة مكية، أي إنها نزلت قبل هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تتكون السورة من ستون آية وفقًا لما ذكره العلماء الكوفيون. تُعرف أيضًا باسم “والذاريات” نظرًا لأنها تبدأ بهذه العبارة مع حرف القسم، وتُعد السورة السادسة والستين في ترتيب النزول، حيث نزلت بعد سورة الأحقاف وقبل سورة الغاشية.

صلة سورة الذاريات بالتي قبلها

تظهر العلاقة بين سورة الذاريات وسورة “ق” من خلال أمرين رئيسيين، وهما:

  • انتهت سورة “ق” بالحديث عن يوم البعث والجزاء، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ)، إلى قوله: (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ). بينما تبدأ سورة الذاريات بالقسم بالرياح والسحب والسفن والملائكة، مبرهنةً على صحة ما وَعد به الله الناس في السورة السابقة، وأن جزاء ذلك سيقع بالفعل.
  • تناولت سورة “ق” مصير الأمم السابقة التي كذبت رسلها، وذكرت على سبيل المثال قوم نبي الله نوح، وعاد، وثمود، ولوط، وشعيب، وقوم تبع. وفي سورة الذاريات، تسلط الضوء على تفاصيل عذاب المكذبين في قصص أنبياء مثل إبراهيم ولوط وموسى وهود وصالح ونوح.

محتويات سورة الذاريات

تتناول سورة الذاريات مجموعة من المواضيع الهامة، من بينها:

  • تأكيد حقيقة البعث يوم القيامة، ورفض مزاعم المشركين بعدم حدوثه، مع توضيح أن هذه الادعاءات لا تستند إلى أي دليل، وأن مصيرهم سيكون جهنم التي ينكرون وجودها.
  • وعد المؤمنين بالجنة والخلود فيها كجزاء لإيمانهم وأعمالهم الصالحة التي قاموا بها في الحياة الدنيا، مثل قيام الليل والاستغفار في الأسحار، والإنفاق على الفقراء.
  • استعراض بعض مظاهر قدرة الله العظيمة في الكون، وبيان أن الرزق بيده، وأن خلق هذا الكون العظيم أيسر من إعادة خلقهم وبعثهم، مما يؤكد حتمية البعث. تُعتبر هذه المظاهر دلائل على وحدانية الله سبحانه وتعالى.
  • سرد قصص مجموعة من الأنبياء، موضحًا العذاب الذي تلقته الأمم المكذبة في الدنيا، مع الإشارة إلى أوجه الشبه في تكذيب تلك الأمم مما يعد تذكيرًا لكفار قريش بغيرهم من السابقين.

ينبغي لهم أخذ الحذر لتجنب النهاية المأساوية والهلاك. تحمل هذه السورة رسالة واضحة للمكذبين بضرورة العودة إلى الله سبحانه وتعالى، والاعتراف برسالته، والتخلي عن عبادة الشرك.

  • تبين السورة أن دور النبي صلى الله عليه وسلم هو تذكير الناس بحق God عليهم من الطاعة والعبادة، وأنه ليس مسؤولاً عن هدايتهم، وهو معذور إذا لم يتبعوا الحق وكفروا بنعمة الخلق والرزق.
Scroll to Top