تاريخ مدينة حلب عبر العصور

حلب عبر العصور التاريخية

تفتقر السجلات التاريخية إلى معلومات دقيقة حول تأسيس مدينة حلب، إلا أنه من المؤكد أن حلب تُعَد من أقدم المدن المأهولة في العالم. تشير الآثار المكتشفة في قمة التل وسط المدينة إلى أن السكان قد أسسوا منازلهم في هذا الموقع. كما تم العثور على قلعة حلب الشامخة، ومعبد يعود تاريخه إلى الألف الثالث قبل الميلاد، حيث شهد هذا المعبد عمليات تجديد على مر العصور. في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، اتخذت مملكة يمحاض العمورية من حلب عاصمة لها.

تاريخ حلب الحضاري

بعد سقوط مملكة يمحاض العمورية، خضعت حلب لسيطرة الحثيين، ثم أتى الفراعنة المصريون لتولي الحكم. لاحقًا، جاء الآراميون وأطاحوا بالوجود المصري في حلب في بداية الألف الأول قبل الميلاد، وظلت المدينة تحت مظلة مملكة آرام حتى استولى عليها الإسكندر الأكبر في عام 333 قبل الميلاد. قام الإسكندر بإسناد حكم المدينة للسلوقيين، الذين أطلقوا عليها اسم “بيرهة”، واستمر حكمهم حتى عام 64 قبل الميلاد، حيث انتقلت السيطرة إلى الرومان، لتصبح جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، قبل أن يتمكن البيزنطيون من هزيمة الرومان واستعادة المدينة.

الفتح الإسلامي لحلب

في عام 636 ميلادي، الموافق للسادس عشر هجري، سقط الحكم البيزنطي في حلب، ونجح العرب المسلمون في دخول المدينة وتحريرها تحت قيادة خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح -رضي الله عنهما-. أصبحت المدينة جزءًا من الدولة الإسلامية، وحظيت بمكانة بارزة خلال العهود الإسلامية، حيث شهدت حلب فترة ازدهار ملحوظة في العصر الأموي، وبلغت ذروتها خلال حكم الدولة الحمدانية التي كانت عاصمتها، حيث أصبحت مركزًا للحملات العسكرية ضد الروم، وملاذًا للعلم والثقافة والشعر، وعاصرت أبرز شعراء العرب مثل أبي فراس الحمداني وأبي الطيب المتنبي. استمرت حلب تحت الحكم الإسلامي حتى القرن العاشر الميلادي، ثم خضعت للبيزنطيين، وتلاهم الصليبيون، لتصبح جزءًا من الدولة العثمانية في عام 1516م، واستمر هذا الحكم حتى عام 1918م، حيث خضعت للانتداب الفرنسي حتى نالت استقلالها في عام 1942م.

Scroll to Top