المخاطر التي تواجه التراث
يواجه التراث العالمي العديد من المخاطر التي تهدد سلامته وأصالته، ومن أبرز هذه المخاطر ما يلي:
المخاطر التي تهدد التراث الثقافي
يُعاني التراث الثقافي من خطر الخراب والنهب والاتجار غير المشروع في مختلف أنحاء العالم. وقد ظهرت العديد من التحديات في العقود الأخيرة نتيجة لعدم الاستقرار السياسي، والفقر، بالإضافة إلى استخدام الآليات الثقيلة والمتفجرات. ومن التهديدات الأخرى التي تؤثر على التراث الثقافي: التغير المناخي، والتطوير، والسياحة، والكوارث الطبيعية.
تشكل التهديدات الناتجة عن النزاعات المسلحة جزءًا بسيطًا من الفقدان العام للتراث الثقافي على مستوى العالم. بينما يُعتبر الضرر الناتج عن التنمية الحضرية، واستخراج المعادن والموارد، والسياحة، والتغيرات المناخية هو السبب الرئيسي وراء تدهور هذا التراث.
المخاطر التي تهدد التراث الطبيعي العالمي
تشكل المواقع الطبيعية 23% من إجمالي المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، وغالبًا ما تكون هذه المناطق محمية. تصل أعداد المواقع التراثية الطبيعية إلى 252 موقعًا في جميع أنحاء العالم، ومن أبرزها: الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، ومتنزه فيرونجا الوطني في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومتنزه يلوستون الوطني في الولايات المتحدة.
تُعتبر التغيرات المناخية من أسرع التهديدات انتشارًا، حيث تتزايد أعداد المواقع المتأثرة بها مع مرور الزمن؛ ومن أكثر المواقع تضررًا الشعاب المرجانية والأنهار الجليدية. وفي عام 2006، طال تأثير التغير المناخي حوالي 85% من جميع الشعاب المرجانية الملوثة بذلك.
يعود السبب الرئيس للتغير إلى ارتفاع درجات حرارة سطح البحر. كما أن الأنهار الجليدية تُشكل تهديدًا كبيرًا، ما أدى إلى إدراج منتزه كليمنجارو الوطني في تنزانيا ضمن قائمة التراث العالمي.
تُعتبر التنمية من التهديدات البارزة الأخرى، حيث تشمل التهديدات الناتجة عن مشاريع النفط والغاز، وبناء الطرق، والسدود، والمرافق السياحية، والتعدين، مما يزيد من القلق بشأن تدهور الإدارة والحماية لمواقع التراث الطبيعي العالمي، حيث يمكن لهذه المواقع أن تتعرض للأسوأ و الضياع الدائم.
تهديدات المعالم والمواقع الأثرية
تؤدي عمليات النهب بالإضافة إلى الحروب، وما يصاحبها من تهديدات، إلى انقراض التراث الثقافي. كما تساهم السياحة في تدمير هذه المواقع بشكل كبير نتيجة الأعداد الكبيرة من السائحين، إذ أن تم تعديل المواقع لتلائم احتياجات السياح قد يفقد جزءًا من المعنى المحلي بالنسبة للسكان الأصليين.
التراث والتحديات
يتم تقسيم التراث إلى فئات متعددة، تشمل: التراث الثقافي، الذي يتضمن المعالم والمواقع الأثرية؛ والتراث الطبيعي، الذي يشمل التكوينات الجيولوجية والمناطق الطبيعية؛ والتراث الثقافي والطبيعي المختلط، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الثقافية.
تكتسب مواقع التراث الطبيعي أهمية كبيرة، حيث تمثل ثلث مصادر المياه الرئيسية، وتُساهم العديد منها في الحماية من الكوارث الطبيعية، كما تُعد غابات المناطق الاستوائية المُدرجة على قائمة التراث الطبيعي المصدر لحوالي 5.7 مليار طن من الكربون، وتوفر أيضًا أكثر من 90% من فرص العمل والإيرادات السياحية.
يُعتبر فهم المخاطر التي تهدد التراث هو الخطوة الأولى نحو الحفاظ عليه، والمساهمة في الحد من هذه التهديدات. ترتبط هذه التهديدات بشكل خاص بالتراث الثقافي المادي، مثل: المباني والمتاحف والمحفوظات ومجموعات المكتبات، كما تشكل الأضرار الثانوية تهديدًا إضافيًا.