الفروق بين مفهوم السنة والعام

الفرق بين مصطلحي السنة والعام

تحتوي اللغة العربية على مجموعة واسعة من المفردات والكلمات، حيث تتمتع كل كلمة بدلالة ومعنى خاص بها يختلف بحسب السياق الذي تُستخدم فيه. تُعتبر لغتنا العربية كنزًا ثريًا يتطلب من القارئ والباحث الكثير من التركيز والفهم العميق لاستيعاب هذه المعاني، مما يستوجب عليه صياغتها في جُمل متنوعة لتوضيح هذا diversity في المعاني. في هذه المقالة، سنستعرض الفرق بين كلمتي “عام” و”سنة” من خلال عرض أمثلة من النصوص القرآنية لتوضيح هذا الفرق الذي يقع فيه الكثيرون. وقد كُتبت العديد من المؤلفات الأدبية حول هذا الموضوع، ومن بين تلك الأعمال كتاب “الفروق اللغوية” للأديب العسكري.

السنة من منظور المعجم

يتكون الجذر الثلاثي لكلمة “سنة” من “سنو”، ويُستخدم بصيغة “يسنو” بمعنى الدوران حول البئر. السنة تُشير إلى دورة الشمس، كما تعبر أيضًا عن الطعام والشراب. وعندما يُقال “أقحط القوم” فإنهم يقصدون الجفاف، سواءً في محاصيلهم أو في الطعام. يتم جمع كلمة سنة على “سنين” أو “سنوات”.

السنة من الناحية اللغوية

تُستخدم السنة للإشارة إلى مجموعة من الأشهر، وقد ترتبط بفترات الجدب أو الشدة. يقول العرب “أصابتنا سنة” للدلالة على أزمة معينة. كما تُعتبر السنة فترة زمنية تمتد من بداية يوم إلى اليوم المماثل. يوجد مثال في القرآن الكريم، حيث يذكر الملك في سورة يوسف أنه رأى في المنام سبع سنين مجدبة، مما يوضح أن تلك السنين السبع كانت فترات من الجفاف والفقر، في حين تم ذكر “سبع” أخرى تُغاث فيها الناس. نستنتج بذلك أن كلمة السنة تُوظف غالبًا لوصف أوقات صعبة وشديدة. مثالٌ آخر هو عندما ذكر الله سبحانه وتعالى نبي الله نوح عليه السلام، حيث استخدم كلمة سنة للدلالة على المصاعب التي عاشها مع قومه، إذ لبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا.

العام من منظور المعجم

الجذر الثلاثي لكلمة “عام” هو “عَوَمَ”، وله استخدامات متعددة بحسب السياق. يتم جمع كلمة عام على “أعوام”، وتدل كلمة عام على السباحة في الماء، وكذلك تعبر عن شغف الرجل باللبن، وتوحي بعبارة “عامت النجوم” بحركتها.

العام من الناحية اللغوية

بالمقارنة، يُعتبر العام أقل في عدد الأيام من السنة، ويُستخدم للإشارة إلى الخير والعطاء والنماء. وعند مراجعة وصف الله سبحانه وتعالى لفترة مكوث النبي نوح في قومه، نجد أنه بعد سنوات من المعاناة، جاء وصف “عام” يشير إلى فترة من الخير والسعادة بعد تلك المعاناة. ومن الأمثلة التاريخية “عام الفيل”، وهو العام الذي هاجمت فيه قوات الأحباش بالكعبة بأفيالهم، ولكن الله هزمهم، وبدلاً من ذلك، كان عامًا مليئًا بالخيرات لأنه شهد ميلاد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.

Scroll to Top