الأخلاق
تُعتبر الأخلاق هي القيم والسجايا التي تشكّل الصورة الداخلية للإنسان، حيث تمثل الأساس الرئيسي لكل ما يصدر عنه من أفعال قد تتصف إما بالإيجابية أو السلبية.
تلعب الأخلاق دورًا حيويًا في حياة الأفراد و المجتمعات؛ فهي تمثل الأساس الذي يحدد المسموحات والممنوعات بشكل واضح لجميع الجماعات البشرية. تتداخل عاداتهم، تقاليدهم، ومعتقداتهم، مما يؤدي إلى وجود فروقات واضحة بين الأفراد والمجتمعات عالميًا، رغم وجود عدة نقاط التقاء بينهم.
التباين بين الخلق والتخلق
يخطئ الكثيرون في التمييز بين مفهومي الخلق والتخلق، إلا أن الفارق الجوهري بينهما يكمن في أن التخلق يتضمن التصنع ومحاولة إظهار سلوكيات معينة ليست متجذرة أو أصيلة في نفس الإنسان. تلك السلوكيات تتميز بأنها مؤقتة، ولا يمكن اعتبارها أخلاقًا حقيقية إلا إذا تمكن الشخص من تحويل هذه السلوكيات المؤقتة إلى سلوكيات ثابتة. على سبيل المثال، لا يمكن وصف شخص بالأمين إذا أقام الأمانة مرة واحدة فقط، بينما يكون غالبًا خائنًا لها، إلا إذا أصبحت هذه السلوكيات الأصلية في حياته.
أهمية الأخلاق
- تشكل الأخلاق مطلبًا أساسيًا لبقاء الأمم والدول، وهو ما أكدته العديد من أحداث التاريخ؛ فالأمم التي استطاعت الحفاظ على وجودها قد بُنيت على أخلاقها.
- تعمل الأخلاق على تقليل النزاعات والمشاحنات بين الأفراد، مما يعزز الروابط الاجتماعية والمجتمعية.
- تحقيق سلوكيات أخلاقية يعزز من مصداقية المعتقدات، حيث تنتشر تلك المعتقدات من خلال تطبيقها الفعّال في الحياة اليومية، وليس بطرق أخرى مهما كانت أهميتها.
أساليب اكتساب الأخلاق الرفيعة
- جهاد النفس: يُعتبر من السهل على الإنسان التصرف بشكل سيء، خاصة في المواقف التي تتعلق بمصالحه الشخصية. لذا، المجاهدة للتحلي بالقيم الرفيعة والأخلاق الحميدة، خاصة في التعامل مع أسوأ الناس خلقًا، يُعد أمرًا صعبًا.
- التربية: تنشئة الأبناء على الأخلاق العالية ترتقي بالمربين قبل الأبناء، كما تتطلب صبرًا لتظهر نتائج هذا الغرس. تلك التربية قادرة على إحداث نهضة حقيقية في المجتمعات، إذا تم تنفيذها بذكاء ونطاق واسع.
- محاسبة النفس: تساعد المحاسبة المستمرة للذات الفرد على التعرف على نقاط الضعف فيه، مما يسهل عليه تجاوز الأخطاء وتعزيز أخلاقه نحو الأفضل، كما تمنعه من اتخاذ الأخطاء عادة له.
- التفكر في آثار حسن وسوء الخلق: لا يوجد شيء أكثر وضوحًا من التأثيرات التي تتركها الأخلاق الحسنة أو السيئة على حياة الفرد خصوصًا على الصعيد النفسي. سوء الخلق ينتج عنه هموم وتعب، في حين أن حسن الخلق يسهم في خلق نفس مطمئن، حتى في أصعب الظروف.
- التفاؤل وعدم اليأس: تكمن الخطورة الكبرى في يأس الشخص من إمكانية تحسين نفسه، مما قد يؤدي إلى سوء حالته. لذلك، فإن التفاؤل في الفرصة للنهوض يظل إنجازًا بحد ذاته، يحتاج إلى خطوات عملية لتحسين الأخلاق وتحقيق الأهداف.