تفسير المنهج البنيوي في دراسة التاريخ

تطور المنهج البنيوي

بدأت البنيوية في القرن العشرين، وتحديدًا في فرنسا، حيث ساهم عالم اللسانيات الفرنسي (تودوروف) في ترجمة أعمال الشكلانيين الروس إلى الفرنسية. من هنا، بدأت ملامح البنيوية تتشكل، مع تركيز على النص الأدبي وعلم الألسن.

ركزت البنيوية على تحليل العناصر الداخلية للنص، وتعزيز فهم العلاقات بين هذه العناصر. وتحت إشراف دي سوسير، قام طلابه بجمع محاضراته في كتابه المعروف بـ (محاضرات في اللسانيات). كما ساهمت مدرسة براغ في نشر الأفكار الأساسية للبنيوية.

الشخصية الرائدة في المنهج البنيوي

ساهم دي سوسير، المؤسس للمنهج البنيوي، في صياغة رؤية شاملة للغة تعتمد على مفهوم الثنائيات. فقد ربط الصوت اللغوي بمجموعة من الثنائيات مثل: (النطق والسمع)، (الدال والمدلول)، (اللغة والكلام)، (التزامن والتعاقب).

أسس المنهج البنيوي

تتضمن البنيوية العديد من المفاهيم الأساسية، من أبرزها:

  • مفهوم القيمة

يعتبر دي سوسير أن اللغة تتألف من نظام من القيم المترابطة، حيث أشار في هذا الصدد إلى أن “اللغة هي نظام من العناصر التي تعتمد على بعضها البعض، وتكمن قيمة كل عنصر في وجود العناصر الأخرى في الوقت ذاته”.

  • مفهوم الاعتباطية

ترتبط الاعتباطية بشكل وثيق بثنائية الدال والمدلول، حيث وصف سوسير هذه العلاقة بأنها تشير إلى طبيعة خطية، وهو مفهوم ينسجم مع مفهوم القيمة.

  • مفهوم الوظيفة الجمالية

يُبرز هذا المفهوم الأهمية الجمالية للخطاب الأدبي، مع التركيز على لغة النص وإغفال الجوانب الاجتماعية والسياقية التاريخية.

  • مفهوم الشعرية

تشير الشعرية إلى أن الكلمة تُفهم ككيان مستقل، وليس كبديل عن الشيء الذي تدل عليه، حيث تمتلك كل كلمة وزنها وقيمتها الخاصة.

  • مفهوم التغريب

نشأ هذا المصطلح من أعمال شكلوفسكي، ويعني أن ما يمنح الفن معناه هو قدرته على تحويل الألفة إلى تجربة جديدة، من خلال عرض الأشياء بطريقة مختلفة عما هو مألوف، مما يساعد على إعادة إدراك المشاعر كما هي، وليس كما نعرفها تقليديًا.

  • مفهوم التحفيز

تشير وحدة التحفيز إلى الفعل أو التعبير البسيط الذي يمكن فهمه كوحدة دالة ضمن الحبكة.

  • مفهوم المهيمنة

تُعرف المهيمنة على أنها العنصر المركزي والمركزي في العمل الفني، كما حددها العالم ياكبسون.

Scroll to Top