سبب تفضيل الله بعض الناس على آخرين

القوامة

تعتبر القوامة موضوعًا حيويًا نال اهتمام الشريعة الإسلامية، حيث جاء ذكرها في القرآن الكريم: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ). فالقوامة هي من النعم التي منحها الله -عزّ وجلّ- لكل من الرجل والمرأة، وهي نابعة من تكوينهما الفطري والطبيعة التي أرادها الله لكليهما. إلا أن هذه المفاهيم قد تعرضت للتشويه والفهم الخاطئ نتيجة لضعف الوعي الشرعي بين الكثير من المسلمين، مما أدى إلى انتشار فكرة أن القوامة تعد ظلمًا للمرأة وتقييدًا لحريتها. في الواقع، تتمثل القوامة في مراعاة مصلحة الزوجة وتدبير شؤون حياتها، ومن الجدير بالذكر أن القوامة لا تُعتبر تشرفًا للزوج بل هي تكليف يستلزم منه تقديم الرعاية والاهتمام لزوجته، وذلك وفقًا لما تم توضيحه في العقد الشرعي بينهما. كما يتعين على الزوج تحقيق السعادة والاستقرار لزوجته. وفقًا لما جاء في شريعة الإسلام، فإن القوامة مستندة إلى الكتاب والسنة وقد أقر بها معظم الفقهاء والمفسرين. ومن المهم التنويه إلى أن المرأة في الجاهلية كانت محرومة من أبسط الحقوق، إذ كانت تُعتبر سلعة تُباع وتُشترى. جاء الإسلام ليمنح المرأة حقوقها في الحياة، الملكية، الميراث، التعليم، واختيار الزوج، حيث لا يُعتبر عقد الزواج صحيحًا ما لم تتوفر موافقتها. كما خلق الله المرأة بروح رقيقة تحتاج إلى الحماية، ولذلك أوجب على الزوج تأمين النفقة والسكن والكسوة لها. وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يُفضل الإنفاق على الأهل، حيث قال: (دينارٌ أنفقْتَهُ في سبيلِ اللهِ، ودينارٌ أنفقتَهُ في رقَبَةٍ، ودينارٌ تصدقْتَ بِهِ على مسكينٍ، ودينارٌ أنفقتَهُ على أهلِكَ، أعظمُهما أجرًا الذي أنفقْتَهُ على أهلِكَ).

التفضيل بين الجنسين

كرّم الله -عزّ وجلّ- كلا من الرجل والمرأة، حيث جاء في القرآن الكريم: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ). ويتعلق سبب نزول هذه الآية بحادثة وقعت مع أحد الأنصار حين لطم زوجته، وطلبت حقها من النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أمر بالقصاص لها. يرمز وصف الرجل بأنه قوّام على المرأة إلى مسؤولياته المتعلقة بالإنفاق وتدبير شؤونها. أما النساء الصالحات هن اللواتي يتمسكن بالدين ويُحسن التعامل مع أزواجهن. في حالة نشوز المرأة، يتطلب الأمر من الزوج التعامل معها تدريجيًا وفق ما أوصى به الإسلام، بدءًا بالموعظة الحسنة، ثم الهجر في المضجع، وإذا لزم الأمر، يمكنه ضربها ضربًا غير مُبرحٍ. وقد ورد عن أحد الصحابة أن سأل النبي عن النساء، وإجابته كانت حول حسن المعاملة والطريقة اللائقة في التعامل معهن.

تفضيل الرجل على المرأة

كلا الجنسين يحملان كرامة في خلقتهما والتكليف الشرعي. ومع ذلك، فضل الله -عزّ وجلّ- الرجل لعدة أسباب، منها القوامة على المرأة والأدوار القيادية مثل الأنبياء والرسل الذين هم من الرجال. كما أن للرجل دورًا في الدفاع عن الدولة عبر الجهاد. وبهذا، تُعتبر مسؤولية الإنفاق وتدبير الأمور ضمن واجبات الرجل تجاه المرأة، مما يفسر لماذا يكون الطلاق بيده.

تفضيل المرأة على الرجل

جاء الإسلام لتعزيز مكانة المرأة، حيث تتمتع بعواطف قوية تساعدها على أداء واجباتها بصورة مثالية. ليس من الصواب القول بأن الرجال أفضل من النساء بشكل مطلق، فهنالك نساء قد تميزن على الرجال في مجالات العلم والدين والأخلاق. شهد التاريخ الإسلامي وجود عدد كبير من النساء اللاتي تركن أثرًا بالغ الأهمية، مثل أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وعلى رأسهن السيدة خديجة والسيدة عائشة، وكذلك شخصيات مثل فاطمة بنت محمد وآسية زوجة فرعون ومريم ابنة عمران.

أسباب قوامة الرجل على المرأة

تم منح الرجل القوامة بناءً على عدة أسباب، ومن أبرزها النفقة. فالإسلام جعل النفقة شرطًا أساسيًا للقوامة. من مسؤوليات الرجل توجيه المهر وتوفير سكن كريم ومقومات الحياة الأساسية لزوجته، وهذا لا يعني أن الزوجة ملزمة بالمشاركة في الإنفاق، حتى وإن كانت غنية. فالقوامة تتطلب من الرجل توفير كافة احتياجاتها الشخصية والمعيشية.

Scroll to Top