تاريخ فن الطباعة وأهميته

الطباعة

يواجه الأفراد يومياً كميات هائلة من الأوراق المطبوعة، سواء في مجالات العمل أو للقراءة أو لإنجاز المهام الإدارية. ورغم وفرة هذه الأوراق حولنا، نادراً ما نفكر في الجهد الكبير الذي بذله الإنسان للوصول إلى هذا المستوى من سهولة الطباعة، حيث أصبح بإمكان أي شخص طباعة المستندات أو الصور التي يحتاجها بنقرة واحدة على زر الطباعة.

تُعتبر الطباعة واحدة من أقدم الفنون التي تعود جذورها إلى إعادة إنتاج الكلمات والرسوم والزخارف على الورق أو الأقمشة بوسائل ميكانيكية. لقد ظهرت الطباعة في العديد من الحضارات القديمة واستمرت في التطور حتى أصبحت على الشكل الذي نعرفه اليوم.

تاريخ الطباعة

الطباعة في الحضارات القديمة

تجلت الطباعة في الحضارات القديمة عبر استخدام الأختام، والتي كانت تُستخدم في الرسائل الملكية أو الخاصة. استخدمت هذه الأختام في المناطق السورية والعراقية قبل حوالي خمسة آلاف عام قبل الميلاد، حيث كان منقوشاً عليها صور الآلهة القديمة مثل عشتار وشمس وإنكي. كما استخدمت الحضارات الفارسية والهندية طباعة الأختام، خاصة في التجارة، إذ غالباً ما كانت النقوش تجريدية أو تتضمن كتابات هندية، بينما اعتمدت الحضارات الأخرى مثل المصرية والإغريقية والرومانية على الكتابة اليدوية والنسخ التقليدي فحسب.

طباعة الكتب

كان الصينيون هم الأوائل في ابتكار وسيلة الطباعة على الورق، وهو أحد اختراعاتهم الأساسية. بدأوا في القرن الأول الميلادي طباعة الرسومات والزخارف على الأقمشة. ومع انتشار الديانة البوذية في القرن الثاني الميلادي وزيادة الطلب على كتب التعاليم البوذية، قام الصينيون بحفر الكتابات على قوالب خشبية، حيث كان الكتاب المقدس البوذي هو الأكثر طباعة في تلك الفترة.

كما قاموا بتطوير تقنية لتجميع الحروف التي استخدمت لاحقاً، لكنها لم تكن فعّالة بسبب عدم وجود أبجدية للصينية القديمة ووجود رموز تقترب من أربعين ألف رمز. لذا كان من الصعب تجميع هذه الأحرف لطباعة الكتاب، مما جعل عملية الحفر على القوالب الخشبية هي الخيار الأسهل.

الطباعة الحديثة

ظهرت أول آلة طباعة بشكلها الحديث في ألمانيا على يد يوهانز غوتنبرغ في منتصف القرن الخامس عشر، بعد تطور تقنيات الطباعة على مر السنين في القارة الأوروبية. استخدمت هذه الآلة حروفاً بارزة وتقنيات لتجميع الحروف لإنشاء قوالب مطبوعة بشكل بسيط.

مثل ظهور آلة الطباعة ثورة في مجالات الاتصال والثقافة والسياسة؛ فقد تم طباعة ملايين الكتب، وبدأت الصحف في الانتشار في أرجاء القارة. شهدت آلات الطباعة عدة مراحل من التطوير بعد غوتنبرغ، حيث تم إدخال آلات طباعة تعمل بالبخار، مما ساعد العمال في نقل الحروف من القالب إلى الورق وزيادة عدد النسخ المطبوعة في الوقت نفسه.

في القرن التاسع عشر، استطاع ريتشارد هو ابتكار الطباعة الدوارة، والتي تُثبِّت الأحرف على أسطوانة دوارة، مما يتيح للورق المرور من تحتها بلا توقف، مما يؤدي إلى طباعة عدد أكبر من النسخ بشكل مستمر.

Scroll to Top