الفرق بين تحديد النسل وتنظيم النسل
يشير مفهوم تحديد النسل إلى تحديد عدد معين من الأبناء، مثل الاكتفاء بولد أو اثنين. ويعزى هذا إلى عدد من الأسباب، منها الحفاظ على مستوى مادي معين للأسرة وعدم الرغبة في زيادة عدد الأفراد فيها. في المقابل، يتعلق تنظيم النسل بتأخير فترات الحمل لفترة محددة بحيث تتاح للمرأة فرصة لاستعادة نشاطها وحيويتها، ثم يمكنها العودة للحمل متى شاءت، مع تجنب وسائل منع الحمل إذا كان هناك رغبة في زيادة عدد الأبناء.
حكم تحديد النسل
يحظر منع النسل كلياً باستخدام أي وسيلة كانت، باستثناء حالات الضرورة القصوى مثل المخاطر الصحية المحتملة على المرأة نتيجة الحمل والولادة، أو الأعباء المالية التي قد تفوق قدراتها. ففي حال كانت الأسباب التي تدعو إلى تحديد النسل مشروعة، فلا ينبغي اللجوء إليها إلا باستخدام وسائل بسيطة وسهلة ذات أضرار صحية أقل. ولكن، تحديد النسل بدعوى تحسين التربية، أو بسبب كثرة الأولاد والسعي للاكتفاء بعدد معين منهم، هو أمر غير جائز. فالمساس بالتناسل ينتهك الطبيعة الإنسانية التي خلق الله الناس وفقاً لها، ويتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، إذ إن الله -عز وجل- هو الرزاق والقادر بشكل متين؛ وبالتالي، لا يجوز أيضاً حرمان النسل خوفًا من الفقر.
حكم تنظيم النسل
يُعتبر تنظيم النسل مسموحاً به ولا يؤدي إلى أي حرج أو إثم، خاصةً عند الحاجة الملحة أو الضرورة المعتبرة، كما في حالات كثرة الأبناء والانشغال بتربيتهم. ويجب التنويه إلى أن التربية بنية صالحة تمنح الأجر العظيم. قد يكون التنظيم لأسباب تتعلق بصحة الأم أو غيرها من الأسباب الصحية التي يقرها المختصون. في هذه الحالة، يمكن للمرأة أن تمتنع عن الحمل لمدة سنة أو سنتين مثلاً حتى تتمكن من تحسين تربية أطفالها أو لاستعادة صحتها. كما يجوز تنظيم النسل باستخدام أي وسيلة مشروعة، مثل الحبوب أو اللولب أو الإبر وغيرها من وسائل منع الحمل.