تفسير: سيجعل لهم الرحمن ودا، يُعتبر من التفاسير التي تعبر عن رحمة الله بعباده، إذ يحمل معنى يلامس القلوب ويمنح المؤمنين إحساسًا بالسكينة الروحية والكثير من العطاء الإيماني.
تتضمن هذه الكلمات أيضًا معاني وقصودًا لغوية ونحوية؛ حيث أنزل الله تعالى كتابه العزيز بهدف ورسالة محددة تعكس محتواه. يمكنك استكشاف المزيد من هذا عبر متابعة موقعنا المتميز.
تفسير: سيجعل لهم الرحمن ودا
روى ابن أبي حاتم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الله عبدًا، نادى جبريل: إني أحببت فلانًا فأحبه، فينادي في السماء، ثم يُنزل له المحبة في أهل الأرض». وذلك استنادًا لقول الله تعالى: “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا” رواه مسلم والترمذي، وقد أشار الترمذي إلى صحة هذا الحديث.
هذا التفسير: سيجعل لهم الرحمن ودا، المشار إليه في هذا الحديث هو من أدق التفاسير المتاحة حول هذا المعنى.
كما أوضح ابن عباس أن كلمة “ودًا” في الآية تعني الحب، بينما قال مجاهد إن المقصود بها محبة الناس في الحياة الدنيا. يمكن تحليل الآية “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا”، بكون المتقين لله والباحثين عن رضاه، يخصص الله محبتهم في قلوب عباده.
التفسير الميسر
إن الذين آمنوا بالله واتبعت رسله وعملوا الصالحات وفق شرعه، سيمنحهم الرحمن حبًا ومودة في قلوب عباده.
المختصر في التفسير
إن الذين آمنوا بالله وعملوا بالأعمال الصالحة المرغوبة عند الله، سيؤتيهم الله محبةً بحبهم إياهم، وبحبهم لدى عباده.
تفسير الجلالين
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا، أي محبة بينهم، حيث يتوادون ويتحابون ويحبهم الله تعالى.
تفسير السعدي
هذه من نعمة الله على عباده الذين يجمعون بين الإيمان والأعمال الصالحة، وقد وعدهم بأن يجعل في قلوب أوليائه محبةً لهم، مما يسهل لهم الأمور ويجلب لهم الخير.
تفسير البغوي
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا، أي: محبة. قال مجاهد: يحبهم الله ويحببهم إلى عباده المؤمنين.
التفسير الوسيط
الذين آمنوا بالله حق الإيمان وأحسنوا الأعمال الصالحات، سيعطيهم الرحمن محبةً ومودةً في الدنيا والآخرة.
تفسير ابن كثير
يخبر الله تعالى أنه يغرس محبةً في قلوب عباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات، وقد وردت بذلك أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
تفسير القرطبي
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا، أي حبًا في قلوب عباده، كما رواه الترمذي.
المعنى اللغوي لكلمات سيجعل لهم الرحمن ودا
يمكنك أيضًا تعزيز فهم تفسير: سيجعل لهم الرحمن ودا بعد التعرف على معاني كلمات هذه الآية إلا وهي “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا”، حيث نجد المعاني التالية:
- إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات: هنا يتحدث المولى عز وجل عن المؤمنين الذين آمنوا بالله ورسوله ويعملون الأعمال الصالحة في السر والعلن.
- سيجعل: أي سيمنح ويعطي.
- لهم: تعني لهؤلاء المؤمنين الذين يلتزمون بالصالحات.
- الرحمن: هو أحد أسماء الله الحسنى.
- ودًا: الود هو أعلى مراتب الحب والعطاء.
- تشير الآية هنا إلى العلاقة بين المؤمنين وبين ربهم، وحبهم له وحب الله لهم.
إعراب سيجعل لهم الرحمن ودا
بعد التعرف على تفسير: سيجعل لهم الرحمن ودا، يمكنك تحليل إعراب كلمات هذه العبارة لضمان الفهم العميق للمعاني:
- سيجعل: “السين” هي للحديث عن المستقبل، “يجعل” هو فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- لهم: “اللام” حرف جر، و”هم” مجرور.
- الرحمن: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- ودًا: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
- الجملة الفعلية كاملة في محل رفع خبر إن.
سبب نزول الآية سيجعل لهم الرحمن ودا
القرآن الكريم هو كتاب عظيم، أنزله الله تعالى على نبي الهدى محمد لتأكيد رسالته ولإظهار معجزته بين جميع الخلق. لكل آية ظروف وسياق لنزولها، ومن ذلك:
- يروى أن الآية “إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا”.
- نزلت في عبد الرحمن بن عوف الذي كان محط حب وود من جميع القبائل.
- وأيضًا، حين هاجر عبد الرحمن إلى المدينة شعر بالحزن لفراق أصحابه.
- فنزلت الآية الكريمة لتطمئنه، كما أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه.
- كما يُقال أنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- حيث أورد الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب.
سيجعل لهم الرحمن ودا في سورة مريم
بعد توضيح تفسير: سيجعل لهم الرحمن ودا، تجب معرفة موقع الآية في السورة حيث وردت:
- تقع هذه الآية في سورة مريم، وهي الآية رقم 96 في السورة.
- تعد سورة مريم من السور المكية.
- ترتيبها التاسع عشر في المصحف الشريف.
- تقع في الجزء السادس عشر.
- نزلت بعد سورة فاطر.
- تحتوي سورة مريم على سجدة في الآية رقم 58.
- يأتي اسم السورة مريم تكريمًا للسيدة مريم العذراء، أم سيدنا عيسى عليه السلام.
أحداث سورة مريم
لفهم وتفسير: سيجعل لهم الرحمن ودا، يجب أن نستكشف ما يتضمنه النص من عبر وعظات، حيث تتناول سورة مريم:
- سيدنا يحيى عليه السلام، وتوجهه إلى الله لطلب ذرية صالحة رغم عدم إنجاب زوجته.
- قصة السيدة مريم وكيف باركها الله بعيسى عليه السلام، رغم كونها عذراء.
- محنة مريم مع قومها وما واجهته بعد ولادتها، وكذلك تثبيت الله لها.
- التحدث عن سيدنا إبراهيم ودعوته لقومه، وموقف والده منه.
- عواقب من اتبع الهدى أو كفر، وما يعد الناس من جزاء عند الله.
تكرار اسم الرحمن في سورة مريم
الرحمن، وهو اسم من أسماء الله الحسنى، يجسد الرأفة والرحمة واللين، ويظهر عظمة الله ورحمته التي تشمل كل شيء:
- تم ذكر اسم الرحمن في سورة مريم خمسة عشر مرة، بداية من الآية 18.
- تبدأ السورة بالحروف المقطعة (كهيعص) التي تحوي معاني عميقة، وقد اختلف المفسرون حولها، حيث:
- قيل إنها قسم من الله.
- وقال ابن عباس إنها من أسماء الله الحسنى.
- كما يمكن أن تُعتبر اسمًا لأي من السورة.
- أيًا كان معناه، فإنه جزء من إعجاز القرآن الكريم.