الشيخ ابن باز
عبد العزيز بن عبد الله آل باز هو فقيه وقاضٍ سعودي بارز، وُلِدَ في الثاني عشر من ذي الحجة عام 1330هـ، في العاصمة السعودية الرياض. عُرف ابن باز بكونه بصيراً في شبابه، إلا أن مرضاً أصابه في عينه خلال عقده الثاني من العمر أدى إلى تدهور بصره حتى فقده تماماً.
فقد ابن باز والده في صغره، وتوفيت والدته عندما كان في الخامسة والعشرين من عمره. وعلى الرغم من كونه ضعيف الجسم في طفولته، إلا أنه استطاع تعلم القراءة والكتابة قبل إصابته في العينين. وقد أتم حفظ القرآن الكريم في صغره، ليشرع بعد ذلك في رحلة طلب العلم الشرعي على يد عدد من علماء الرياض في تلك الفترة.
المناصب التي شغلها
شغل ابن باز العديد من المناصب الهامة خلال حياته. كان أولها عمله في القضاء، ثم إماماً وخطيباً في أحد المساجد، تلاه تعيينه كمدرّس حيث تتلمذ على يديه عدد من العلماء البارزين في السعودية مثل ابن عثيمين وعبد الرحمن البراك وصالح الفوزان. كما عمل نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، قبل أن يصبح رئيساً لها. تولى أيضاً رئاسة هيئة البحوث العلمية والإفتاء ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي والمجمع الفقهي الإسلامي، بالإضافة إلى العديد من المناصب الأخرى المهمة.
مؤلفات الشيخ ابن باز
أنتج ابن باز أكثر من أربعين كتاباً، تناولت موضوعات متنوعة تتعلق بالديانة الإسلامية، بما في ذلك الفقه والعقيدة. من بين مؤلفاته المعروفة: “مسائل ابن باز”، و”بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعاً وخاتمهم محمد -عليه الصلاة والسلام-“، و”العقيدة الصحيحة وما يخالفها ونواقض الإسلام”، و”الدروس المهمة لعامة الأمة”، و”كيفية صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-“، وغيرها من المؤلفات القيمة.
وفاته
بدأت صحة ابن باز بالتدهور في عام 1419هـ، مما جعله غير قادر على أداء مناسك الحج في ذلك العام. في نهاية شهر ذي الحجة، استقر في مدينة الطائف، وزادت معاناته مع المرض، حتى توفي -رحمه الله- يوم الخميس السابع والعشرين من شهر محرم 1420هـ. تمت الصلاة عليه في اليوم التالي، يوم الجمعة، في المسجد الحرام، ودفن في مقبرة العدل بمكة المكرمة، وقد أُصدر أمر بالصلاة عليه في جميع مناطق المملكة صلاة الغائب.