الرعاية والاهتمام الذي أبداه عمر بن الخطاب تجاه المواطنين

عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى من قبيلة قريش، وُلِد بعد حادثة الفيل باثنتي عشرة سنة. يتميز عمر بن الخطاب بشخصية فريدة، حيث كان طويلاً وعريض المنكبين، بشرة وجهه بيضاء مائلة إلى الحمرة، وذراعاه مفتولتان. أسلم على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد دعائه الشهير: (اللهم أعز الإسلام بأحبِّ هذينِ الرجلين إليكَ: بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب). ويعتبر أول الصحابة الذين أعلنوا إسلامهم بشكل علني في مكة، إذ كان لإسلامه تأثير كبير على المسلمين، حيث قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (ما زلنا أعزّة منذ أسلم عمر). يبرز فضل عمر بن الخطاب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كان بَعدي نبيٌّ، لكان عمر بن الخطاب). كما أنه واحد من العشرة المبشرون بالجنة، وعُرف بخبرته وفقهه بين الصحابة، وكان يُعتبر أنه أخذ تسعة أعشار العلم. تولى عمر بن الخطاب الخلافة في السنة الثالثة عشرة للهجرة بعد وفاة أبي بكر الصديق، حيث أحرز المسلمون انتصارات كبيرة خلال فترة حكمه، مثل سقوط إمبراطوريتَي الروم وفارس. يُعرف عنه زهده وورعه، حيث كان يقول: (لو أنّ بغلة عثرت في طريق العراق، لخشيت أن يسألني الله عنها يوم القيامة).

اهتمام عمر بن الخطاب بالرعية

قدم عمر بن الخطاب رضي الله عنه مثالاً يُحتذى به في الخشية لله ومراقبة حقوق الرعية. وقد اشتهر بقوله: (إنّي والله لأكون كالسراج، يحرق نفسه ويضيء للناس). وقد ورد عنه العديد من القصص التي تُظهر اهتمامه بواجباته تجاه المسلمين، مثل:

  • عندما تولى عمر بن الخطاب الحكم، قال في خطبته: (أيّها الناس قد وليت عليكم، ولولا رجاء أن أكون خيركم لكم، وما تقومون به من أمرٍ كان لي، ما توليت ذلك منكم). وأضاف: (إنَّ الله ابتلاكم بي، وابتلاني بكم، وأبقاني فيكم بعد صاحبي، فوالله لا يحضرني شيء من أمركم فيليه أحدٌ دوني).
  • كان عمر يتفقد أحوال المسلمين من مختلف فئاتهم، سواءً كانوا أقوياء أو ضعفاء، وكان يذهب ليتفقد أحوالهم في العراق والشام. كما عُرف عنه أنه أرسل إلى والي العراق يستفسر عن أوضاع أهل البلد.
  • ظهرت خشية عمر بن الخطاب من الله بشكل واضح، حيث كان يعالج حتى مشكلات الدواب بنفسه، مبررًا ذلك خوفه من السؤال يوم القيامة.
  • روى ابن عباس رضي الله عنه أن عمر كان يجلس يوميًا بعد صلاة الفجر لمتابعة شؤون الرعية حتى تشرق الشمس.

عدل عمر بن الخطاب

يرتبط اسم العدل دائماً بعمر الفاروق رضي الله عنه، ويشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (إنَّ الله جعل الحقَّ على لسانِ عمرَ وقلبِهِ). ومن القصص الشهيرة التي تُبرز عدله:

  • قصة الرجل المصري الذي تسابق مع ابن عمرو بن العاص، حيث اتهمه ابن عمرو بالعُنصرية، وعندما اشتكى المصري لعمر، أمره بمعاقبة ابن عمرو بشكل عادل.
  • عندما أسلم جبلة بن الأيهم وكان من ملوك الغساسنة، حدثت خلافات بينه وبين أحد الفزاريين، وعندما اشتكى الفزاري إلى عمر؛ برهن عمر له على أن العدل لا يفرق بين الملك والرعية، مما جعل جبلة يشعر بالدهشة.
Scroll to Top