مودة الصالحين: هل أنت من بينهم؟

تفسير أبيات “أحب الصالحين ولست منهم”

تنسب هذه الأبيات إلى الإمام الشافعي، وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطوري، مؤسس المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، وُلد عام 150 هـ/ 767م وتوفي عام 204 هـ/ 820م. وقد اشتهرت هذه الأبيات في موضوع محبة الصالحين، والتي نظمت على البحر الوافر، حيث يقول:

أُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلَستُ مِنهُم

لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شفاعة

وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي

وَلَو كُنّا سَواءً في البضاعة

يوضح الشافعي أنه غير راضٍ عن حاله بسبب تقصيره في الالتزام بتعاليم الدين، ويتمنى أن يكون مثله مثل الصالحين في مستوى التزامهم. وعلى الرغم من عدم اعتباره نفسه منهم، إلا أنه يحترمهم، آملاً أن ينال شفاعتهم يوم القيامة أمام الله سبحانه وتعالى. كما يعبر عن كراهيته للمعاصي، حتى وإن كان يعصي الله مثل أولئك الذين يخطئون.

إعراب أبيات “أحب الصالحين ولست منهم”

وفيما يلي إعراب أبيات “أحب الصالحين ولست منهم”:

أُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلَستُ مِنهُم

لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شفاعة

  • أحبُّ: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا.
  • الصالحين: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم.
  • ولستُ: الواو استئنافية، لا محل لها من الإعراب، لستُ فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم ليس.
  • منهم: حرف جر، و”هم” ضمير متصل مبني في محل جر.
  • لعلي: “لعل” حرف ناسخ مبني على الفتح، و”الياء” ضمير متصل في محل نصب اسم لعلّ.
  • أن: حرف مصدري ونصب مبني على السكون.
  • أنال: فعل مضارع منصوب بـ “أن”، وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، والمصدر المؤول (أن أنال) في محل رفع خبر لعلّ.
  • بهم: الباء حرف جر، و”هم” ضمير متصل مبني في محل جر.
  • شفاعةً: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه تنوين الفتح، وجملة “لستُ منهم” استئنافية.

وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي

وَلَو كُنّا سَواءً في البضاعة

  • وأكرهُ: الواو حرف عطف، أكرهُ فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا، والجملة معطوفة على “أحبُّ الصالحين”.
  • من: اسم موصول مبني على السكون، في محل نصب مفعول به.
  • تجارته: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل في محل جر.
  • المعاصي: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة، وهي جملة صلة الموصول.
  • ولو: الواو استئنافية، و”لو” حرف شرط لا محل له من الإعراب.
  • كنّا: فعل ماضي ناقص مبني على السكون، و”نا” ضمير متصل في محل رفع اسم كان.
  • سواءً: خبر منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
  • في: حرف جر مبني لا محل له من الإعراب.
  • البضاعة: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة.

أقوال شعرية عن حب الصالحين واستئناسهم

إليكم مجموعة من الاقتباسات الشعرية التي تتحدث عن محبة الصالحين:

  • قال ابن زاكور في قصيدة “يا سادتي أولياء الله”:

يَا سَادَتِي أَوْلِيَاءَ اللهِ

رِقُّوا لِعَبْدٍ أَتَاكُمْ وَاهِ

مُسْتَشْفِعًا بِالْهَاشِمِيِّ الْمُصْطَفَى

وَالآلِ وَالصَّحْبِ الْعِظَامِ الْجَاهِ

  • كما قال عبد الغفار الأخرس في قصيدته “نعم أنتم البحر الخضمُّ لوارد”:

نعم أنتم البحر الخضمُّ لوارد

وأينَ من البحر الخضم الضحاضح

منحت الذين استمطروك مكارمًا

وكل كريم بالمكارم مانح

ليأْمَنَ في أيّامك الغرّ خائفٌ

ويصدَح في روض البشارة صادح

فخذها لدى علياك أول مدحة

ولي فيكم من قبل هذا مدائح

  • وكذلك قال ابن زاكور في قصيدته “أهدي السلام لخيرِ مرءِ”:

أُهْدِي السَّلاَمَ لِخَيْرِ مَرْءِ

أَهْدَى لَهُ اللهُ خَيْرَ بُرْءِ

يُفْدِيكَ يَا خَيْرَ مَنْ يُفَدَّى

مِمَّا عَرَى كُلُّ رَبِّ شيء

لَقَدْ رَجَوْتُ لَكُمْ شِفَاءً

يَبْدَأُ زَهْوَكَ خَيْرَ بَدْءِ

  • وأيضًا قال صالح مجدي بك في قصيدته “بعلياك عيد الفطر قَد زادَ سَعدُهُ”:

بِعلياك عيد الفطر قَد زادَ سَعدُهُ

وَهنَّاك فيهِ بِالمسَرّة مَجدُهُ

وَأَعرب عَما في الضَمير لِسانه

بِنَظم مَديح فيك قَد طابَ نَدُّهُ

لِأَنك في دين المُروءة راغب

وَإِنك لَيث يَزدري الغَيثَ رفده

فَلا زالت الأَوقات في مصر كُلِّها

لنا بكَ عيدًا فيك يَزداد ودّه

وَيُنشدك الإِقبال فيهِ مؤرخًا

أَضاءَ بإسماعيل في العيد حمده

Scroll to Top