تأسيس مدينة فاس
في عام 789 ميلادية، قدم المولى إدريس الأول إلى المغرب وبدأ بتأسيس الأساس لمدينة فاس. كانت البداية في حي يعرف اليوم بـ”حي الأندلسيين”، والذي يقع على الضفة اليمنى لوادي فاس، ويتميز بإمكانية الوصول إليه من خلال ستة أبواب رئيسية. ثم في عام 808 ميلادية، قام المولى إدريس الثاني بإنشاء مدينة جديدة على الضفة اليسرى للوادي، وتحديداً في منطقة يُطلق عليها حي القيروانيين. هذه المدينة الجديدة كانت محاطة بسور، وتم إنشاء سوق كبير، وقصر، ومسجد فيها.
البدايات الحضارية لمدينة فاس
شهد عام 817 ميلادية تحولاً كبيراً في تاريخ مدينة فاس، وذلك بهجرة مجموعتين بارزتين من السكان إلى المدينة. المجموعة الأولى تضمنت 800 أسرة من الأندلسيين القادمين من قرطبة بعد طردهم من قبل الأمويين، حيث استقرت هذه الأسر في حي الأندلس. أما المجموعة الثانية فتكونت من حوالي 2000 أسرة من القيروانيين الذين فروا من بطش العباسيين، واستقرت هذه العائلات في حي القرويّين، وهو المكان الذي يحمل اسمهم. وبفضل جهود القيروانيين والأندلسيين، أصبحت مدينة فاس أحد أبرز المراكز الحضارية في المنطقة.
العصر الذهبي لمدينة فاس
بدأ العصر الذهبي لمدينة فاس عندما أمرت فاطمة الفهريّة ببناء مسجد القرويّين في حي القرويّين على الضفة اليسرى لوادي فاس. خلال فترة حكم المرابطين، عمل يوسف بن تاشفين على توحيد الضفتين تحت سور واحد، وجعل من مدينة فاس مركز عسكري وقاعدة حربية في شمال المغرب. شهدت المدينة ازدهاراً كبيراً في تلك الحقبة، حيث أصبحت مركزاً حضارياً وعلمياً في شمال أفريقيا. استمرت فاس خاضعة لحكم المرابطين حتى دخول المرينيين في القرن الحادي عشر، حين أسس السلطان المريني أبو يوسف يعقوب المنصور مدينة فاس الجديدة في عام 1276 ميلادية، وجعلها مدينة متكاملة تضم حدائق، قصور، وأحياء سكنية ومسجد. أيضاً، تم إحاطة المدينة بسور لحمايتها من الغزوات الخارجية. بعد ذلك، دخلت المدينة ضمن حكم العلويين، وأصبحت، في عام 1649 ميلادية، مركزاً تابعاً للدولة العلوية في المغرب، واستمر حكم العلويين حتى عام 1912 ميلادية، حيث خضعت البلاد للاستعمار الفرنسي الذي استمر حتى است regained استقلالها في عام 1956 ميلادية.