كتاب تاريخ الرسل والملوك
يُشار إلى هذا الكتاب أيضاً باسم تاريخ الأمم والملوك أو تاريخ الطبري. فيه جمع مؤلفه، ابن جرير الطبري -رحمه الله- كل ما وقع بين يديه من علوم التاريخ، مستخدماً الرواية التاريخية ومنهج الإسناد لإسناد الأحاديث إلى رواة التاريخ.
على الرغم من أن الكتاب يحتوي على بعض الروايات التي قد تكون ضعيفة أو بها خلل في الرواة، إلا أن الطبري -رحمه الله- كان حريصاً على ذكر الروايات بسندها، مستنداً إلى القاعدة المعروفة “من أسند فقد أحال”.
مؤلف كتاب تاريخ الرسل والملوك
المؤلف هو العلامة والمفسر والمؤرخ العظيم محمد بن جرير بن يزيد بن كثير، المعروف بأبو جعفر الطبري، وُلِدَ عام 224 هـ، وهو من أصل منطقة آمل في طبرستان، حيث يُنسب إليه لقب “الطبري”. عاش الطبري في بغداد خلال آخر أيام حياته.
عُرف -رحمه الله- بعهده العلمي الواسع وورعه الشديد، وكان حافظاً للقرآن الكريم. قام بتأليف تفسير شامل للقرآن كما أنه كان عارفاً بالتاريخ، حيث ألف كتاب تاريخ الرسل والملوك، وتوفي -رحمه الله- عام 310 هـ.
موضوعات كتاب تاريخ الرسل والملوك
يبدأ الطبري -رحمه الله- في كتابه بالحديث عن تعريف الزمن وبدء الخليقة، مستنداً إلى المصادر الشرعية التي تُفصِّل بداية الخلق بنصوصها الصريحة، كما يتناول في الكتاب خلق السماوات والأرض، بالإضافة إلى الحديث عن الأحداث التي سبقت خلق أول إنسان، سيدنا آدم -عليه السلام-، والتاريخ المرتبط بإبليس قبل خلق آدم.
تعرض الكتاب أيضاً لخلق آدم -عليه السلام- وقصة نزوله إلى الأرض، لتبدأ بعد ذلك مسيرة تاريخ البشر. كما يسلط الطبري الضوء على قصص الأنبياء -عليهم السلام- التي أوردها القرآن الكريم وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، بالإضافة إلى بعض الروايات التي وردت في أخبار بني إسرائيل.
يتناول الكتاب أيضاً سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بداية من مرحلة ما بعد الهجرة ومجريات التاريخ الإسلامي حتى لحظة تأليفه للكتاب. كما سجل فيه سِيَر الملوك الذين تولوا الحكم، وكذلك الأنبياء الذين أثروا في قلوب الناس بالحكمة والوحي.
أهمية كتاب تاريخ الرسل والملوك
يتسم كتاب تاريخ الرسل والملوك بأهمية علمية بارزة، يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
- يُعتبر الكتاب أول موسوعة في التاريخ العام، حيث جمع فيه الطبرّي مختلف جوانب التاريخ في مؤلف واحد.
- يُعد مصدرًا رئيسيًا للعديد من كتب التاريخ التي جاءت بعده مثل تاريخ ابن كثير وتاريخ ابن خلدون.
- يحتوي الكتاب على أخبار العرب قبل الجاهلية ويُوثِّق أيضاً القرون الثلاثة الأولى من الإسلام.
- يعد مرجعاً لتاريخ الفرس والرومان.
- حفظ الكتاب العديد من النصوص الأدبية التي قام الطبري بتدوينها في تراجم أصحابها، ولم تُوجد في غيره من المؤلفات.
- تظهر أهمية الكتاب من خلال اهتمام العلماء به، وجمعهم لمحتوياته وتحقيقها ونشرها.
- حاز الكتاب على إشادة واسعة من قبل العديد من مؤرخي الزمن عبر العصور.