استكشاف حول حياة قنديل البحر وأنواعه المختلفة

قنديل البحر

يُعتبر قنديل البحر (بالإنجليزية: Jellyfish) كائنًا بحريًا لافقاري ينتمي إلى صف الفنجانيات من شعبة اللواسع. يُستخدم اسم قنديل البحر أيضًا للإشارة إلى بعض أنواع اللواسع الأخرى مثل السحاريات والهدريات.

تُعد قناديل البحر من أقدم الكائنات الحية على كوكب الأرض، حيث وُجدت قبل ظهور الديناصورات، مما يجعلها من أقدم الحيوانات.

تتواجد قناديل البحر في جميع أنحاء العالم، بدءًا من المياه السطحية وصولًا إلى أعماق البحار، وفي مختلف البيئات المائية من المياه الدافئة إلى الباردة. تتنوع ألوان قناديل البحر، حيث تشمل الألوان الوردية، والصفراء، والزرقاء، والأرجوانية، إضافةً إلى أنواع بدون لون.

توجد أنواع من قناديل البحر يمكنها أن تتوهج في أعماق البحار. يتمتع قنديل البحر بعمر قصير نسبيًا، حيث تعيش معظم الأنواع لبضعة أسابيع فقط، بينما تعيش بعض الأنواع الأخرى لعامة أو أكثر.

تركيب جسم قنديل البحر

يتميز جسم قنديل البحر بتنسيق شعاعي، ويمتاز معظم أفراده بالشفافية. يتكون جسم قنديل البحر من حوالي 98% من الماء، وقد يتراوح حجمه بين 2 سم إلى 2 م، مع مجسات تصل طولها إلى 30 م.

يمتلك قنديل البحر قوامًا هلاميًا وأطرافًا طويلة ورقيقة تُعرف باللوامس، كما توجد فتحة فمه في وسط جسمه، مما يمكّنها من تناول الغذاء والتخلص من النفايات. كما أنه يقوم بضخ المياه من فمه، مما يساعده في الحركة داخل المياه.

يمتلك قنديل البحر تركيبة جسم بسيطة للغاية، حيث لا يحتوي على عظام أو دماغ أو قلب. ولكن لديه أعصاب حسية بدائية في قاعدة مخالبه، وهي تسمح له بالإحساس بالضوء والروائح وتوجيه نفسه بشكل دقيق. بشكل عام، يتكون جسم قنديل البحر من ستة أجزاء رئيسية:

  • البشرة

وهي الطبقة الخارجية التي تحمي الأعضاء الداخلية.

  • الأدمة المعدية

وهي الطبقة الداخلية للخلايا التي تعمل كغشاء مبطن لتجويف الأوعية الدموية.

  • الهلام المتوسط

وهو مادة هلامية تقع بين البشرة والأدمة المعدية.

  • الجوف البطني الوعائي

وهو تركيب يؤدي وظائف المريء والمعدة والأمعاء معًا.

  • الفتحة

تؤدي وظيفة الفم والشرج في آن واحد.

  • اللوامس

وهي زوائد تتواجد عند حواف جسم قنديل البحر.

أنواع قنديل البحر

تتعدد أنواع قناديل البحر حيث تم اكتشاف حوالي 2000 نوع، لكن يُقدّر العلماء أن هناك أكثر من 300,000 نوع لم تُكتشف بعد. فيما يلي بعض الأنواع الأكثر شيوعًا:

  • قنديل البحر الكريستالي
  • قنديل البحر المشطي الدموي
  • قنديل البحر القرنبيطي
  • قنديل البحر الأبيض المرقط
  • قنديل قراص البحر
  • قنديل البحر الأبيض المتوسط
  • قنديل البحر ذو القبعة الزهرية
  • قنديل البحر أتولا
  • قنديل البحر ناركوميدوسا
  • قنديل لبدة الأسد

موطن قنديل البحر

تعود قدرة قناديل البحر على البقاء لأكثر من 700 مليون سنة إلى قدرتها الفائقة على التكيف مع بيئتها بمرور الزمن، كما أن لديها القدرة على التطور وفقًا لظروف المحيط المحيطة.

تستطيع قناديل البحر العيش في جميع المحيطات وجميع الظروف البيئية. إذ تعيش في المياه الباردة مثل مياه القطب الشمالي وفي المياه الدافئة مثل المناطق الاستوائية. بعض الأنواع تفضل البقاء بالقرب من السطح، في حين تشغف بعض الأنواع الأخرى العيش في قاع البحيرات.

توجد أنواع من قناديل البحر في قاع المحيطات، بينما تفضل أخرى البقاء بالقرب من الشاطئ. يتحدد موطن قنديل البحر حسب التغير في درجة الحرارة وتوافر الغذاء.

غذاء قنديل البحر

تعتبر معظم أنواع قناديل البحر آكلة للحوم بشكل طبيعي، مع بعض الاستثناءات التي تتغذى على النباتات البحرية. تفتقر قناديل البحر إلى القدرة على السباحة النشطة، وتعتمد على تيارات المياه لتحريكها، مما يجعلها غير انتقائية في غذائها.

يتغذى قنديل البحر الصغير على الكائنات الحية الدقيقة، في حين تتنوع غذاء قناديل البحر الكبيرة لتشمل العوالق والقشريات والطحالب والرخويات والأسماك الصغيرة وبيض الأسماك.

عندما يصطاد الأنواع الكبيرة من قناديل البحر، فإنها تتمكن من قتل الحيوانات البحرية باستخدام مجساتها ثم لدغها بالسم، وابتلاع الفريسة بالكامل لعدم وجود أسنان أو فكين في أفواهها.

سلوك قنديل البحر

تهاجر قناديل البحر بشكل عمودي فيما يُعرف بالهجرة العمودية، حيث تتحرك من أعماق المحيط إلى السطح ضمن مجموعات كبيرة تُسمى بالصفعة أو الزهرة. تختلف أنماط الهجرة بين الأنواع؛ حيث يهاجر بعضها مرة أو مرتين في اليوم فيما يفضل البعض الآخر الهجرة أفقيًا باتجاه ضوء الشمس.

تقوم قناديل البحر بقضاء معظم وقتها في البحث عن الطعام، أو الهروب من المفترسات، أو البحث عن شريك للتزاوج. يتميز عمر قناديل البحر بالقصير جدًا، حيث تعيش بعض الأنواع الصغيرة لبضع ساعات فقط في حين تعيش الأنواع الأكبر مثل قنديل البحر الأسد لعدة سنوات.

هناك نوع يُعرف بقنديل البحر الخالد، وهو كائن لا يموت إلا إذا تعرض للقتل. حيث إن هذا النوع يتعرض لدورة حياة تشمل مرحلة الشباب والكهولة، ثم يعود إلى مرحلة الطفولة ويتحول إلى مرحلة السليلة ليبدأ دورة حياة جديدة بنفس الجسم.

تكاثر قنديل البحر

تقوم ذكور قنديل البحر بإطلاق الحيوانات المنوية إلى الماء، حيث تسبح هذه الحيوانات المنوية حتى تصل إلى الأنثى. بعض الأنواع تصنف كقناديل تتلقى الحيوانات المنوية مباشرة عن طريق الفم وتخصب داخليًا، مما يعني القدرة على التكاثر الجنسي واللاجنسي.

تفقس البيض وتخرج منه يرقات بلانولا حرة، والتي يمكن أن تتطور بشكل مباشر إلى قناديل البحر البالغة أو ترتبط بأسطح صلبة لتتحول إلى بوليب (سليلة)، حيث تتكاثر هذه البوليب لتمتدنسياً، مُنتجة كميات ضخمة منها. وتفقس تلك البراعم لتكوين قناديل بحر صغيرة تنمو تدريجيًا لتصبح قناديل بحر بالغة.

لسعة قنديل البحر

يعاني الكثير من الأشخاص من لسعات قنديل البحر أثناء السباحة أو المشي في الماء أو الغوص في البحار. تقوم اللوامس الطويلة بإدخال السم من خلال لدغات مجهرية في الجسم، وتختلف شدة اللسعة بناءً على نوع قنديل البحر، وحجمه، وحالة المصاب، بالإضافة إلى مساحة المنطقة المصابة ومدة تعرضها للدغة.

تسبب عادةً لسعات قناديل البحر آثارًا مثل التورم، والوخز، والتنميل في موضع اللدغة، بالإضافة إلى احمرار الجلد. في حالات أكثر شدة، قد تؤدي هذه اللسعات إلى الغثيان والقيء والدوخة وصعوبة التنفس. عادةً ما يمكن علاج معظم لسعات قنديل البحر في المنزل بالإسعافات الأولية، ولكن الحالات الشديدة تتطلب تدخلًا طبيًا، وفي حالات نادرًا ما تكون اللسعات قاتلة.

للوقاية من لسعات قنديل البحر، يُستحسن تجنب السباحة خلال مواسم تكاثرها. كما ينبغي على من يرغب في السباحة في المناطق التي تشهد ازدهاراً لقناديل البحر ارتداء الملابس الواقية مثل بدلة السباحة وأحذية خاصة لمنع اللسعات. بالإضافة إلى ذلك، يجب الحصول على معلومات كافية حول اللسعات والأعراض وطرق الإسعافات الأولية.

Scroll to Top